خاص – كيف تحوّلت قبرص الى الوجهة المفضلة لدى النجوم؟
خاص – بصراحة: قبل ما يسمّى بالربيع العربي لم تكن جزيرة قبرص على الخارطة الفنية للنجوم اللبنانيين بشكل خاص والنجوم العرب بشكل عام، كانت منطقة سياحية يقصدها النجوم كما عامة الناس من اجل السياحة والترفيه. وبعد الربيع العربي او الخريف العربي كما يحلو للبعض تسميته، اصبحت قبرص وجهة فنّية مفضّلة للنجوم اللبنانيين والعرب من اجل احياء الحفلات في فنادقها حيث فتح متعهّدو الحفلات الطريق امام الفنانين، لأنه في ظل عدم الاستقرار والحروب استشعر الفنانون ضرراً مادياً ومعنوياً كان لا بد من التعويض عنه.
كل شهر، تشهد قبرص حفلات فنية يحييها نجوم الغناء من لبنان وسوريا، حيث اصبحت قبرص الدجاجة التي تبيض ذهباً، عنوانها الربح المادي للمتعهدين والفنانين على حدّ سواء، وفي نظرة مختصرة عن اهم الاسباب التي جعلت من قبرص بوابة فنّية ناجحة:
اولاً، لعبت الحرب في سوريا دوراً اساسياً في التأثير على الوضع الفنّي بشكل عام، حيث كانت سوريا قبل الازمة من اهم الدول العربية التي جمعت اغلب النجوم العرب، وكانت وجهة مفضلة بعد لبنان لأن عوامل الطبيعة والعادات والتقاليد لعبت دوراً مهماً في استقطاب المع النجوم ومشاركتهم في اهم المهرجانات حيث شهدت سوريا قبل الحرب وبالتحديد في موسم الصيف عشرات المهرجانات والحفلات، اما اليوم فإن نسبة الحفلات على ارضها شبه معدومة.
ثانياً، غياب الاستقرار السياسي والامني في لبنان خاصة وان لبنان دولة بدون رئيس للجمهورية والمؤسسات شبه معطلة، وعلى الرغم مما يحصل في لبنان الا انه لا يزال قادراً على جمع اهم النجوم، والمهرجات والحفلات خلال الصيف الماضي خير دليل على ذلك وان لم تكن بالوتيرة التي كانت قبل سنوات، ولكن يبقى لبنان بلد الفن الذي دائماً ما ينهض من تحت ركام الازمات السياسية.
ثالثاً، كانت تونس ومصر من الدول الفاعلة جداً في مجال تنظيم الحفلات والمهرجانات، وفتحت الازمات التي تعرضت لها منذ عام ٢٠١١ الباب امام النجوم للتوجه الى قبرص، الا ان مصر وتونس نهضتا من تحت الازمات خلال العام ونيف الماضي وبدأت قاطرة النجوم بالتوجه مجدداً الى اراضي الفراعنة وتونس الخضراء.
رابعاً، تركيز المتعهدين على قبرص من ناحية وجود الجاليات العربية التي تقصدها من اجل السياحة، حيث استغل تجار الفن من متعهدين ورجال اعمال غياب الاستقرار وضربوا ضربتهم التي يبدو انها ناجحة حتى اللحظة، واستفاد جميع المتعهدين من الاوضاع المادية الممتازة للعرب في قبرص حيث وضعوا الاسعار المناسبة لحفلاتهم وان كانت في بعض الاحيان ارقام خيالية، خاصة وانهم تضرروا جداً من الازمات في المنطقة العربية.
يبقى ان نتمنى في النهاية الاستقرار لكافة دول الوطن العربي وان تعود الى الحياة الى شرايين الوسط الفني التي تقطعت اوصالها بسبب الاحداث الامنية خلال الاعوام الماضية على أمل ان تضجّ عواصم الفنّ العربية بالحياة من جديد وتعود الى سابق عهدها
بقلم: موسى عبدالله