رأي خاص بالفيديو – نقولا الأسطا في نظرة تفاؤلية عن لبنان الحلم
رأي خاص – بصراحة: يبدو أن المواطن اللبناني مكتوب على جبينه الهجرة والغربة وترك أحضان الوطن والبحث عن دول تحترم الإنسان لأن ما يجده في وطنه الأم يتعارض ويتناقض مع حقوق الانسان.
بعد الحروب المدمرة التي ضربت لبنان منذ سبعينيات القرن الماضي والأزمات السياسة والإقتصادية التي تعصف بلبنان حتى العام 2015 وآخرها مشكلة النفايات المستعصية وتقاعس الدولة على إيجاد الحلول المناسبة لكافة الأزمات لم يبق أمام اللبناني سوى الهجرة من جديد لعل وعسى أن يعود يوماً إلى وطن حقيقي يحتضن أبناءه.
كانت الغربة والهجرة شريك المواطن اللبناني على مر العصور إما بحثاً عن فرص العمل وإما هرباً من واقع ومشاكل سياسية صعبة لا تزال مثل خيال اللبناني لا تفارقه البتة، وأصبحت الهجرة حلم البعض للخلاص من بلدٍ كان يطلق عليه “سويسرا الشرق”.
في ظل الهجرة والأزمات الكبرى التي تعصف لبنان في العام 2015، أطلق النجم اللبناني نقولا الأسطا أغنية “لو مهما بعدنا” من كلماته وألحانه وتوزيع وليد قبلان، أغنية وطنية شعبية من صميم حياة اللبناني، تحاكي الواقع دون أي مجاملة وتضع الاصبع على جرح الغربة والنزيف الحاد الذي يعاني منه لبنان في هجرة أبنائه.
يقال “نيال اللي عندو مرقد عنزة بلبنان” ولكن في ظل الهجرة والغربة لم يعد هذا القول قريب من الحقيقة والواقع، لأن الواقع بات معاكساً، نظرة تشاؤمية أراد نقولا الأسطا من خلال أغنية “لو مهما بعدنا” أن يثبت عكسها ويؤكد أن لبنان باقٍ في أرزه وعاداته وتقاليده وكرم ضيافته وأغنياته الشعبية المتمثلة بالدبكة والتراث، ويطلب الأسطا من لبنان الحالي أن لا يقسو على أبنائه أكثر من قساوة الزمن، وأن لا يزيد من غربة اللبناني داخل وطنه والغربة داخل الوطن أشد أنواع الغربة.
يتمسك نقولا الأسطا في لبنان ويوجه رسالة إلى مسؤولي لبنان بالقول لهم “الله يسامحكم شو عملتوا فينا” حيث ترك اللبناني قريته وأرزه وأشجار بلده التي كان يجد تحت ظلها الراحة، والرسالة المؤثرة نقله حالة اللبنانيين في الخارج الذين يتابعون أخبار بلدهم وينتظرون سماع أخبار جميلة من أجل العودة إلى لبنان الذي يحلمون به.
بقلم: موسى عبدالله