رأي خاص- ملكة جمال لبنان كوني جميلة… وافعلي

يختلف اللبنانيون في كل شيء، السياسة، الفنّ، الإقتصاد، الإجتماع، يختلفون حتى على التاريخ والجغرافيا، غير أنهم يجتمعون على شيء واحد وهو عشقهم للجمال ولكل ما هو جميل، على دور المراة اللبنانية الريادي. وفي حين أن هذه القاعدة في لبنان، لماذا تكون ملكة جماله هي دائماً الاستثناء؟

في محيط يعطي دائماً للمرأة الدور الثانوي، تميّزت منذ سنوات عديدة المرأة اللبنانية بثقافتها و نشاطها البارز في المجتمع قبل كل شيء. وفي كل عام ننتخب ملكة جمال للبنان لا تعكس أبداً هذه الصورة الفعّالة للمرأة اللبنانية. لا نختلف كثيراً حول جمال الملكات، ولكننا نتفق جميعاً على أن دور ملكة جمال لبنان ومنذ عام 2007 اقتصر على “زرع شجرة” و”قص شريط”. فأين هو دور من تمثّل كل فتاة لبنانية؟ أيقتصر دورنا على تصفيف الشعر ووضع أحمر الشفاه والابتسام لعدسات الكاميرا في المناسبات الاجتماعية وعلى اغلفة المجلات؟

لا انتقص من قيمة الفتيات اللواتي انتخبن، فأنا على كامل ثقة، لا بل على دراية شخصية أنهن بأغلبيتهن لم يكنّ راضيات عن هذا الدور الصغير الذي اعطي لهن، وكان عدد كبير منهن يود لو عمل وقدّم أكثر للمجتمع. عتبي الكبير على من يتولّى إدارة الملكات فيضعهن في قالب من جفصين، يبعدهن عن الناس ويبعد الناس عنهن، في حين أن دور الملكات يحمل الكثير من الإمكانيات العظيمة لخدمة المجتمع حولهن.

أذكر أنني منذ فترة طويلة كنت ولا أزال مؤمنة بدور ملكة جمال لبنان كناشطة بارزة في القضايا الاجتماعية، فهي سفيرة الجمال الذي يدخل كل قلب وبيت من دون استئذان، وهي لكل فئات المجمتع من دون تمييز، وهذا ما لا يمكن لأي سياسي أو حزب أن يكونه. وأعلم أن لجنة ملكة جمال لبنان ووزارة السياحة اللبنانية يرون أيضاً الإمكانيات الكبيرة لحاملة هذا اللقب، لذلك فإن الجهة المسؤولة عن متابعة يوميات الملكة والتي يربطها عقد بوزارة السياحة لإقامة هذا الحفل، مطالبة اليوم أكثر من أي وقت ونحن على أبواب انتخاب ملكة جمال جديدة للبنان أن تكون أكثر فعالية في دمج الملكة بمحيطها وتجنيبها أن تكون فقط دمية في صورة على صفحات المجلات الاجتماعية.

أين الملكات اليوم من كرستينا صوايا التي بنت مأوى للعجزة، ونادين ويلسن نجيم التي خدمت مع الصليب الأحمر في نهر البارد، ونورما نعوم التي تبرعت بمعاشها الشهري لمساعدة المعوزين ، وغيرهن؟ من الحري بالجهات المسؤولة عن الملكة إنشاء The Miss Lebanon Foundation التي تضم تحت مظلتها جميع الملكات السابقات بالإضافة إلى الملكة الحالية حيث يقمن جميعهن بمتابعة قضايا إنسانية مستجدة ويعملن على خدمتها أسوة بالجمعيات الكثيرة الأخرى الفاعلة في لبنان، وكلي ثقة بأن قواهن متضافرة سيكون لديها قوة تغيير فعّالة على الأرض. فهن لا ينقصهن لا العلاقات الاجتماعية ولا الدعم المعنوي أو المادي أو الإجتماعي أو الإعلامي لإنجاح هذه المهمة. بل أن كل ما ينقصهن هو الإيمان الفعلي بقدراتهن وبدورهن وبقدرة المرأة على صنع التغيير في المجتمع، وملكة جمال لبنان هي خير ممثل لهذه المرأة.

اليوم في ظلّ غياب الانتخابات النيابية، وفي ظلّ شحّ الدعم الاجتماعي والإنساني من قبل الدولة وفي ظلّ تنامي دور وفعالية المرأة في لبنان والعالم، ملكة جمال لبنان المنتخبة مطالبة أكثر من أي وقت بأن تنهض من سباتها وبأن تلعب الدور الذي لعبته المرأة اللبنانية منذ زمن بعيد.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com