تحقيق خاص- نجمات بفستان الزفاف.. موضة، تقليد ام افلاس؟
موسى عبدالله – بيروت: عندما يتابع المشاهد اي اغنية مصورة اول ما يلفت نظره فكرة الفيديو كليب والصورة التي يقدّمها المخرج لأن الكليب عبارة عن قصة صغيرة لا بد وان تكون جديدة في طرحها وموضوعها وليست مستهلكة او متكررة او Deja vue.
منذ اكثر من ثماني سنوات ظهرت على الشاشة اكثر من فنانة عربية بفستان الزفاف وكأن الموضوع أصبح موضة او ان فكرة الاغنية قد تفرض ذلك على المخرج، ولكن مهما كان موضوع الاغنية، فإن الفكرة يجب ان تكون جديدة ومبتكرة، لاننا في زمن الصورة والكليب الناجح لا بدّ وان يحمل افكاراً مختلفة وغير مكررة، لان التكرار في الاعمال المصورة لا يُعلم الشطّار بل هو خطأ فادح يسقط به المخرج والفنان على حدّ سواء.
نجمات بفستان الزفاف، عنوان قد يكون جذاباً في طرحه ولكن في صلب الموضوع هو تكرار سقطت بفخّه اكثر من نجمة عربية والبعض منهن أعاد التجربة مرتين وكأن الافكار قد نَفذَت وابواب الابداع قد اغلقت.
منذ عام ٢٠٠٧ بدأت فكرة الزفاف في كليبات النجوم العرب -وبالتحديد النجمات- تتوسع حتى اصبحت موضة يلجأ لها المخرج في افكاره ويقدّمها للفنانات اللواتي تقبلن الفكرة . فهل هناك اجمل من ان ترتدي المرأة فستان الفرح؟
في نظرة سريعة على اهم الفنانات العربيات اللواتي ظهرن بالفستان الابيض في اعمالهن المصورة الحديثة، نتذكر اليسا في فيديو كليب اغنية “عبالي حبيبي” من اخراج مازن فياض و نانسي عجرم في كليب اغنية “لون عيونك” من اخراج نادين لبكي ونجوى كرم في كليب اغنية “ايدك” من اخراج رندا علم وشذى حسون في كليب اغنية “منو الما عنده ماضي” من اخراج رندلى قديح ويارا في كليب اغنية “صدفة” من اخراج ميرنا ابو الياس وشيرين عبد الوهاب في كليب “كلي ملكك” من اخراج سيرجيشا تيرشينكو وسيرين عبد النور في كليب اغنية “حبايبي” من اخراج انجي الجمال ورويدا عطية في كليب اغنية “الرقصة الاولى” من اخراج سيلفانا المولى وميريام فارس في كليب “دقوا الطبول” من اخراج شيرين خوري ودنيا بطمة في كليب اغنية “بدري” من اخراج رندلى قديح وكارول سماحة في كليب “حبيب قلبي” من اخراج نادين لبكي، باسكال مشعلاني “بحبك انا بحبك” من اخراج ليال راجحة وسابين في كليب “باركولي يا بنات” من اخراج انغريد بواب وغيرهن.
ومؤخراً ظهرت بعض النجمات بفستان الزفاف من بينهن نجوى كرم في كليب اغنية “عالصخرة” من اخراج فادي حداد والنجمة يارا في كليب اغنية “بيت حبيبي” من اخراج جاد شويري والذي ابصر النور قبل ايام قليلة، وكانت النجمة ناسي عجرم قد صوّرت اغنية “من اليوم” مع المخرج جو بوعيد وكانت ستظهر بالفستان الابيض الا ان الكليب لم يعرض حتى اليوم.
ما يزيد الطين بلة ان مواضيع بعض الاغنيات التي ظهرت خلالها الفنانات بالفستان الابيض كان بالامكان الاستغناء عن تلك الفكرة المستهلكة وتقديم افكاراً اخرى جديدة تتناسب مع موضوع الاغنيات، خاصة وان اغلب تلك الاغنيات ليست مخصصة للافراح. على النقيض من ذلك، هناك بعض الاغنيات المناسبة لتلك الفكرة لانها اغنيات مخصصة للافراح مثل اغنية يارا الجديدة “بيت حبيبي” او اغنية نانسي عجرم “من اليوم”.
هل هي ازمة افكار وتراجع الابداع او انها مجاراة للموضة والرائج؟ ولكن الموضة تكون في فترة زمنية معينة ولا تمتد الى سنوات طويلة، بعد ذلك تصبح الأفكار مستهلكة لا تسمن ولا تغني من جوع. وعلى المخرجين في قادم المواعيد ،الابتعاد عن فكرة الفستان الابيض وتكرار تقديم ما هو قديم بل التركيز على الافكار التي تخدم الاغنية وتضيف الى ارشيف الاعمال المصورة حيث لا يصلح المثال العربي “اللي ما عندو قديم، ما عندو جديد” لأن القديم يصبح دون أدنى شك نقمة على المخرج والفنان معاً.