خاص – ظاهرة اعتراف النجوم بإدمانهم… وما رأي علم النفس الإجتماعي؟
خاص – بصراحة: العودة عن الخطأ فضيلة وأول خطوة على طريق العودة الى جادة الصواب لأن الإنسان غير معصوم عن الأخطاء، ولكن خطأ عن خطأ قد يدمر الإنسان ويشوه سمعته ويجعله من المنبوذين في المجتمع خاصة وإذا كان الخطأ من الكبائر او من الممنوعات في مجتمعات تحكمها العادات والتقاليد، وعن الخطأ تكثر الأصوات الرافضة والمعارضة، وأخطر الأمور التي قد يسقط بها الفرد هي إدمان المخدرات وتعاطي الكحول، وكيف اذا كان هذا الشخص شخصية فنية مشهورة في المجتمع، والحديث اليوم ليس عمن يتعاطون المخدرات او الحكول او “الحشيشة” لان هذا موضوع شائك ومعقد في ظل وسط فني ملوث بكافة أنواع الأخطاء السامة والقاتلة،انما الحديث عن النجوم الذين أدمنوا على المخدرات وأقلعوا عنها وإعتبرت إعترافاتهم بمثابة ضربة ذكاء لعل وعسى أن يتعظ الشباب ويدركون خطر التعاطي.
من الجيل الجديد، إعترف النجم اللبناني فارس كرم بأنه خلال فترة زمنية ماضية قد أدمن على المخدرات بسبب فضوله فجعلته سيء المزاج وشخصا عدوانيا. وعندما أدرك خطورة المرحلة التي وصل اليها قرر انقاذ نفسه وتعالج، وتحول اعترافه الى حديث الناس لأن الإعتراف من صفات الابطال وكيف اذا كان اعتراف عن الادمان والتعاطي.
يعتبر الفنان اللبناني ريان من الشباب الذين إنجروا خلف اصدقاء السوء الذين كادوا أن يورطوه في الإدمان، وأكد ريان ان تعاطيه كان في لحظة ضعف وانه لم يتورط كثيراً بالتعاطي، وكشف انه سُجن حوالي ثلاثة اسابيع بتهمة التعاطي، وان دموع والدته هي من أنقذته من هذه الآفة التي كادت ان تدمر مستقبله.
ان الادمان لا يتعلق فقط بالمخدرات بل يصل الى الكحول التي لا تقل خطورتها عن المخدرات ايضاً، ومن الفنانين الذين تعاطوا المخدرات في مرحلة ما معين شريف الذي كشف انه كان يعاطى المخدرات في عمر السادسة عشر من باب التجربة فقط واكتشف كم هي مدمرة، وكشف شريف عن إدمانه للكحول الذي كاد أن يبعده عن طفلته حينما جاء الى المنزل وكان سكرانا وحاول تقبيل ابنته فمنعته وهربت منه، ليشعر بعدها بأن الكحول عامل مدمر ومنذ تلك اللحظة قرر الإقلاع عن إدمان الكحول.
من النجوم القدامى الذين أصبحوا في ذمة الله ولهم تجارب مع المخدرات وكشفوا عن إدمانهم ومراحل تعافيهم كل من الممثل المصري نور الشريف وزميله سعيد صالح، ومن جيلهم ايضا الممثل فاروق الفيشاوي الذي كانت له تجارب مع الإدمان كلفته الكثير معنويا وصحيا قبل ان يتخلص من الادمان عليها.
تقول طبيبة علم النفس الاجتماعي هبة كنج لموقع بصراحة أن الإعتراف بالإدمان وتعاطي المخدرات والكحول في مرحلة ما، هو بمثابة علاج بحد ذاته لأن الشخص الذي يعترف بذلك أدرك أهمية تلك المرحلة الصعبة التي مر بها. وحديثه عن تعاطيه ومن ثم علاجه وشفائه يدل على ان هذا الشخص قوي الشخصية ولا يريد العودة من جديد الى هذه المستنقع الخطر الذي كاد أن يودي بحياته. وهذا ما ينطبق على الفنانين الذين تعالجوا من الإدمان وتخطوا تلك المرحلة.
واضافت كنج انه عندما يكشف الفنان عن تعاطيه في العلن فإنه يحاول أن يوصل رسالة الى الشباب بأن التعاطي امر مدمر وان الحياة دون مخدرات أجمل وكل ما يُحكى ويقال عن ان المخدرات بكافة انواعها تشعر الفرد بالسعادة عارٍ عن الصحة لأن الحياة جميلة كما هي دون مخدرات وكحول.
وتضيف هبة كنج أن الفنان في مرحلة ما ينساق خلف الشهوات والغرائز لأن المال سلطة ومن يمتلك السلطة يتحكم بكل شيء. وهذا ما يحصل مع الفنانين الذين تعاطوا في مرحلة ما حيث ظنوا ان المال يشتري كل شيء ولكن للحقيقة لا يشتري الصحة، وهناك مقولة خاطئة أن “حشيشة الكيف” هي نوع من المخدرات التي تعدل المزاج وهذا غير صحيح لأن بداية الإدمان تكون عن طريق الحشيشة التي يعتقد بعض الفنانين انها تساهم في عملية الابداع.
قد يكون هناك نسبة من الفنانين تعاطوا المخدرات ولجأوا الى المصحات من أجل العلاج ولا يستطيعون الكشف عن اسمائهم خوفاً من نظرة الناس لهم لأن مكانتهم كبيرة لديهم، بينما الكشف عن تعاطي المخدرات والكحول ليس عيباً لأنهم حين يقلعون عن تلك الآفة من الضروري توجيه رسالة إجتماعية وانسانية يحتاجها جيل الشباب من جل التوعية من مخاطر الإدمان على أنواعه خاصة وان الفنانين بمثابة رمز ومثال اعلى لهؤلاء يستطيعون توجيه رسالة صارخة ومؤثرة في مجال التوعية.
بقلم: موسى عبدالله