تغطية خاصة – باسكال مشعلاني: سأعتزل في الوقت المناسب، انا وزوجي لا نحتكر بعضنا، الاعلام مسؤول عن الاغاني الهابطة.. وماذا نصحتها والدتها؟
في حلقة جديدة من برنامج “متل الحلم” الذي يعرض كلّ يوم أحد عبر أثير اذاعة صوت لبنان، استضافت الصّحافية والاذاعية “نسرين ظواهرة” الفنانة “باسكال مشعلاني” ضمن لقاء تميّز بالعفوية والصّراحة.
صرّحت باسكال أنها لا تستطيع العيش دون حلم، الا أنه في حرب تموز 2006 وعندما ضربت “اسرائيل” لبنان أحسّت للمرّة الاولى أن الحلم قد انتهى، فالحلم عندها يعطي السعادة. وتابعت أنها تحلم اليوم أن يكبُر ابنها كما كانت تحلم سابقاً بتكوين العائلة وبالوقوف على مسارح المهرجانات الكبيرة، وأيضاً كان حلمها نجاح البوماتها فبرأيها الحلم يتغيّر مع مراحل الحياة. أمّا اليوم فحلمها الاول هو عائلتها قبل الفنّ، وأضافت أن حلم الفنّ يمكن أن يتوقف لأسباب عديدة والأجمل أن يأخذ الفنان قرار توقفه قبل أن يوقف. واعتبرت أن الحياة الفنيّة تُجبر الفنان على أن يعيش بضغط شديد لذلك قررت التوقف لسنتين حتى يبلغ ابنها عمر السنة، فبرأيها الامومة رائعة والانثى لا تشعر بأنوثتها الا عندمل تحمل. وأضافت أن تغيّر الشكل لم يعنيها فهي انسانة متصالحة جداً مع نفسها.
وأعلنت باسكال أنها لا تجعل الشهرة تحرمها من الحياة الخاصّة، فالتواضع صفة من صفاتها، والفنان الذي تأخذه الشهرة قد ينتهي بالانتحار. وأضافت أنها قد حافظت على اسماً نظيفاً في الفن وهذا يكفيها ويدفعها أن تأخذ قرار الاعتزال عندما تشعر أنها لم تعد بامكانها عطاء الأفضل. وتابعت أنه قد مضى على مشوارها الفنّي 20 سنة، حققت خلالها الكثير وبامكانها اليوم أن تتابع حياتها الخاصّة بعيداً عن الفنّ، فالسنوات الماضية كانت كلها للفنّ حيث زارت كل بلدان العالم وحققت نجاحات كبيرة مستشهدة بالقول أنه “لو دامت لغيرك لما وصلت اليك”، فالفنان الحقيقي يبقى ذكرى حلوة بين الناس.
وعن زوجها، صرّحت باسكال أنه قد دعمها ووقف الى جانبها فقد ساندها بالحب والالم وكان يسمعها دائماً الاغاني الجميلة ومن الجميل أن يكون الحبيب صديقاً، فقد تزوجا بعد علاقة صداقة ثم حبّ دامت 15 سنة مع احتفاظ كلّ منهما بحريته الخاصّة ودون احتكار أحدهما للاخر.
وعن السّاحة الفنية رأت باسكال أنها “معجوقة” اليوم وأن الناس قد زاد وعيها مع الثورة في العالم العربي، مضيفةً أنه يجب دعم الاغنية الجميلة. كما حمّلت الاعلام مسؤولية عرض الاغاني الهابطة خاصّة التي تحمل كلاماً مبتذلاً. وأوضحت هنا أنها أول من تجرّأ وغنّى الكلام الشعبي في أغنية “لما بشوفك قلبي بيوقع” ولكن هذه الاغنية لم تكن هابطة فاللون البلدي جميل ومسموح به انما البلدي المبتذل مرفوض.
ورأت باسكال أن السّاحة الفنية جيدة اليوم، فبرأيها أن هناك أصوات جميلة ولفتت الى المواهب الرّائعة التي تتخرج من برامج الهواة ولكن تبقى دون عمل. مشيرة الى أن برامج الهواة أصبحت موضة ولكن دون دعم حقيقي واحتضان ومساعدة في الانتاج لخريجي هذه البرامج. كما لفتت الى أن وسائل الاعلام المتنوعة في يومنا هذا تساعد على الانتشار السّريع مع تحفظها على كثرة ظهور الفنانين وأخبارهم على وسائل التواصل الاجتماعي، فبرأيها لا يجب نشر كل التفاصيل، فهي لا تظهر كثيراً على هذه الوسائل بل تحتفظ بخصوصيتها.
وعن عائلتها، أشارت باسكال الى أن والدها قد توفي وهي في عمر السنة، فاحتضنتها والدتها وعوّضتها عن الام والاب. وعند اكتشاف موهبتها دعمتها وكانت الى جانبها هذا ما أعطاها الدعم والوعي فقد علّمتها الطيبة والتواضع، وعندما كادت تجرفها الشهرة كانت تهزّها وتوعيها قائلة لها: “من يصدّق نفسه بالشهرة فهذه كذبة كبيرة، الايام لا تستمرّ بل تذهب”. وكشفت باسكال أنها كانت تحلم بكلمة “بابا” مع أنه برأيها أن اليتيم الحقيقي هو يتيم الام.
وصرّحت باسكال أنها عندما قررت العودة الى الساحة الفنية بأغنية “أحلام البنات” كان قرارها وحدها، وأضافت أنها ستصدر مجموعة من الاغاني منفردة فيها اللون المصري، الجزائري وأغنيتين للموسيقار “ملحم بركات” وواحدة خليجية بتوزيع جديد وذات موضوع جديد، لافتة الى ردّات الفعل على أغنيتها الاخيرة كانت مشجعة جداً.
أمّا عن الكليب وما دار حوله من لغط، أوضحت باسكال أنها اختارت المخرج “جو بو عيد” لان افكاره مجنونة ولكنها كانت ترغب بذلك الجنون ولكن دون تطرّف، مشيرة الى أن عمل الكليب استغرق ستة أشهر حدث خلالها نقاش بينها وبين المخرج على بعض المشاهد القوية كالسيجارة، الدّم والحصان… لذلك قررا اصداره في البداية على اليوتيوب لرصد ردات الفعل ثم عندما قررا اصداره على المحطات التلفزيونية حذفا بعض المشاهد ممّا حمل المخرج على سحب اسمه عن الكليب.
وذكرت باسكال أنها عندما تكون منفعلة تفضّل العزلة وتشاهد الافلام الرومانسية ثم تهدأ، ولكنها ليست من النوع الذي يبدّل مواقفه فالصديق عندها يبقى صديق.
وأبدت باسكال أسفها على أن العديد من الفنانين الذين يتكرر ذكر أسمائهم على وسائل الاعلام وذلك بسبب الثرثرة والشائعات وافتعال المشاكل مشددة على أنها ضدّ كل هذه الامور. واعتبرت أن هناك الكثير من الفنانات المهمات لا يُحكى عنهن مع أنهن قد قدمن أعمالاً مهمة مثل الفنانة “كلودا الشمالي” و”كارول صقر”. ورأت انه عندما لا تقدم هؤلاء أعمالاً مهمّة هذا يعني أن نترك السّاحة للاخرين. وبالنسبة للفنانين الشباب اعتبرت باسكال أنهم جيّدون ويقدّمون أعمالا ناجحة ولكل منهم شخصيته الخاصّة لكن يبقى الاهم الاستمرارية مثل الفنانين “ملحم زين”، “جوزيف عطية” هم من الاصوات الرّائعة.
وأعلنت باسكال عن رضاها عن ما قدّمته في الفنّ، فهي من الاوائل الذين قدموا الاعلانات والذين انتشروا في الخارج وهي من أوائل الذين أصدروا كليبات كما قدمت كل الالوان الغنائية وحققت نجاحاً في كل الدول العربية خاصة المغرب. وبرأيها أن الفنان الذي يتمتع بالصوت الجميل والحضور والاطلالة وصاحب الاغاني الجميلة يستطيع أن يملك المسرح مشيرة الى حفلة رأس السنة التي قدمتها في تونس واستمرت حتى الصباح ولم يتعب الجمهور من طلب المزيد.
وشددت باسكال على أنها قد عادت الى الفن ومستمرة فيه وأنها تسير في خطوات تصاعدية لافتةً الى أنه قد عُرض عليها التمثيل سابقاً ورفضت الا أنها تحلم اليوم بالقيام بدور يشبهها.
وصرّحت أنها ضدّ عمليات التجميل بشكل كبير، الا أنها مع عمليات الشّد ويبقى المهم عندها صوتها. فبرأيها كثرة عمليات التجميل تشوّه فهي ممكن أن تلجأ الى البعض منها ولكن ضمن حدود معينة.
وأعلنت أنها من النوع الشديد التأثر فهي حساسة جداً وتتأثر بكل ما هو سلبي مما يجعلها غير قادرة على الغناء.
وبالنسبة لعلاقتها مع شركة روتانا، أشارت باسكال الى أن روتانا بيتها كانت ولا زالت المدللة فيها، الا أن العقود قد انتهت بينهما والعمل أصبح مختلفاً اليوم اذ بالامكان الاستمرار والانفاق على الانتاج اذا كان هناك حفلات ناجحة مع الاشارة الى دعم الرّاعي الاعلاني.
وعن رأيها بالفنان “جمال سلامة” صرحت أن اول عمل لها، وكذلك بالنسبة للمايسترو “احسان المنذر” فهو أول مستمع لها وأول مشجع وأول من دربها. أما عن الراحل الموسيقي “توفيق بركات” أعلنت باسكال أنه سمعها وهي تغني في الحديقة وأعجب بصوتها وأول من شجعها لسلوك طريق الفنّ.
وأخيراً وجّهت باسكال رسالة لأصحاب المستشفيات معتبرة أنه من الحرام أن يموت مريض على باب مستشفى كما أنه من العيب أن نهدر المياه ومن العيب أيضاً أن يبقى أهل السياسة مختلفين فلبنان بلد مقدس، بلد التعايش والجمال والخير فحرامٌ أن لا نعرف قيمة هذا البلد وأن نخسر خيرة شبابنا وعقولنا.