بالصور-ديو جمع جين مانسون وكلود بارزوتي على مسرح اهدنيات

عن المكتب الاعلامي: بفستان فضي مشغول من فضة ضوء القمر في إهدن أطلت جاين مانسون وكأنها تسللت من الذاكرة لتكشح بعضا من قبح أيامنا. حلوة هذه الصبية الستينية، التي تحدثت الينا بفرنسية بلكنة امريكية مطعّمة ببعض من العبارات الانكليزية مع رشة عربية “حبيبي” شاكرة للسيدة ريما فرنجية ولإهدنيات هذا الاحتضان .

وكرّت سبحة الأغنيات التي لم تخلُ من بعض القاء دافىء بصوت لا يزال على بحّة شبابية عاشقة مع طيف حزن خصوصا مع أغنية “عش حياتك ” حيث فيض من نوستالجيا للأيام الخوالي ولأرق الليالي . والى “رقّصني” حيث تمايل من عاصر نجوميتها ، تمايل فرحا ربما وحنينا على الأرجح .
والى تحية مؤثرة للكبير جو داسان “الصيف الهندي” بحة في الصوت وغصة في القلب وانعاش للذاكرة وضرب على وتر الاشتياق .

ومع أغنية “قبل ان نقول وداعا” سالت ذكريات واستُرجعت حكايات .
وبعدها غنّت بما يلامس الصلاة فالترتيل مستندة في كلامها الى اجراس كنائس إهدن والكنيسة على قمة الجبل تحرس وتبارك “هللويا هللويا”.

والى المفاجأة الخلفية صورة السيدة العذراء والغناء – المناجاة لانقاذ شعبنا من العذاب من هنا “من اهدن أجمل بقاع الأرض وقد تكون الجنة من يعلم” قالت مانسون وغنّت . أنصت الجمهور وتسلل من بين الشجر النور والضباب الخفيف بخور .

وبعد أن حيّت ووعدت بعودة اكيدة غادرت المسرح بخفة وكأنها لا تطأ الأرض .

تغير الموسيقيون ليطل رشيقا وبحماسة بل بحرارة ايطالية المغني بالفرنسية كلود بارزوتي فحيا وغنّى ولفت الى ان “حب الموسيقى يجمعنا”.

واللافت ان بارزوتي ضخّ ومنذ اللحظة الاولى حماسة انعكست تجاوبا فحرارة خصوصا مع اغنيته التي كتبها منذ عشرين سنة “غالبا افكّر فيك سيدتي ” وكما مانسون فإن بارزوتي مرّر بعض العبارات القاء وكأن الإلقاء نوع من انواع الغناء وهذا أمر مغرٍ لا سيما انه يأتي طبيعيا غير مصطنع .

ومع رفيقته في الغناء البلجيكية الشقراء مورغان غنّى “أحبيني” وصوت مورغان ترجم عشق بارزوتي وكأنه عزف مرافق للغناء . والى الغناء المنفرد مجددا مع أغنية “أطير أطير” وفيها عشق للحرية . ومن جديده اختار “عندما يرحل الأولاد” وهي أغنية من البوم سيصدر قريبا ” حينما يمرّ الوقت” والرحيل هاجس بارزوتي في معظم اغنياته كما في انكسار صوته وجعا وحزنا .

والى ديو بين مانسون وبارزوتي والاغنية ستصدر مطلع السنة المقبلة احتفاء بالعيد الاربعين لجاين مانسون كمغنية .

وفي الاغنيات التي تلت لبّى بارزوتي الجمهور فغنّى “انتبه لها جيدا ” و “لن أكتب لك بعد اليوم” رومانسية وحب وعتب وشوق وشيء من رجاء .

وبعد أن لوّح مودّعا عاد تائقا بحرارة ايطالية مغنيا وعازفا ” تقتلني ولكنني أحبها” . يعزف، يغنّي يقلّب أوراق الذاكرة و”سأعلّمك الحب” مع موسيقى تتفيأ الغناء ولا تظلّله ، فللصوت ضوء الحضور وقد رافقته غناء السمراء ڤيرجيني وفي الختام او الذي خلناه ختاما غنّى “پاپا” وكم لافت ومؤثر ان ايطاليته لم تغادره بل انها تسكنه او هو مسكون بها ومنها يستمد هذا الكم من الدفء . وعليه حمل غيتاره وغنّى “شاعر” بصوت منخفض غير مكسور دافىء غير مسترخٍ.

والى “ميدلاي” لأغنيات فيها من سحر الماضي ما يمنح الحاضر نتفا من خيال وصور ليلكية .

وهكذا في معقل العروبة تلمس حرصا ليس على الأغنية الفرنسية بل على الفرنكوفونية في وطن تكاد تضيع فيه الهوية . ٧ آب ٢٠١٥ ليلة على رزنامة الذاكرة .

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com