رأي خاص- اربع دقائق حابسة للانفاس في عالم مايا دياب
رأي خاص – بصراحة: لا شك في انها من اذكى وأجرأ الفنانات على الساحة الفنية واكثر ما يعجبني فيها انها طبيعية في كل ما تقول وتفعل ،غير متكلفة ، تفعل بالظبط ما يشبهها وما يرضيها وما يقنعها وهذا ما يدفعني الى احترامها اكثر، فلا تسعى الى تقليد احد او التشبُّه باحد او إلغاء نفسها لترضي الجمهور فلا تضطر الى التمثيل عليه ومجاراته بخبث.
أراقبها منذ ان قرّرت ان تغرّد في سماء عالم الغناء والترفيه منفردة واعلم انها مدركة لحجم موهبتها وهي تطرح نفسها كـفنانة استعراض وليس كمطربة، تعلم اننا في الوطن العربي نحتاج الى اكثر من فنانات من شمع و”جفصين” واننا نحتاج الى من يعوضنا عن نجمات الغرب كـ “بيونسيه” و”ريهانا” و”بينك” وتايلور سويفت”و “كايتي بيري” وغيرهن من اللواتي تحولن في السنوات الاخيرة الى معشوقات شباب وشابات الوطن العربي الذين للأسف لم يجدوا بديلاً لهن في الوطن العربي ليلامسن اسلوب عيشهم وطريقة تفكيرهم وذوقهم لناحية الشكل العصري واللون الغنائي، فكانت مايا دياب من بين الفنانات المطابقات لتصوّر شريحة كبيرة من هؤلاء الشباب الذين وجدوا فيها الصورة المتكاملة لنجمة لبنانية بمواصفات عالمية.
حوربت مايا دياب كثيراً من أصحاب العقول المتحجّرة والمتصلبة والمتخلفة احياناً وهذا كان متوقعا لأن ما قدمته مايا حتى اليوم ليس موجهاً لمن بقي عالقاً في مجاهل التاريخ وفنّ الأمس وان تعرضت مايا للمحاربة احياناً من قبلنا او من قبل سوانا فذلك بسبب بعض التصريحات الشخصية والمواقف التي لا تمت الى فنها بصلة، فيجوز الفصل بينهما.
وغابت مايا عن الساحة الفنية لتعود بألبوم جديد سيبصر النور قريباً وسيكون مفاجأة سارة لجمهورها بعدما تسنى لأهل الصحافة والاعلام الاستماع والاستمتاع به في حفل دعت اليه مايا منذ أسابيع ، و في إطار من الجمال والجاذبية، بين شفافيّة الإحساس وتقنيّة مزج “كلمة” ب”غمرني وشدّ”، صدر عمل جديد كامل متكامل لمايا حيث للأنوثة رهجة وللخيال جغرافيّته.
دمجت المخرجة المبدعة أنجي جمّال “كلمة” ب”غمرني وشدّ”، بدقّة عالية وبذوق رفيع في خلط الموسيقى المتنوّعة، إضافةً إلى الإبتكار الظاهر والزّاخر بسحر الإخراج، بصحبة معزوفات موسيقيّة حملت في طيّاتها الكثير من البهجة وفاضت بالشجن ووجع الحب العذب.
إنّها مشاعر زياد برجي، أحمد ماضي، سليم عساف وهادي شرارة المرهفة، التي اختلجت أفئدة “كلمة” و”غمرني وشدّ “، وحملت ثقافة الموسيقى وحضارتها برؤية خاصّة، ترجمتها المبدعة “جمّال” معتمدةً على معدّات ضخمة وصورة جديدة للغاية، لم نعهدها سابقاً في عالم الإخراج. فهذه عقول سكنها الإبداع والإنتاج العقلي، استعملت الخيال لتطوير غير الملموس إلى أرض الواقع.
ونظراً إلى أنّها صانعة الموضة والأكثر إثارة، جسّدت مايا واقعها بخطوات موزونة، وخدّرت الجمهور لتَرقُّب جديدها.
تميّز طابعها بالرّقي وببساطة السّهل الممتنع، وذلك باعتمادها أزياء منحت قدَّها جاذبية فائقة، حيث الألوان الطّبيعيّة الفخمة، التي تغازل الأناقة الأنوثيّة، كالأبيض النّاصع والأسود الدّاكن، إضافةً إلى حضور بارز للأحمر العميق الذي غاص بأعماق شفتيها.
بناءً على قصّة الفيديو كليب، نجد أنّ مايا والبطل، مزجا جسدان بروح واحدة، خاصةً بعد الحادث المروّع الذي تعرّضت له مايا وسبّب شلل ساقَيْها مع الثناء على قدرة مايا التمثيلية حيث أصرّت على اداء مشهد حادث السيارة بنفسها وفاجأت المخرجة آنجي الجمال برمي نفسها أمام السيارة بعدما كان مقرراً ان يتم الاستعانة بدوبلير. ورغم ذلك، غلب حُبّ روحها وضحكتها حُبّ جسدها المشوَّه، حيث أبقت مايا الحياة جميلة طالما قلبها ينبض. فبرزت قدرات تمثيليّة عالية تداخلَتْها بالتّفاصيل، كادت تكون مرآة الواقع، وتميّزت بإبداع لبنانيّ، أذهل كبار النّقّاد والإعلام.