تغطية بالفيديو – المخرج فرنسوا زيادة أطلق رسالة وصرخة “النداء الاخير” لمسيحيي الشرق الاوسط
يارا حرب – بيروت: أطل مدير العمليات في أخبار الـ MTV والمخرج فرنسوا زيادة ضمن الحلقة الخاصة بعيد ارتفاع الصليب المقدس في برنامج أم تي في alive ليتكلم ويلقي الضوء على الوثائقي الجديد الذي أخرجه تحت عنوان “النداء الأخير” وقد اختصر هذا النداء بالقول:” إنه آخر صرخة، وهو رسالة لكل شخص يريد البقاء في مكانه ولكن الظروف لا تسمح له بذلك ولا تساعده على البقاء، فيبكي، يدمع، يحزن، ولكن في النهاية “بدو يفش خلقو “ويود أن يصرخ، فربما أحدهم يسمعه حين يصرخ، وربما ما قمت به أنا وما يقوم به الشباب على طريقتهم سواء في حياتهم وعملهم وعلاقتهم بالآخرين، يمثل وضع البلد الذي لم يتغير به شيئًا منذ 100 سنة ولحد اليوم. فإذا أخذت مقالاً كتب في صحيفة عام 1940، وترى الحالة اليوم، تركبهما على بعضهما!”
وقد تم عرض الوثائقي خلال الحلقة الذي تبلغ مدته خمسة دقائق، والذي يتكلم فيه زيادة بلسان وصوت وقلب كل مسيحي في لبنان وفي الشرق الأوسط لا يزال يتخبط ويصارع للبقاء في هذه الأرض، أرض وطنه بالرغم من كل العقبات والعثرات والتقلبات التي تحاربه ليهاجر ويغادر سواءً على المستوى الإقتصادي أو الإجتماعي أو العلمي أو السياسي… ضمن رسالة جريئة تدق ناقوس الخطر! وضمن نص ومشاهد تنقل معاناة المسيحيين… وتابع زيادة حديثه بعد عرض الوثائقي منوهًا أنه عاش فترة طويلة خارج لبنان ولو قرر البقاء في الخارج لكان بقي هناك ولكنه أراد العيش هنا، وشدد أنه لخطئ كبير ان نعيش وسط كل الأخطاء ونراها ولا نحرك ساكنًا لإيجاد حلولاً لها معلقًا:” حان الوقت للقيام بشيء ما!”
في سياق متصل صرح أنه يحزن كثيرًا على وضع فلسطين متسائلاً أرض المسيح كم مسيحي بعد فيها؟! واعتبر أنه ربما لبنان كان أفضل مكان لوضع المسيحيين في الشرق إذ أنهم “أعطوه رئاسة الجمهورية في تسوية ال1943 وأعطوه صلاحيات بين هذا البحر الإسلامي الذي من حوله ليعطي وردة ونكهة ولونًا خاصًا به! ولكن للأسف إذا رأيت وضع لبنان اليوم تجد إنه تراجع كثيرًا إلى الوراء وبتنا نترجى أو نطلب وكأنهم يمننوننا بحقوقنا! والتي لا يجب أن تكون كموج البحر تتقلب بحسب الريح! بل يجب أن تكون ثابتة وواضحة!” وأوضح:” وأنا لا أقصد في الوثائقي المسيحي بالديانة بقدر ما أقصد المسيحي بالحضارة! فاليوم الحضارة الأوروبية والأميركية والأسترالية هي حضارة انطلقت أساسًا من الحضارة المسيحية! فربما اليوم لم يعد لديهم الكثير من الناس المؤمنين وأغلقوا العديد من الكنائس ولكن الحضارة بقيت والإنفتاح بقي والفن بقي وكذلك الغناء والشعر والموسيقى بقوا! وأنا أتكلم عن كل ذلك!!!”
من ناحية أخرى اعتبر زيادة أنّ الحراك الشعبي الذي يحصل اليوم مهم جدًا ولديه رسالة يجب أن يوصلها “ولكن يوصلها صح! فأحيانًا من يطلق الثورة يطلقها عن نية طيبة وبقلب طيب ولكن احدهم بيسرقها! وهذا ما حصل في معظم الثورات في العالم! وأنا أجد أنّ الحل في لبنان وهي الرسالة غير المباشرة التي ركزت عليها في الوثائقي وأتمنى أن تصل إلى الجميع، وهي أن نتمسك ونتشبث بالحياة المدنية بعيدًا عن التشنج الطائفي، وأنا أتكلم في الوثائقي بصورة خاصة عن المسيحيين لا لأرد أمجاد المسيحيين وأتكلم عن الصليبيين الذين أنا ضدهم! إنما لأقول أنّ هذا البلد ما بيظبط يكون في طائفة واحدة أو مذهبًا واحدًا يحكمه! فشعبه مركب بهذه الطريقة! فلماذا لا نجتمع كما اجتمعوا في 1943 وحاولوا بناء فكرة لبنان التي كانت رائعة ونجحت معهم لمدة 20 سنة تقريبًا، إلى أن بدأت مشاكل المنطقة تتدخل بنا تمامًا كما يحصل اليوم فأضعنا أنفسنا وأضعنا لبنان!”
هذا وأكد زيادة أنّ قيمة المسيحي الذي هو في صلب ديانتنا هو الإنقتاح والإنتشار! “فأكثر دين منتشر في العالم هو الدين المسيحي، والمسلم حاول معنا في الستينات والسبعينات ولمس التعايش المشترك معنا، فكان المسلم والمسيحي يعيشان في مبنى واحد سويًا في بيروت، والأولاد لم يكن يعرفون إذا كان جيرانهم مسلمين أم مسيحيين! فكانوا كلهم يعيّدون سويًا سواء في عيد الميلاد أو في رمضان، وقد شعر المسلم أنّ أمامه شخص يستطيع أن يكون بوابته إلى الغرب الذي كان يعاني من عقدة منه. ولم يكن يتقبل عاداته وتقاليده! ولكننا في لبنان لم يمل إلى الغرب كثيرًا ولم يمل إلى التطرف كثيرًا وهكذا عشنا فترة رائعة جدًا برأيي ويا ليتنا نعيدها ونفكفكها كلها لنعرف أين كان الخلل بها لنصححه! فمش ع طول الحق على لبنان! فلبنان هو مركب صغير في هذه العواصف الإقليمية التي تحصل من حولنا! ولكن أنا لدي إيمانًا كبيرًا أنّ هذا البلد بدو يرجع يقوم كما حصل دائمًا ولكن يريحونا شوي الجيران!”
وختم منوهًا أنّ الهوية التي تحدث عنها في نهاية الوثائقي لم تكن نداءً للرحيل أو للهجرة بل على العكس، “هي أنني أبحث عن هوية تشبهني وأبحث عنها في لبنان قبل الذهاب إلى الخارج، أبحث عنها في اللبناني الثاني، أبحث في أخي السني والشيعي والدرزي عن هوية كل إنسان يريد العيش في لبنان، قبل أن أفكر بالرحيل إلى الخارج، فالبحث عن الهوية هو في إطار عام وليس في إطار خاص، والنداء هو للمسؤولين ليصحوا ويعرفوا إنو في ناس ما بقى فيكن تكبولن رسالة على الطريق، وتقطعوا عهم الكهرباء ويضلوا ساكتين! لأنّ لديهم حلّين إما الثورة أو الشغب أو الهجرة، وفي الحالتين لبنان هو الذي سيخسر لأنّ المسؤولين في النهاية سيرحلون هم وأولادهم ولكن الشعب يبقى!”