رأي خاص- ماريو باسيل في الليلة جنون… بين الابداع والوقاحة خيط رفيع
لا شك في ان اختيار محطة mtv للممثل الكوميدي ماريو باسيل لتقديم برنامج “الليلة جنون” كان قراراً صائباً جداً وبالرغم من تخوّف المشاهدين من تطرّف ماريو الذي يبالغ في زجّ الايحاءات الجنسية في كل عباراته، نجح في جذبهم واستدراجهم الى مشاهدة البرنامج وعدم تفويت أي حلقة منه.
من ليس منفتحاً وأفق ثقافته محدوداً لن يتقبّل البرنامج بسهولة وربما لن يتقبله بالمرّة وبالتالي لن يسترسل في مشاهدته والاستمتاع به بل سيعتبره “شاذاً” عن البرامج التقليدية لما يتضمنه من فقرات تحتاج لأناس غير معقّدين ومتحررين فكرياً واجتماعياً لاستيعابها .
برنامج “الليلة جنون” موعد ثابت مع الضحك والمتعة ، موعد مع ضيوف خفيفي الظلّ وثقيلي الموهبة الذين يدركون ان بين خفّة الظّل وثقل الدمّ من ناحية وبين الابداع والوقاحة من ناحية أخرى خيط رفيع وما ساهم او ساعد في اظهارهم بأسلوب خفيف وممتع هو فكرة البرنامج وتفاصيل فقراته التي وضعت بذكاء ودهاء من قبل صاحب الفكرة الاساسي بما اننا نعلم ان برنامج “الليلة جنون” هو نسخة عربية من format فرنسية لبرنامج Vendredi tout est permis وبالتالي كل الفقرات مصمّمة باحتراف كبير بحيث لا يمّل المشاهد من متابعة البرنامج من بدايته حتى آخر اسم في الجنريك.
اما ماريو باسيل فلا بدّ من الثناء على المهمة الصعبة التي ينجزها كل أسبوع بنجاح ، فهو يعلم ان عفويته هي الطعم الذي يضعه كل اسبوع للمشاهدين ويعلم ان الناس أحبوه لأنه حقيقي وصادق ولو انهم يعترفون بتهوره على المسرح حيث من الممكن ان يقول أي شيء ساعة يشاء دون اي اعتبارات، الا انه يبقى “ماريو باسيل” تحبّه او ترفضه كما هو ، لذا لم يشقَ ماريو كثيراً لكي يتقبله اللبنانيون في برنامج “الليلة جنون” لأنه يملك سلفاً جواز مرور الى قلوبهم وبيوتهم وبدا البرنامج وكأنه خيط على مقاس جنونه ، فقرة فقرة وفكرة فكرة ونجح باسيل حتى الحلقة الثالثة بإمتاع اللبنانيين وامتصاص تقلّب وتدهور مزاجهم لما يمرون به من أزمات اجتماعية وامنية متعاقبة والاهم انه استطاع خرق الهواء وجذب اكبر عدد من المشاهدين الذين أضمن انهم سيدمنون على البرنامج الذي بالفعل “بشيل الهمّ عن القلب”.