رأي خاص- مع النظام ام مع الثورة في سوريا، ان لم يستطع مسلسل (سنعود بعد قليل) جمعكم فلن تجمعكم كل انظمة ومنظمات العالم

معارضة ام موالاة ، مع النظام ام مع الثورة ، سوريّ مقيم مهاجر ام مهجّر، ان لم يستطع مسلسل “سنعود بعد قليل” جمعكم وكسر كل قوالب الجفاء بينكم ،فلن تجمعكم كل انظمة ومنظمات العالم.

وان لم يستدرج النجم القدير دريد لحّام وطنيتكم الى عرس الوطن الكبير، فلن تجمعكم كل احقادكم ومرارة خساراتكم …

نحن لبنانيون وعرب مقيمون ومغتربون ذرفنا الدمع وهدرنا التنهّدات ونحن نستخلص من “دريدكم” العِبر ونبكي سوريا واهلها وشُتاتها فكيف انتم يا سوريي الهوى والهويّة؟؟

لن أدخل في أمور سوريا الداخلية ، فأمورها تعنيها وحدها ولكن لا بدّ من ان نتوقّف درامياً عند مبدع سوري هو دريد لحام وكوكبة من أروع ممثلي سوريا ولبنان الذين حبسوا أنفاسنا في قفص الألم والوجع على سوريا الغالية ، فحاكى المسلسل والممثلين ضمائرنا، أفئدتنا وأرواحنا التي أصبحت رهينة لسيناريو رافي وهبي ولإنسانية دريد لحام ولإخراج الليث حجو.

“سنعود بعد قليل” صرخة انسانية مدوّية صوتها أقوى من صوت الظلم والدمار والقتل ، ان لم يسمعها السوريون فلا بدّ من ان قذائف الحقد والانتقام صمّت أذنيهم عن سماعها، فذهب سدى وفي الهواء كل ما قيل في المسلسل على شاشاتنا، باستثناء الشعوب العربية التي اتّعظت من دروس المسلسل فتحوّل هذا الاخير الى دستور للوطنية والوحدة .

دريد لحّام …يا أستاذ الشاشة الصغيرة ….ويا أستاذ الابداع الكبير…ويا أستاذ الادوارالمثيرة …ويا أستاذ الانسانية النادرة… ماذا نقول اليوم فيك وانت سرقت الدموع من عينينا، دمعة دمعة في كل مشهد وفي كل موقف وفي كل حوار، وحرقت أفئدتنا عليك وعلى اولادك وعلى سوريّتك، وأثرت غضبنا واستنزفت وطنيتنا، فرافقناك بوفاء خلال ثلاثين حلقة ، تنهّدنا معك، شعرنا بك ومعك، مشينا معك، توقفنا وتعبنا معك، ضحكنا معك، غفونا وصحونا معك…صلينا معك ، في الكنيسة كنا معك، استمعنا الى ترانيم السيدة فيروز معك، وردّدنا آيات من القرآن معك، عشناك في ثلاثين دمعة وابتسامة، وبكيناك بحسرة وتألمنا لوداعك، فماذا فعلت بنا يا عملاق الشاشة ويا صوت سوريا المنكوبة؟

دريد لحّام كل ما قد نقوله عنك كممثل مبدع قليل ، واللّهي قليل!! فأي كلام قد يفي عملاقاً حقّه؟ وانت أصلاً لست بحاجة الى شهادتنا لأنك النادر في زمن المُستهلَك ولأنك العملاق في زمن الاقزام ولانك التاريخ في زمن الهواة، ولكن اسمح لنا ان نعبّر عن تقديرنا لانسانيتك التي كرّسها الدور الذي لعبته والتي لامست أرواحنا وخطفت انفاسنا بها.

وهنا لا بدّ من الاشادة بكل ممثلي المسلسل واحداً واحداً ونشدّ على أيديهم ونضمّهم الى قلوبنا فهم أكملوا بإتقان وحرفية الصورة الكبيرة للمسلسل وكانوا رُسل رسالة وطنية سلمية وحملوا سوريا في قلوبهم وأوصلوها الى كل بيت عربي، نادين الراسي ودريد لحام وعابد فهد وقصي خولي وباسل خياط وسلافة معمار ودانا مارديني ورافي وهبي وكندة علوش وتقلا شمعون وبيار داغر وكارمن لبس وسنتيا كرم وغيدا النوري ونهلة داوود ومحمد حداقي وطلال الجردي والكو داوود وغيرهم انتم تستحقون كل تقدير ومحبة وشكراً لأنكم ساهمتم في تحريك نار وطنيتنا تحت رماد العزلة والحقد والانتقام .

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com