تكريم دريد لحام في عشاء الجمعية الخيرية لرعاية المعوقين بحضور وجوه فنية، اعلامية وسياسية
كرمت الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين، في حفل عشائها الخيري السنوي مساء أمس في البيال – وسط بيروت، الفنان دريد لحام، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، وزير الاشغال العامة غازي زعيتر، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وزير التربية الياس بو صعب، سفير الكويت عبد العال القناعي، النواب: ميشال موسى، ناجي غاريوس ونبيل نقولا، الوزراء السابقين ليلى الصلح حماده، عدنان القصار وفريج صابونجيان، العميد جوزيف واكيم ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، رئيسة الجمعية السيدة رنده عاصي بري، السيدة منى الهراوي، السيدة وفاء ميشال سليمان، السيدة مي نجيب ميقاتي، مدير عام سوليدير منير الدويدي، الفنان دريد لحام، المطربة جوليا بطرس، المطرب عاصي الحلاني، المطربة المصرية غادة رجب، الفنان والمؤلف الموسيقي غي مانوكيان، المصمم العالمي ايلي صعب، وحشد من الشخصيات الرسمية والفاعليات وممثلي المنظمات الاقليمية والدولية.
استهل الحفل بشريط وثائقي عن الفنان دريد لحام، قدمته الاعلامية انابيلا هلال، يظهر ابرز محطات حياته الفنية والمهنية ومقاطع من ابرز ادواره المسرحية والتلفزيونية. ثم تم تكريمه من السيدة بري.
والقى الفنان المكرم كلمة قال فيها: “ان تكريمكم لي يجعلني اكثر فخرا بمحبتكم، لأن أفضل هبات الله للانسان هي القدرة على ملامسة قلوب الآخرين، وأنتم قد لامستم قلبي بالعمق، وخصوصا انه اتى من جمعية تقف الى جانب من هم بحاجة الى من يقف الى جانبهم، يستنهض فيهم روح التحدي، يزرع الأمل في قلوبهم المتعبة، فالأمل هو الاستمتاع سلفا بالمستقبل، وأرى أن الكون يبقى باردا اذا لم تدفئه ابتسامة امتنان من طفل ذي حاجة”.
اضاف: “قال لي يوما عنوان المحبة والتسامح سماحة الامام موسى الصدر: يا دريد الوطن كي يكون قويا يجب أن يكون شركة انسانية لا شركة مساهمة، من يملك اسهما فيه يعيش في بحبوحة ومن لا يملك يموت على رصيف القهر، انتم في هذه الجمعية الخيرة أعطيتم أروع مثل عن الشراكة الانسانية في الوطن، تجعلون من هذا الوطن الجميل وطنا موحدا عاصمته المحبة وعلمه لمسة حنان ونشيده الانسان.. قال البرت اينشتاين: وحدها الحياة التي يحياها المرء من أجل الآخرين هي حياة ذات قيمة.. راجيا قبولي معكم انا وزوجتي ناشطين في مركب انسانيتكم، علنا نعطي لحياتنا بعض القيمة”. وتابع: “شكرا لجمعيتكم وللسيدة رندة قبطان هذا المركب الخيري، الذي لا يرسو الا على موانىء الخير ليقيم صروحا للانسانية وللخير والمعرفة، في ظل الظروف الصعبة وضمن الامكانات المتاحة.
شكرا للبنان الذي منحني أول خفقة قلب من أم من مشغرة، لذلك عندما يسألني احدهم من أين انت أقول ان وطني الثاني سوريا، اما وطني الاول فهو رحم امي، فالام والوطن مسميان لمكون واحد هو لبنان الام والوطن وسوريا الأم والوطن.
وأنا رغم عمري الثمانين لن أسأم في ظل لحظة وفاء كهذه سأودعها في ذاكرتي مخزن ذاكرتي استعيدها كلما اعوزني لحظة فرح”.
وختم لحام: “اذا وطني بردان انا تيابو، واذا وطني سخنان انا دوا، اذا وطني ختيار انا عكازو واذا وطني حفيان أنا صرمايتو”.
ثم القت السيدة بري كلمة قالت فيها: “أفخر بان أقف على منبر الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين، بعد ثلاثين عاما من العمل الدؤوب وسهر الجمعية، وقد حققت الكثير من الاهداف بدعمكم ودعم أشخاص أعزاء فقدناهم أثناء المسيرة قدموا الكثير للبنان وللجمعية.
بداية، أشير الى اننا نعيش في عالم (البورد) السمعي البصري على ما وصفه المرحوم الفنان الكبير غازي قهوجي ذات اجتماع للجنة مهرجانات صور والجنوب.
في هذا العالم، يستحق الأبناء الأعزاء من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين نسعى لتحويل إعاقتهم الى طاقة، ان يدخلوا العصر وان يستخدموا حاستي النظر والسمع، فنكون على مرأى ومسمع منهم ومرمى أحاسيسهم، لذلك يحتشد اليوم هذا الحضور الكريم تلبية لدعوة الجمعية في احتفالها السنوي، الذي سبق لها في السنوات الماضية، ان كرمت خلاله نخبة من المميزين في عالم الطب والموسيقى والاعمال العرب وهم على التوالي: فيليب سالم، المرحوم ناصر الخرافي، المرحوم الموسيقار عمار الشريعي”.
اضافت: “اننا في هذا العام الذي تشوه احتراقاته العالم العربي وتدمي قلوب شعوبه، نقف إجلالا للنص والحركة والصوت، الذي يختصره في شخصه ضيف شرف هذا اللقاء تاج رأس المسرح العربي الجاد والملتزم، الذي تعلمنا منه الاحساس بالوطن والوقت، عبر نصوصه المختارة الناقدة والساخرة وأدائه، وهو الذي ما كان يخاف النظام العربي ولا سياط أجهزته، بل كان يدعوه الى الإعتدال او الإعتزال، وان يؤسس لمشاركة الجميع في حياة الدولة والمجتمع”.
وتابع: “اننا اليوم نرحب بالمسرحي العربي الكبير الذي حاور أفراحنا وأحزاننا الفنان دريد لحام. ان هذا اللقاء مناسبة ايضا لتقديم الشكر للمؤلف الموسيقي غي مانوكيان الذي تعلم الموسيقى والسولفاج منذ نعومة أظافره وترعرع على فرح الموسيقى الشرقية والمتوارثة وشكل هوية خاصة به. شكرا لمشاركتكم وتقديماتكم وستحفظ كوادرنا وأطفالنا هذا الجميل دائما.
كما ان من جوائزنا الليلة الإستماع الى صاحب الصوت الرخيم وحاملة جائزة الميكرفون الذهبي الفنانة العربية غادة رضا رجب، التي انطلقت على وقع أغنية (القمح الليلة) والتي استلهمت التراث وغنته، ثم كانت نجمة اوبريت (حراس الوطن) من تأليف الشاعر العربي الكبير عبد الرحمن الابنودي، وهي قد غنت كلمات المشاهير وحصلت على جوائز عديدة. وجاءت من أرض الكنانة مصر لتعانق ذوي الاحتياجات الخاصة بصوتها وانسانيتها. شكرا لك، سعيدون بوجودك بيننا”.
واردفت بري: “وبالعودة الى مناسبتنا والى مشروعنا، فالجمعية هذا العام تهدف الى تأسيس عهد إلكتروني للتعليم من أجل ان يكسب أولادنا الوقت ويختصروا الزمن في عبورهم من ثقب إبرة الحياة الى الدنيا الرحبة عبر عالم الاتصالات.
ان هذه العملية البصرية والسمعية من شأنها تفعيل عملية التواصل الإيجابي بين المربي والمتلقي. ان الاحتياجات الدراسية تتضمن إيجاد خمسة وثلاثين لوحا إلكترونيا تتوزع على مئتي وستين طالبا من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ان الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين التي دخلت عالم ذوي الاحتياجات الخاصة منذ ثلاثين عاما، تفخر بانها تجعلكم تلمسون انها تمضي لتحقيق أهدافكم بتأهيل أبنائنا الذين اعتقد المجتمع انهم عالة عليه، وقد أثبتنا وإياهم حضورهم المشارك ومكناهم من المعرفة والعمل، وقد تحولوا الى قوة عمل وإنتاج لصالح كل أسرة ولصالح المجتمع، اذا، يحق لكم ان تفخروا بان الجمعية التي كان من أسباب إنشائها الموجبة رعاية وعلاج وتأهيل الإعاقة بالولادة والإعاقات بسبب الحرب وألغام العدو الاسرائيلي وقنابله العنقودية والحوادث المؤلمة والأمراض كالجلطات الدماغية او الشلل الموقت. كل ذلك لاننا نؤمن بان من وهبه الله نعمة الحياة، فقد وهبه نعمة العمل وأنتم خير من اختار هذا الطريق. شكرا لكم، شكرا لصداقتكم، شكرا لكل من حضر ومن غاب وقد أدى”.
وقالت: “اننا اليوم وفي مجتمعنا المدني الذي اختار الحوار والوفاق نهج حياة، نريدكم ان تأخذوا بيد الجمعية لتكون مفخرة في هذا العصر، ولنتمكن من تغطية كل مناطق لبنان وتوسع اقسام العيادات الخاصة، وتثبت اننا في الوطن مجتمع تأهيلي عبر تفعيل وحدات تشخيص أمراض الأعصاب والعضلات وتقديم الخدمات التأهيلية الوطنية حيث يجب وتنشيط أقسام العلاج المائي.
اننا استراتيجيا نريد التوصل الى إنشاء أقسام جديدة وإطلاق خدمات وتقنيات متطورة والحفاظ على مستوى متطور من التجهيزات واستخدام الخبرات والكفاءات البشرية العالية وتنمية مهاراتها والتعاون مع الجمعيات المماثلة المختصة وتعزيز قنوات التعاون الدولية، وطبعا استمرارية وتطوير علاقات التعاون مع المؤسسات الحكومية.
اننا نسعى لكي نثبت ان لبنان ليس معوقا او مشوه حرب او محكوما للغريزة بل العقل”.
وختمت شاكرة تلبية دعوة الجمعية الى هذا اللقاء السنوي وشكرت المؤسسات الراعية التي دعت الى تنظيم هذا اللقاء، لما فيه مصلحة ذوي الاحتياجات الخاصة في لبنان.
ثم قدم المؤلف الموسيقي غي مانوكيان مع فرقته معزوفات فنية رائعة. وادت المطربة المصرية غادة رجب بعض الاغاني العربية الاصيلة. وطنية.