رأي خاص- برنامج (ذا وينر اذ) تجاهل الفنان عيسى غندور فأهانه… ويا عيسى الله يسامحك‎

لم يكن مشهد مشاركة الفنان عيسى غندور بالامس عادياً خلال عرض الحلقة الثالثة من برنامج The Winner Is ، ولم يكن المشهد “خفيفاً نظيفاً”على بعض اللبنانيين الذين عاصروا عيسى غندور ويعرفون من يكون، وانا واحدة من هؤلاء الذين شعروا بألم في الذاكرة وفي القلب الذي عصرته هذه المشاهد بالامس، خاصة حين أطّل عيسى متماسكاً في التقرير المصوّر وروى انه ابتعد قسراً عن الساحة الفنيّة بسبب تعرضه لحادث سير مروع وانه يتمنى ان يعود اليها بأغنيات جديدة واعمال مصوّرة لذا شارك في البرنامج معولاً على الحظ ليفوز بجائزة ال500 الف دولار وينتج لنفسه من جديد .

نجم “العيون السود” او “بحبّك من بعد الله” ابكاني بحرقة بالامس ليس لأنه يمارس حقّه بالحلم من جديد انما لأن حادثته افقدته الحلم في وطن ممنوع على مواطنيه الاسترسال في صنع الاحلام وعيشها، انما التخبط في واقع الحقيقة المرّ ، في وطن ينتهي فنانوه ومبدعوه بمجرّد خروجهم من “الكادر” وبمجرد رفع الضوء عنهم الذي شكّل لهم حصانتهم الوحيدة. فالفنان الخارج من الضوء يدخل في الظلمة لا محالة في وطن لا يضمن مستقبل ابنائه… فكيف فنانيه ؟
عيسى غندور تحلّى بالكثير من الجرأة ليقف جنباً الى جنب ويتنافس مع هواة على مسرح برنامج “The Winner Is” ويعترف ان عينه على الجائزة الكبرى ليعود الى الساحة الفنيّة ، ولكني لا أنكر انني تألمت كثيراً لأنه لم يحصل على عدد لائق من الاصوات ولا على اعجاب نجمة حلقة الامس زميلته اليسا التي أجهل ان كانت تعرّفت عليه او لا، اذ كنت اتوّقع “صراحة” ان يُرّحَبَ به بطريقة استثنائية ولائقة، فهو ليس فناناً هاوياً ،انما هو نجم كانت له مكانته على الساحة الفنية اللبنانية ، لا تهمّ مساحتها ، فالاهم انه كان موجوداً في حقبة فنية معينة وكان له جمهوره ومحبّيه.

وان كان فريق اعداد البرنامج لا يعرف عيسى غندور فهي”مصيبة” وان تعرّف عليه وتجاهله فهي”مصيبة أكبر”، فمشاركة فنان محترف ولو “سابق” كان يجب ان تكون لها اولوية الاضاءة عليها خلال الحلقة، ان من خلال ترحيب مقدمة البرنامج ناديا بساط الحار فيه والتعريف عنه بطريقة لائقة ومشرّفة او من خلال تسليط الضوء على فنّه وعرض مقاطع من اعماله المصورة واغنياته بهدف التعظيم من شأنه، وليس اهانته واذلاله كما حصل بالامس خلال الحلقة حيث مرّ مرور الكرام وكأنه نكرة “لا أصل ولا فصل له”. ومع انه لم يغنِّ جيداً ربما لأنه لم يخضع منذ فترة طويلة للتدريب، الا انه يبقى عيسى غندور ، نجم لبناني ولا يستحق نجومنا -مهما كان حجمهم وقدرهم- هذه النهاية غير السعيدة …

قد يكون مصير اي فنان كمصير عيسى غندور ، مصير معتم لكل من يخرج من دائرة الشهرة والاضواء …فيمّر كالنكرة في برنامج منتجوه ومعدوه ومقدموه لبنانيون للأسف، ويخسر على مسرح برنامج للهواة وتلقى “الأنا” خاصته حتفها ويخرج مكسوراً ومهزوماً في مشهد اقّل ما يقال فيه انه مذّل لا يليق بفنان لبناني غنّى العمالقة ودوّن اسمه في سجلات الفنّ اللبناني …

عيسى غندور كنت اتمنى لو انك لم تشارك في هذا البرنامج الذي لم يقدّر مشاركتك فيه ولو انك لم تضعنا في هذا الموقف المؤلم وتضع نفسك في هذا الموقف المحرج، على امل ان تقف من جديد على المسرح الذي يليق بك وتطّل من جديد على جمهور لا انكر انه ربما يكون بلا وفاء انما بالتأكيد ليس بلا ذاكرة !

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com