خاص – من هي النجمة اللبنانية التي اختارها عازف البيانو العالمي زاد ديراني لتكون اول من يغني من مؤلفاته الموسيقية؟
يارا حرب – بيروت: من الأردن إلى الولايات المتحدة الأميركية، فالعالم بأسره، حمل موسيقاه ونوتاته وأدخلها إلى كل قلب، فانطبعت في روح ووجدان كل من سمعها، وتغلغلت في أذنيه لتهذب سمعه وتعوض له عن بعض ما يسمعه اليوم من إنحدار موسيقي وفني! إنه عازف البيانو زاد ديراني الذي أحيى حفلاً موسيقيًا رائعًا وراقيًا جدًا ضمن فعاليات مهرجانات البترون الدولية لهذا العام، وقبل مغادرته الأراضي اللبنانية كان لنا معه هذا الحوار الخاص العفوي والمميز…
بصراحة: بدايةً كيف تستعد لإحياء حفلاتك وإلى أي مدى تكون خائفًا وتشعر بالضغط والقلق؟
زاد: دائمًا أكون متحمسًا جدًا قبل أي حفل أحييه، وقد زاد حماسي هذا في حفل مهرجانات البترون لأنّ هذه المنطقة رائعة جدًا، وقد حضرت برنامج خاص لهذا الحفل من ألبوماتي الخمس من ضمنهم ألبومي الجديد الذي سيكون في الأسواق إبتداءً من 9 آب.
بصراحة: ستعزف لأول مرة موسيقى ألبومك الجديد على مسرح مهرجانات البترون الدولية…
زاد: صحيح، لأول مرة سيسمع الجمهور معزوفات الألبوم الجديد…
بصراحة: وهذه المرة الأولى أيضًا التي تحيي فيها حفلاً موسيقيًا في لبنان! فما الذي أخّر مجيئك إلى لبنان كل هذا الوقت؟!
زاد: أتصور أنه عندما يحين الوقت المناسب كل شيء سيتم لوحده ومن دون تخطيط، وربما لأنني بطبيعة عملي مقيم في أميركا وكل عملي هناك لذلك لم أكن آتي كثيرًا إلى هذه المنطقة! ولكني اليوم أحاول المجيء إلى هنا أكثر فأكثر… (ويضحك).
بصراحة: إلى أي مدى كان صعبًا عليك كشابًا عربيًا أن تدخل إلى أميركا وتعمل هناك وتثبت نفسك وتترك بصمة لك في عالم الموسيقى؟! خاصةً مع نظرتهم إلى الشرق والعرب؟
زاد: (يضحك) يجب دائمًا الإعتماد على الموسيقى لأنها لغة عالمية ولا يهمها سواء كان الشخص مسيحيًا أم مسلمة، وبالتالي لا يهمها لا الدين ولا الجنسية ولا أي شيء إطلاقًا! فالأمر يتعلق فقط بالموسيقى والفن، وعن طريق الموسيقى استطعت أن أدخل أميركا والغرب رويدًا رويدًا، والحمدلله نجحت الخطوة. وأهم شيء هي الموسيقى، فإذا كانت الموسيقى جميلة وبسيطة وفيها إحساس وصدق تصل إلى كل الناس وإلى كل أنحاء العالم…
بصراحة: ما سر الموسيقى التي تقدمها؟
زاد: لا أدري أعتقد لهذا السبب هي سر (ويضحك) فإذا حاولنا أن نضع نظريات في الموسيقى لنفهمها، لن نتمكن من ذلك! ولكن إذا جلست على البيانو وقمت بالعزف فقط لاغير، هكذا تخرج الموسيقى بسرعة ومن دون حسابات، وهذه نعمة كبيرة من ربنا، فعلاً نعمة!
بصراحة: إلى أي مدى تعني لك الأردن بلدك الأم وماذا تحاول أن تقدم لها؟
زاد: الأردن هي كالحب الأول، وأفرح كثيرًا كلما سافرت إليها، وأنا أحاول أن أحيي الحفلات فيها بقدر ما أستطيع، وأقدم أيضًا منحات دراسية لطلاب المعهد الوطني كل عام، لأن الأردن أعطتني الكثير وبالرغم من أنّ حجمه صغير إلا أنّ بلدنا بلد مسالم… والجميل هناك أنني أشعر أّنّ كل الأردنيين هم عائلتي! فعلاً هذا ما أشعر به، فلا يهم بمن ألتقي فسواء كانوا يعرفون موسيقاي أو كنت أنا أعرفهم إذا هناك تواصل بيننا بطريقة ما.
بصراحة: وماذا يعني لك لبنان والجمهور اللبناني الذي لطالما انتظر مجيئك الى لبنان؟
زاد: المعروف عن الجمهور اللبناني أنه “ذويق” كثيرًا، ويحب ” الكيف و البسط” والفرح (ويضحك) وبالنسبة لي فإنّ محبة هذا الجمهور لي وللموسيقى التي أقدمها هي وسامًا أفتخر به جدًا جدًا, كما أفتخر كثيرًا حين أكون معكم في لبنان هذا البلد الرائع الذي أعطاني الكثير من ناحية الثقافة الموسيقية، لأنّ رموز الموسيقيين الذين كبرنا عليهم هم من لبنان, وبإذن الله أتمنى من كل قلبي من ربنا أن يكون هذا الحفل الأول لي في لبنان بداية مشوار صداقة عميقة جدًا بيني وبين لبنان!
بصراحة: طبعًا تستمع إلى الموسيقى الشرقية والعربية, فلمن تستمع من المطربين اللبنانيين والعرب ومن هم أكثر من تحبهم وتحب أعمالهم ونجد ألبوماتهم في سيارتك؟
زاد: نعم طبعًا أستمع إلى الموسيقى العربية, وأحب كثيرًا موسيفى الرحبانية فالموسيقى التي تربيتم أنتم عليها, نحن أيضًا تربينا عليها…
بصراحة: طبعًا ولكن من يلفتك ويعجبك من الفنانين الشباب؟
زاد: ملحم زين فصوته جميل جدًا, وائل كفوري فظيع (ويضحك) وأحب أيضًا راغب علامة ورامي عياش ومروان خوري الذي يكتب بطريقة جميلة جدًا وإحساسه رائع…
بصراحة: ومن الفنانات؟
زاد: أحب كارول سماحة, وأيضًا أحب كثيرًا ألين لحود فهي تملك صوتًا رائعًا وقويًا وأحبها جدًا…
بصراحة: هل لديك أي خطة أو مشروع لتقدم عملاً فنيًا في لبنان، أو تتعامل ربما موسيقيًا مع أحد هؤلاء الفنانين الذين ذكرت أسمائهم، أو تقدم ديو موسيقي مشترك مع أحد الموسيقيين اللبنانيين؟
زاد: نعم من الممكن أن يحصل ذلك، هذه الأفكار دائمًا واردة ولكن ما من مخطط أو مشروع قريب في هذا الإطار، لأنّ كل التركيز اليوم على الألبوم وعلى الحفلات والجولات الفنية التي تأخذ معظم وقتي، فعملي الموسيقي وحفلاتي هو ما يأتي في المرتبة الأولى بالنسبة لي، ولكن إذا حصل تعاون ما في هذا الإطار في المستقبل فأنا طبعًا أحب ذلك وأرحب بالأمر…
بصراحة: إذا أردت أن تقدم عملاً موسيقيًا لأحد الفنانين، من هو أول شخص تختاره ليغني بصوته من موسيقاك؟
زاد: ماجدة الرومي! حبيبتي ماجدة أحبها كثيرًا…
بصراحة: أخبرنا أكثر عن ألبومك الجديد Mediterrani، كم معزوفة موسيقية يتضمن؟ وهل كلها من تأليفك؟
زاد: لقد جلبت لك نسخة خاصة منه، (ويضحك) وكلا فالموسيقى التي يتضمنها ليست كلها من تأليفي، بل إنه يحتوي على مقطوعات موسيقية معروفة ومشهورة في البلدان الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، ويحتوي أيضًا على مؤلفات موسيقية خاصة بي مع توزيع شبابي ومفعم بالحيوية بحسب ستيلي الخاص في البيانو، وكان الألبوم حصريًا في البداية على تطبيق أنغامي…
بصراحة: وكيف هي أصداء العمل لغاية الآن؟
زاد: الناس سعيدة جدًا به والأصداء رائعة وجيدة جدًا الحمدلله… وقد صدر منذ حوالي الثلاثة أسابيع في عمان والحمدلله يحقق نجاحًا جميلاً وممتازًا، واليوم في لبنان، وفي شهر أيلول سيصدر في الخليج ومصر، وفي شهر تشرين الأول سيصدر في أميركا وآسيا…
بصراحة: كيف تصف علاقتك بالصحافة اللبنانية والعربية بعد عدة مقابلات وإطلالات تلفزيونية وإذاعية على مختلف المحطات؟
زاد: كانت التجربة رائعة جدًا، وقد لمست تفاعلهم مع الموسيقى التي أقدمها ومع البيانو خاصةً وأنّ هذا النوع من الموسيقى لا يسمعه سوى النخبة من الناس، وقد تفاعلوا معي بشكل كبير وقدموا لي دعمًا كبيرًا، وأتمنى أن أبقى على تواصل دائم معهم…
بصراحة: إلى أي مدى تفرح وتفتخر بأنّ معزوفتك الأشهر “زينة” يتم وضعها في الكثير من مناسبات الفرح والأعراس وهي مصدر فرح للناس؟
زاد: ما تقولينه يعني لي الكثير وهذا هو السبب الذي من أجله أقدم وأؤلف الموسيقى! أن أشاهد فرحة الناس وسعادتهم، فكم هو جميل أنني بجزء صغير أكون حاضرًا بأجمل وأهم أيام حياتهم! فكما تكلمنا في بداية حوارنا فإنّ الموسيقى هي أكبر نعمة من ربنا وهي تكمن في خلق الفرح، فالشعور والإحساس الداخلي ليس له ثمن ولا يمكن شراءه لا بالمال ولا بالشهرة ولا بأي شيء إطلاقًا، فهذا هو معنى الحب والمحبة.
بصراحة: ما هي أحلامك ومخططاتك المستقبلية بعد كل ما حققته لحد اليوم؟
زاد: كما يقولون “المزيد من الشيء نفسه” (ويضحك)
بصراحة: أليس هناك أي حلم كبير أو ضخم تتمنى تحقيقه؟
زاد: الموضوع بسيط جدًا بالنسبة لي، فحلمي أن أستمر بتأليف وتقديم الموسيقى، وطبعًا الصحة هي أهم شيء بالنسبة لي، فطالما لدي صحة جيدة وموسيقى جميلة أتحدى دائمًا نفسي كفنان، فعلى من يعزف البيانو أن يثبت موجودية بآلته، وبالتقنية الخاصة به وبصوته من خلال الآلة.
كما وأتمنى أيضًا إحياء الحفلات في مناطق جديدة ومختلفة، والمزيد من النجاحات… وأنا فعلاً أؤمن أنه كلما نضج عمل الفنان، كلما تطور وتصاعد وتقدم بمفرده تمامًا ككرة الثلج! ولكن على الفنان أن يستمر بالتركيز على الأساس ولا يجري وراء الشهرة والمبيعات والثراء والمال! لأنّ هذا كله تحصيل حاصل إذا اجتهد الفنان على نفسه وثقل موهبته بشكل كبير جدًا! هذا ما أؤمن به والباقي على ربنا (ويضحك).
بصراحة: نجاحك طبعًا يلفت ويستوقف العديد من الشباب الذين يطمحون لدخول عالم الفن ويعشقون الموسيقى فما النصيحة التي توججها لهم؟
زاد: أولاً يجب عليهم أن يحبوا الموسيقى كثيرًا ويعشقونها حتى يستطيعوا أن يضحوا من أجل فنهم، لأنّ الأمر يتطلب تضحية كبيرة وهناك الكثير من الخيارات الصعبة التي ستواجههم وأحيانًا سيجدون نفسهم بمفردهم وستتم محاربتهم ولكن عليهم أن يؤمنوا بأنفسهم فعلى كل شخص أن يؤمن هو بنفسه أولاً قبل أن يؤمن به أي شخص آخر! ويجب ألا ينتظروا قبول وموافقة أي شخص! بل يجب أن يثبتوا نفسهم بنفسهم للجميع، وألا يدخلوا عالم الفن والموسيقى لأنهم يريدون أن يصبحوا أثرياء أو مشهورين أو لأي غاية مادية! لأنّ الأمر لا يسير بهذه الطريقة، بل يجب أن يدخلوا هذا العالم لأنهم يحبونه ولأنهم يودون الإستمرار فيه سواءً على الحلوة أو على المرّة!
بصراحة: هل من كلمة أخيرة تود أن تضيفها؟
زاد: أود أن أعرب عن مدى سعادتي وفرحي بأنني متواجد في لبنان وبالأصداء الرائعة والمؤثرة لحفلي ضمن مهرجانات البترون الدولية، فهناك لحظات مميزة جدًا قدمتها ضمن برنامج الحفل الذي مزج بين الطاقة والحيوية العالية وبين اللحظات الهادئة والعاطفية… وهذه نعمة من ربنا أنني متواجد هنا ونعمة أنني خلال زيارتي هذه المرة لم أسمع سياسة ولم أسمع “حدا عم بخبط حدا”، بإذن الله بتذكر لبنان دائمًا بهذا الشكل وعلى هذا النحو…
بصراحة: ما الصورة التي تحملها معك وتسعى لإيصالها عن لبنان لكل أنحاء العالم؟ وماذا تقول لهم عن لبنان؟
زاد: أقول لهم “تعوا وأمضوا عطلاتكم هنا في لبنان، فالبحر رائع والمناطق جميلة جدًا وكذلك الطبيعة، أما أهل لبنان فهم طبعًا أروع ما في هذا البلد، والأكل عظيم…
بصراحة: والبترون؟!
زاد: والبترون قمة فأنا أحببت البترون كثيرًا كثيرًا وكله نعمة من ربنا.