ممنوع تندم … وممنوع ما تندم

الإثنان يتباريان لتآكلك وأنت الضحية والجلاد / ندمٌ على فعل وندمٌ على عدمه يتساويان بالـ ” يا ريت ” عند النفس/ وحقها طالما تُحملُ على أرجلٍ وقلبها ينبضُ ورغبةٌ تقودها وتجرجرها…

تجربةُ الإثنين بدٌ / تبدأ كتمرينٍ وتنتهي كإدمان / نتفوقُ مع تقدم العمر أو نتدنى بانغماسات الشهوة الرابضة لنتصارعَ ، وشعوراً بالذنب كل ما قاربنا مُحرماً أو مشتهى : لائحةٌ سوداءَ لممنوعاتٍ تُغري ، تُكبلُ ، وتُدمي …

ندمٌ أو عدمُه أقاربُه بُعيد سماعي لآخر أعمال وردة ” أيام” / ختامٌ ذو طابع وجودي واستنتاجي / ختمت وردة الرحلة مع بليغها بتحفة ” بودعك ” وختمت عمرها بحكمةٍ وبلهجتنا مُتمنيةً غناءها وعِرقها ينبض … فما كان لها ما أرادت … بين “بودعك” و” الايام” جردةٌ تقييمية لعمرٍ نقوم بها بُعيّد منتصفه / أو إبان صاعقةٍ قاصمةٍ للظهر / نسترجع الشريط بأكمله / نرى خطنا الأكبر وتفرعاته الصغيرات وتقرّحاته الناتئات التي سببت معاناة كان ممكناً تفاديها.

أول رُهاب مُغنّى لوردة في ” الوداع أو خليك هنا أو بلاش تفارق ” وثانيه في ” بودعك ” مهّدا الدرب وعبّداه لختامٍ إستباقي وتصالحي / فأتت جردتها في ” أيام ” وفاتحةٌ بابَ التصالحِ مع العمر قبل معايشيه / مع المكان قبل رواده / مع الشر المجاني لتصدره قبل الخير المُضني إتمامه / هكذا هي وردة : في العاطفة تلامس “عريض الخط الأحمر” بشفرةٍ من مُخمل وترميك بين خيال وأمل وتُصدّقْ أنت الإثنين / وفي الوجوديات تُمسِكُ بيدك لعريض السؤالِ ، أما الجواب فيكون خيارك…. المعلم في الفن يكون أصلاً معلماً في الحياة ليُصدّق … وإلا ففنُه أكذوبةٌ وكصلاة المرائين نِتاجُه .

ندمُنا أو عدمُه يطفو على بحيرة وعينا متى دُعِبنا بموقفٍ أو عبارة ….. فالكلمة هي الأصل وما يليها رداتُ فعلٍ لا تنتهي …

نستمتعُ بالندمِ مراراً لأنه يُريح / تماماً كسيجارة المرأة المنكسرة تدوب فيها من دون إدراكها أن بين دخانها ورمادها ستتأكسد مع صفعة العاصفة وصدمتها تحارُ بين كرامتها وعشقها وأملها المعدوم .

عدمُ الندمِ مرادفٌ لـ ” Amour propre ” نستمتعُ به / وُجِدَ ليُدَعِّم المتبقي من قوات فينا / فلا نستخسرْ بيسيرٍ منه لتكملة الأنفاس .

جربْ الإثنين ولا تتردد ومِلْ إلى الثاني – إبدأه كمحاولة وأخلص به كإدمان …. لأن في الـ ” لو ” و ” يا ريت ” ذبذبةٌ صوتيةٌ هامسة لا يدري بصاعقتها على الجرح إلا من عاش ومات ألف مرة جراءَ ندمٍ على ما لم يرتكبه , لذا ….. نيّال المُتهمْ وهو بريء .

المقال نشر بالتزامن مع نشره في مجلة نادين

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com