خاص – السيدة ريما فرنجية تفتح قلبها لبصراحة وتصرّح: ليس لسليمان وأنا أي طموح مباشر لمنصب رئاسة الجمهورية وسليمان هو مستشار فني لإهدنيات
يارا حرب: انتقلت من عالم الإعلام إلى عالم السياسة والميدان الإجتماعي ، فنقلت معها الضوء الذي بقيت تحته لتحدث فارقًا إيجابيًا وتحقق نجاحات إجتماعية وإنسانية وثقافية عديدة، فزادت الشمال وزغرتا وبنشعي وإهدن جمالاً وروعةً وزادت لبنان فخراً بامرأة ممتلئة انسانية ومحبة وطيبة واخلاقاً مثلها.إنها السيدة ريما فرنجية “اللايدي” الراقية، التي تسحر الجميع بلباقتها وذوقها وعفويتها وجمالها، ومعها كان هذا الحوار المميز والخاص بموقع بصراحة
بصراحة: إلى أي مدى تدخل إهدن برأيك ضمن قائمة المدن الأكثر سياحية في لبنان؟ وما الذي يميزها؟
ريما: حقيقةً إنّ إهدن هي من المدن الأساسية على الخريطة السياحية للبنان، وذلك لعدة عوامل تميزها وتغنيها، منها طبيعتها الرائعة وطقسها الجميل فهي مصيف رائع بعيد عن الحر والرطوبة، وهناك طبعًا تاريخها العريق فإهدن تقع على جهة من وادي قنوبين وفيها الأديرة والكنائس القديمة، وكانت مقرًا لعدد كبير من المطارنة والشخصيات التاريخية التي لعبت دورًا مهمًا في الحياة السياسية. فضلاً عن نفسية أهلها فهم ناس “عيّشين” وفعلاً في فصل الصيف ميدان إهدن لا ينام، فعند الخامسة والنصف فجرًا يلتقي عليه الجميع ليأكلوا السحلب، من يأكله كآخر وجبة قبل العودة إلى المنزل والنوم، ومن يأكله كفطور قبل الذهاب إلى العمل، إضافةً إلى كرم الضيافة التي يلمسها كل من يقصد إهدن، والمأكولات اللذيذة والطيبة كالكبة المشهورة بها… كما يوجد أيضًا في إهدن محمية حرش إهدن الأغنى بالتنوع البيولوجي في الشرق الأدنى، وإهدن تعتبر بابًا على القرنة السوداء أعلى قمة في الشرق حيث يقيم اليوم الشباب مغامرة رياضية في الطبيعة… ففي إهدن يجد كل شخص ما يعجبه ويرضيه وذلك بجو فرح رائع… وأتت المهرجانات أيضًا لتكون عنصرًا إضافيًا يضفي على إهدن غنىً وروعةً…
بصراحة: إلى أي مدى يؤثر الوضع الأمني والسياسي الذي يعيشه لبنان واللبنانيون منذ سنوات، على السياحة وعلى المهرجانات اللبنانية عامةً؟
ريما: طبعًا إنه بالتأكيد يؤثر بطريقة مباشرة، فما يعيشه لبنان والجيش اللبناني، والإنفجارات التي كانت تحصل خاصةً في الشمال وطرابلس وعرسال، واللاإستقرار الذي يعاني منه، وموضوع رئاسة الجمهورية وكل ما نعيشه في السنوات العشر الأخيرة بظل مرحلة لا أفق فيها ولا إستقرار يؤثر على كل شيء في البلد، ولكن الناس بحاجة لأن يرتاحوا ويغيّروا جو ليتزودوا بطاقة إيجابية حتى يستطيعوا الإستمرار والعيش وسط كل الضغوطات والمشاكل فيفتشوا عن متنفّس وجو جميل يجدونه في المهرجانات…
بصراحة: أخبرينا أكثر عن برنامج إهدينيات لهذا الصيف، وما الذي يميزه عن السنوات الماضية؟
ريما: يتضمن برنامج إهدينيات لهذا العام 7 حفلات: the royal Moscow ballet في 25 تموز، زياد الرحباني في 30 تموز، غلوريا غاينور في 31 تموز، كلود بارزوتي وجان مانسون في 7 آب، أنريكيه إيغليسياس في 20 آب والختام في حفلين لقيصر الغناء العربي كاظم الساهر في 21 و 22 آب. وسيعود ريع هذه الحفلات لجمعية kids first التي تعنى بعلاج الأطفال المصابين بالسرطان، ولمركز الشمال للتوحد الذي يعنى بمعالجة الأطفال الذين يعانون من التوحد! وإضافةً إلى هذه الحفلات السبع، سيكون هناك حفل إضافي في الأول من الآب ولكنه لم يدرج في الإعلان الخاص بالمهرجان لأنه سيكون حفلاً مجانيًا، وهو إحتفال بالذكرى 70 لتأسيس الأونيسكو، وقد أطلق Hashtag خاص بهذه الذكرى حمل عبارة ” uniteforheritage# ” وذلك دعمًا وتقديرًا للإرث اللامادي في العالم لأننا بتنا نفقد هذا الإرث، فكانت هذه الخطوة ضرورية لدعمه وإحيائه وللتذكير به… وسيتخلل هذا الحفل مشاركة للدبكة الهدنانية التي تعتبر من تراث إهدن، وكورال الفيحاء من طرابلس، وجاهدة وهبي التي ستغني أغنيات خاصة بالمناسبة.
بصراحة: تقيمون هذا المهرجان الدولي للسنة الرابعة على التوالي، فما الإستراتيجية التي تتبعونها لإستقطاب أكبر عدد ممكن من الجمهور ولتشجيعه على المجيء إلى إهدن رغم المسافة الطويلة وبعدها عن العاصمة؟!
ريما: لأنها بعيدة نصرّ كلبنانيين على تشجيع السياحة الداخلية، فكلنا مقصرون من هذه الناحية منّي وجرّ (وتضحك) ويجب أن نزور مختلف الأماكن والمدن في لبنان بدلاً من أن نسافر والله لدينا أماكن ومناظر أجمل وأروع يجب أن نكتشفها! ونحن من خلال إهدنيات نشجعهم على تمضية عطلة نهاية الأسبوع في إهدن، كما أنّ النقليات للمهرجان مؤمنة ذهابًا وإيابًا عند شراء البطاقات.
بصراحة: من أين بدأت فكرة إهدينيات؟ وما هدفها الأساسي؟
ريما: بدأت فكرة إهدنيات حين بدأت أنا أتفاعل مع شباب المنطقة، ولمست لديهم حماسًا كبيرًا للقيام بشيء ما، وفي السابق في الستينات كانت تقام مهرجانات في إهدن فضلاً عن أنّ إهدن لطالما كانت غنية بالمطاعم التي تستقبل أهم وألمع النجوم، ولكننا في إهدنيات لا نستضيف أي فنان يأتي ويغني أساسًا في مطاعم إهدن، وفي البداية كان المهرجان محلياً ولكننا أردنا الذهاب إلى خطوة أبعد وأردنا التقدم أكثر طالما أننا قادرون على ذلك، وكتّر خير الله بحماس مجموعة من الشباب والصبايا الذين قدموا وقتهم وتعبهم أصبحنا مهرجانًا دوليًا بمجهودي ومجهود العديد من الأشخاص.
بصراحة: أي مهرجان ينافسكم اليوم بشكل كبير وأساسي؟
ريما: أنا لا أجد أنّ هناك منافسة مع أي مهرجان، وأنا على تواصل مع معظم لجان المهرجانات ونحن برأيي نكمل بعضنا ولا تنافس بيننا… وبحسب وزير السياحة ميشال فرعون هناك 65 مهرجانًا هذا الصيف في لبنان، وهذه صدمة إيجابية، وهناك أشخاص يتصلون بي من الأردن ومن قبرص ومن مختلف الدول ويسألون عن مختلف الحفلات والمهرجانات، فلو كنّا وحدنا نقدم مهرجانًا لما كانوا اتصلوا، بل وجود الكثير من المهرجانات ووجود حفلات متنوعة بكثافة يطمئنهم ويشجعهم للمجيء إلى لبنان لذلك نحن فعلاً نكمل بعضنا…
بصراحة: ما هي توقعاتكم لهذا العام بالنسبة للحفلات وللإقبال عليها، وكيف هو حال المبيع حتى الساعة؟
ريما: الحمد لله ممتاز، وقد أعلنا هذا العام باكرًا عن برنامج المهرجان من أجل المغتربين الذين يأتون إلى لبنان في الصيف، وذلك لينظموا أوقاتهم بظل وجود العديد من الأعراس والحفلات والمناسبات، والحمد لله نحن راضون جدًا عن المبيعات…
بصراحة: تحاولون دائمًا ومنذ البداية استقطاب أهم وألمع الأسماء من الوطن العربي ومن العالم فمن يختار النجوم؟ وعلى أي أساس يتم الإختيار؟
ريما: نحن نفكر سويًا كمجموعة ونزين كل الأمور، ولبنانيًا لدينا ضعف على زياد الرحباني، فالعام الماضي أُلغي الحفل ولكن لم يحصل أي زعل أبدًا فنحن على علاقة طيبة وعلى تواصل معه دائمًا وانشالله يدًا بيد نقدم حفلاً رائعًا هذا العام… وأنا أحب كثيرًا القيصر كاظم الساهر فأساسًا والدتي أشورية –عراقية، وتجربتنا الأولى معه كانت رائعة وهذه السنة بإذن الله ستكون كذلك… كما أنّ لدينا مستشار فني لإهدنيات هو سليمان فرنجية فكل عام يختار لنا إسماً لامعاً ومهماً، فهو من اختار الراحل ديميس روسوس، وخوليو إيغليسياس وهذا العام اختار غلوريا غاينور…
بصراحة: هل من نجم لبناني، عربي أو عالمي حاولتم التواصل معه ليقدم حفلاً على مسرح إهدنيات ولم يوافق؟
ريما: كلا أبدًا الحمد لله، علاقتنا شفافة وجيدة مع الجميع…
بصراحة: ما أصعب الشروط التي تواجهونها مع النجوم خاصةً العالميين؟
ريما: أصعب الشروط التي نواجهها معهم هي لوجيستية إضافةً إلى الموضوع الأمني طبعًا…
بصراحة: وهل وقف الوضع الأمني يومًا عائقًا أمام موافقة أحد النجوم على الحضور أو قبول المجيء إلى لبنان؟
ريما: كلا والحمد لله وأتمنى ألاّ يقف هذا الموضوع عائقًا أبدًا!
بصراحة: ينتقد الكثيرون وكما تعلمين عدم وجود برامج لبنانية بحتة وبكثافة في المهرجانات اللبنانية، فكيف تردّين على ذلك؟ وما رأيك بهذا الموضوع؟
ريما: صحيح فصديقنا وزير الثقافة روني عريجي طالب أن يكون هناك على الأقل حفلاً لبنانيًا في كل مهرجان إلى جانب الحفلات العالمية ومعه كل الحق في ذلك، ونحن قد خصصنا حفلتين لبنانيتين هذه العام هما حفل الأونيسكو وحفل زياد الرحباني، إضافةً إلى وجود حفلات في إهدن لعدد كبير من الأسماء اللبنانية، ولكن يجب أن يكون هناك إنتاجًا مسرحيًا لبنانيًا ضمن برامج مهرجاناتنا اللبنانية، ولكن الوزارات المعنية لا تدعم ماديًا وباتت الشروط أصعب، ولكن سويا نستطيع أن نحقق ذلك وأن نقدم أعمالاً مسرحية لبنانية مهمة… فمن المهم جدًا تخصيص ليالٍ لبنانية في مهرجاناتنا وذلك احترامًا للثقافة والفن اللبناني.
بصراحة: ماذا عن مهرجان إهدن للموسيقى الذي بدأنا نرى إعلاناته منذ أيام؟ فهل ينافسكم؟ وهل تتحمل إهدن مهرجانين متقاربين؟
ريما: المسؤول عن هذا المهرجان واللجنة استأذنونا لإقامته لأنهم يرغبون بخوض هذه التجربة، فليكن، فليحاولوا، وهم لا ينافسوننا لأنّ برنامجهم مختلف تمامًا عن برنامجنا وجمهورهم غير جمهورنا، وطبعًا إهدن تتحمل، فكل شيء نعطي منه ينقص إلاّ الفرح والموسيقى!
بصراحة: في ظل ما نشهده اليوم على الساحة السياسية وفي ظل الفراغ الرئاسي الذي نعاني منه، إلى أي مدى تطمحين لتكوني سيدة لبنان الأولى؟ خاصةً وأنّ اسم سليمان فرنجية مطروحًا لمنصب الرئاسة!
ريما: ليس لدينا سليمان وأنا أي طموح مباشر للمنصب ومش عايشين من أجل هذا المنصب، فنحن نعيش يومياتنا بشكل طبيعي ونقوم بواجبنا وبعملنا على أكمل وجه وإلى أقصى الحدود، وما يهمنا هو أن يكون لبنان والمنطقة مرتاحَين، فلا يهمنا أن نصل إلى الرئاسة لمجرد الوصول! بل المهم أن نصل ونحدث فرقًا إيجابيًا لخير لبنان وخيرنا، فالرئاسة تاج يكمل مسيرة حياة سياسية حين يكون باستطاعة الرئيس أن يحدث فرقًا فتكون بذلك أكبر شرف لنا، وإلاّ نحن مرتاحين في حياتنا وفي عملنا ومش ناطرينها! فأهم شيء أن يكون لبنان وكل المنطقة العربية من حولنا بألف خير، فيستحق الشرق سلامًا وطمأنينة وراحة…
بصراحة: وما هي مشاريعكم ومخططاتكم للأعوام المقبلة لإهدنيات؟ ومن هم النجوم الذين وضعتم أسمائهم على أعلى القائمة؟
ريما: أسماء كثيرة وضعناها وقد بدأنا نجري العديد من الإتصالات لبرنامج العام المقبل، ولكننا نحب أن نترك الأسماء مفاجأة للجمهور، ويا رب يبقى الوضع جيدًا ومستقرًا…