خاص- طارق سويد عاش حقيقة وكتب عكسها … فربّته أمّه بكرامة وأغرم بطبيبته النفسية

لا شك في ان الدراما اللبنانية تشهد مؤخراً على تقدّم وتطوّر ملحوظين بشهادة النقّاد والجمهور الحكم الاول والاساس الذي يتعرّض لاغراءات كبيرة من قبل المسلسلات التركية التي تجتاح محطاتنا العربية ، فأي خرق لأي مسلسل لبناني يمكن اعتباره انجازاً في ظل هذه الظاهرة التركية المتفشية منذ سنوات .

اعمال درامية كثيرة أعجبت المشاهد اللبناني وأثارت دهشته خلال السنوات الماضية ، منها من نجح لبنانياً فقط وأخرى تخطّت حدود الوطن فشرّعت لها المحطات الخليجية ابوابها، وفي كلتا الحالتين تبقى الدراما اللبنانية هي المستفيد الاكبر كونها تخرج أخيراً من قمقمها وتفرد جناحيها والفضل يعود طبعاً الى المؤمنين فيها من منتجين والى الفاعلين والمؤثرين فيها كالكتّاب والممثلين .

تغصّ مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بالتعليقات الداعمة والمصفقة والمهنئة للممثل طارق سويد الناشط على مواقع التواصل والذي يحصد خلال الاسبوعين الماضيين نجاحاً يمكن اعتباره كاسحاً مقارنة مع تجربته الفتيّة واليافعة في عالم كتابة الدراما الا انها تميزت بالشفافية والصدق والعمق والمشاعر ، فكيف ان عرض هذين العملين في الموسم نفسه وفي الفترة الزمنية نفسها وعلى اقوى محطتين لبنانيتين ؟؟

“حلو الغرام” و”اميليا” مسلسلان لبنانيان من توقيع طارق سويد ، هما مختلفان من حيث القصة والمضمون الا انهما متشابهان من حيث حرفية الحبكة ، عمق الحوار وكمّ المشاعر التي لا نستغرب ان تكون صادرة عن انسان مرهف وحساس كطارق سويد، موضوعان جريئان ولو انهما تشعّبا الى قصص جانبية وثانوية الا انهما عولجا بثقة وجرأة ، ببساطة لان الكاتب عاشهما وخبرهما وتورّط بهما ومن أحقّ من صاحب التجربة ليروي تجربته ولو اننا نعلم ان التفاصيل تكون عادة من نسج الخيال فتتشعّب وتتطوّر وتتفاقم وتتعقّد لتخدم متعة المشاهد .

كان لا بدّ من طرح بعض الاسئلة على الكاتب الشاب والموهوب جداً طارق سويد لذا اتصلنا به وسألناه عن اصداء النجاح ، عن نسبة المشاهدة المرتفعة للمسلسلين ، عن تجاربه الشخصية فيها وعن العروضات التي تلقاها عربياً.

بداية، عن مسلسل “حلو الغرام” الذي يعرض على شاشة mtv كل خميس اعتبر طارق ان المسلسل هو الاول على المحطات اللبنانية وقد تخطى “الرايتنغ” الخاص به كل البرامج الاخرى ليلة الخميس.

اما بالنسبة لمسلسل “اميليا” فقال طارق انه “باللّوج” أي فوق الريح وان المسلسل هو الاول على كافة البرامج الاخرى في لبنان خلال الاسبوع ، وهذا فقط تقرير LBCI دون احتساب ارقام محطة LDC

ولم ينكر طارق ان يكون مسلسل “اميليا” قد تفوّق شعبياً على مسلسل “حلو الغرام” بسبب القصّة التي تحاكي وتلامس الشارع اكثر والتي تصيبه في الصميم .اما عن انتشاره عربياً، قال طارق انه “مخوطر” أي ان هذا الاحتمال مستبعد بعض الشيء لأن المسلسل دخل في عمق الديانة المسيحية وبعض مظاهرها ولو انه طرح موضوع الديانة الاسلامية ايضاً.

وكشف طارق سرّ مسلسل “اميليا” قائلاً : السر في انني عشت مع ارملة، ولاول مرة اقول اشكر الله انه حين ترّملت امي في عمر ال 26 كان لديها شهادات كي لا “تتبهدل وتبهدلنا معها”. ونفى طارق ان تكون قصة “اميليا” تروي قصة حياته قائلاً لا يوجد شيء من قصة حياتي في مسلسل اميليا بعكس ما اعتقد بعض الناس وعالجت الموضوع بجانبه السلبي في حين عشت انا شخصياً وجهه الايجابي .

اما عن مسلسل “حلو الغرام” كشف طارق وبدون تردّد او خجل انه خضع لعلاج نفسي وانه شعر بمشاعر خاصة تجاه طبيبته النفسية فأصبح ينتظر بفارغ الصبر موعد العلاج النفسي.

وقال ان لدى كتابته المسلسل اجرى بحوثاً خاصة حيث تبين له ان هناك نوعان من الحالات العاطفية التي تنشأ بين المريض والطبيب المعالج وهي تعرف بtransfert اي تحويل مشاعر المريض نحو الطبيب المعالج حيث يكون المريض حقيقياً الى ابعد الحدود مع طبيبه كون الاخير يعرفه على حقيقته ولا يحكم عليه.

والحالة الثانية هي Contre transfert حين يتعلّق الطبيب بالمريض ويغرم به وهذا ما يحاسب عليه القانون وهذا ما ارتكبته “جويل داغر” حيث قامت “بغلطة قد راسها” بحسب تعبيره.

وكشف “طارق” لـ “بصراحة” انه تلقى عروضات كثيرة لكتابة مسلسلات جديدة لمحطات عربية ولكنه رفض معظمها لانه خائف كثيراً ولا يريد ان تتحول نصوصه الى نصوص تجارية فهو يريد الاستمتاع بها وبالتالي يريد ان يعيش قصصاً كبيرة وعميقة  تهزه وتستفزه لكي يكتب عنها.

وفي الختام عبّر طارق عن سعادته الكبيرة لاقتراب عرض برنامجه الجديد “ضحك وجد” مع مقدمة البرامج والممثلة مي سحاب والذي سيبدأ عرضه يوم الاحد المقبل عبر شاشة OTV اللبنانية.

نشير اخيراً الى ان مسلسل “اميليا” هو من بطولة الممثلة نادين الراسي والممثل رودني الحداد ونخبة كبيرة من وجوه الدراما اللبنانية، ومن اخراج سمير حبشي ومن انتاج مروى غروب. اما مسلسل “حلو الغرام” فهو من بطولة الممثل كارلوس عازار، الممثلة مي صايغ وجويل داغر بالاضافة الى مجموعة من الوجوه الدرامية اللبنانية، والمسلسل من اخراج جو فاضل ومن انتاج مروى غروب وسيكون لنا قريباً وقفات كثيرة مع ممثلي المسلسلين الذين يبدعون بأداء أدوارهم.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com