تغطية خاصة بالصور – منتدى المرأة العربيّة يفتح المجال امام المرأة لتبدع وتبتكر.. وما الرسالة التي وجهتها مي شدياق للمرأة؟
يارا حرب: عقد منتدى المرأة العربيّة – NAWF دورته السابعة تحت عنوان “التمكين من خلال الريادة والابتكار” وذلك صباح الخميس في فندق فور سيزنز في بيروت، برعاية النائب والوزيرة السابقة السيدة بهية الحريري ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وقد نظم المنتدى مجموعة “الاقتصاد والأعمال” ومجلّة “الحسناء”. وشارك فيه نحو 400 شخصية لبنانية وعربية وأجنبية تتقدّمهم السيدة وفاء ميشال سليمان والوزيرة السابقة نايلة معوّض، والاعلامية مي شدياق إضافة إلى حشد من سيدّات الأعمال والرائدات والناشطات في شتّى المجالات الاجتماعية والإنمائية.
تخلل جلسة الافتتاح عدة كلمات فتحدثت كل من السيدة بهية الحريري، الوزير رشيد درباس، السفير الفرنسي باتريس باولي، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، رئيس مجلس إدارة البنك اللبناني للتجارة الوزير السابق موريس صحناوي، والرئيسة التنفيذية للمنتدى رئيسة تحرير مجلّة “الحسناء” د. نادين أبو زكي. فشددوا جميعاً على دور المرأة الريادي والاساسي في المجتمع وفي شتى المجالات المهنية واهمية اعطائها الفرصة والدعم لتبرز اكثر فاكثر وتحقق ما تصبو اليه!
وفي التفاصيل، اكدت الرئيسة الفخرية للمنتدى ورئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهيّة الحريري ان وجودنا في حضرة الريادة والرائدات يشدُّ من عزيمتنا ويعزّز لدينا الأمل في الخروج من هذا الواقع المرير الذي يحيط بنا من كل اتجاه وتعاظم الخراب والقتل والتشريد إذ بلغت نسبة اللاجئين من العرب ما يزيد على الـ 50 في المئة من نسبة اللجوء العالمي وإنّ هذه الأرقام تبعث اليأس مع ما يرافقها من عنف وإرهاب! واضافت: ” إنّ هذا الواقع الصعب يجعلنا نعتزّ أكثر من أي وقت مضى برائدات الأعمال العرب اللواتي تجاوزن كل الصعاب، وإنّ الأحلام والإرادات العظيمة تأتي من التحديات الكبرى والظروف القاهرة”.
وأشارت الحريري إلى “أنّ مجتمعاتنا بحاجة إلى إعتماد الريادة والابتكار كنمط تفكير وأسلوب حياة، لأنّ الابتكار هو عملية خلق وتطوير واختيار وتوسيع لنطاق الإنتاج والخدمات. إننا في كل يوم نحتاج إلى مضاعفة الجهود والانتاج لأننا نخسر الكثير من طاقاتنا وابتكاراتنا في أماكن عزيزة من وطننا العربي إذ بلغت حتى الآن أكلاف إعادة الاعمار في بعض الدول الشقيقة مئات المليارات من الدولارات وحبّذا لو أن تلك الإمكانيات الهائلة التي صرفت على الدمار كانت قد وضعت في خدمة الإنسان”.
وشددت على ان ما نراه اليوم لن يجعلنا نيأس “فكل الشعوب شهدت أشكالاً مختلفة من هذا التطرف واستطاعت أن تعيد وحدتها وإنّنا نتطلع إلى شراكة حقيقة تقوم على الثقة والاحترام المتبادل والفهم المشترك لخصوصيات كل مجتمع، وإننا في لبنان نؤمن بهذه الشراكة التي كان لها عظيم الأثر في مسيرة نهضتنا وإعادة إعمار بلدنا واستعادة سيادتنا بشراكة حقيقية مع أشقائنا العرب وأصدقائنا في العالم”.
اما وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس فقد ارتجل كلمته ووجد أنّ هذا المنتدى يدق جرساً في آذان الوطن العربي. وقال: “يحضرني في أجواء هذا المنتدى تشبيه مفاده الآتي: هو ذلك المستثمر الذي يملك مالاً ولا يستعمل إلا نصفه، بينما يبقى النصف الآخر منه في المنزل سواء في الكيس، أو في غرفة المونة، أو في المطبخ. وإذا احتاج لمزيد من المال يهاجر ويُبقي ماله في البيت يتآكل ويفقد قيمته. وهذا المستثمر حاله حال نصف المجتمع إذا كانت المرأة فيه قابعة في المنزل وغير منتجة”.
وأضاف الوزير درباس: “من خلال خبرتي على مدى نحو عام في الحكومة تكشّفت أمامي حقائق عدّة لعلّ في مقدّمها أنّ سر صمود لبنان رغم الصعوبات التي واجهها يكمن في المجتمع المدني والأهلي الذي هو بمثابة أعمدة غير منظورة تساهم في دعم المجتمع وتعزّز صلابته”. واعتبر أنّ “أجمل السيدات هي السيدة المنتجة والناشطة في العمل الاجتماعي الذي له مردوده”… واكد “أهمية الاستعداد الداخلي والجهوزية المطلوبة لمعالجة مشكلة النازحين حيث في الإمكان عند ذلك الإفادة من حلول الخارج. أما إذا كنّا غير مستعدّين، فإنّ لبنان يتحوّل ثمناً للحلول الخارجيّة”.
من جهته نوه السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي أنه يشارك للمرة الثالثة في هذا المؤتمر يسلّط الضوء على مواضيع مهمّة خصوصاً مسألة المساواة في الحقوق السياسية والاجتماعية والمدنية والاقتصادية بين المرأة والرجل. وأكّد “أنّ حكومة فرنسا وممثليها يقومون بدعم مستمر لكل الجمعيات والنشاطات التي تساهم في تحسين وضع المرأة وتمكينها في مجالات عدّة خصوصاً التعليم كي تأخذ دورها الرئيسي الذي تستحقه”. وختم باولي كلمته بتوجيه تحية إلى المساهمات والمشاركات في هذا المؤتمر واللواتي يعرفن أكثر من غيرهنّ كيفية الدفاع عن حقوقهنّ مستشهداً ومقولباً بلهجة عربيّة المثل اللبناني للمناسبة والقائل “أعط خبزك للخبازة ولو أكلت نصفه”.
وفي حديثه اشار رئيس اتحاد الغرف اللبنانيّة محمد شقر انه لطالما شكل إعطاء المرأة دورها كاملاً في المجتمع محط اهتمامه ومتابعته على الدوام. ووجد ان المرأة اللبنانية والعربية قد أثبتت وجودها بقوة، معلقاً: “وأقولها بصراحة ان ما وصلت إليه ليس منة من أحد إنما نتيجة كفاح ونضال وتضحيات مكنتها من انتزاع الكثير من حقوقها، وتمكنت من إيجاد مساحة كبيرة لها، وحققت الكثير من الإنجازات، خصوصاً في مجال الأعمال”. ورأى شقير أن المرأة أحرزت تقدماً كبيراً وإنجازات قلّ نظيرها في كل ما له علاقة بالمبادرة الفردية وفي مجال الأعمال. وأشار إلى أنه في نهاية العام الماضي كان له الشرف في إقامة حفل تكريمي في غرفة بيروت وجبل لبنان على شرف النساء اللبنانيات اللواتي فزن ضمن قائمة أقوى 200 سيدة عربية في مجلة فوربس – الشرق الأوسط للعام 2014″.
ونوه ان المرأة في عالم الأعمال لديها كل الحرية في التعبير عن نفسها وأفكارها وتفجير طاقاتها، وتمكنت من تحقيق الإنجازات والريادة. واضاف: “نحن بحاجة الى الكثير من المبادرات والجهود، إن كان على المستوى الحكومي أو على مستوى الاحذاب والقوى السياسية، لكن ارى في الوقت نفسه أنّ هناك إمكانية كبيرة لإحراز تقدم على هذا المسار، وهو يتمثل بالعمل سوياً لتسهيل دخول الشابات اللبنانيات والعربيات إلى عالم الاعمال، وهذا يتطلب إيجاد بيئة مؤاتية عبر خلق منتجات مصرفية، تسمح بتمويل المرأة لمشاريعها الخاصة بقروض ميسرة وعلى المدى الطويل، وكذلك إنشاء حاضنات أعمال لمساعدتها في إدارة مؤسستها وتوجيهها في الفترة الأولى. ورأى شقير أنّ ولوج المرأة عالم الاعمال وتحقيق النجاحات على مستوى واسع، سيضغط بشكل مباشر لتغيير الصورة النمطية المعممة في مجتمعنا حيال المرأة”. وختم كلامه بالتشديد على انهم في اتحاد الغرف الللبنانية سيكونون أول الداعمين لكل المبادرات التي من شأنها تمكين المرأة، وكذلك سيضعون كل إمكانياتنا في سبيل خلق بيئة تسهل دخول المرأة الى عالم الاعمال.
من جهة اخرى، اعرب رئيس مجلس إدارة ومدير عام البنك اللبناني للتجارة موريس صحناوي عن سعادته للمشاركة في هذا المنتدى الذي يلتقي مع ما يحقّقه في بنك BLC للمرأة خصوصاً في إطار تركيزه على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأشار في هذا السياق إلى أنّ القروض الممنوحة لسيّدات الأعمال زادت بنسبة 69 في المئة في خلال ثلاث سنوات، لافتاً إلى الجوائز التي يمنحها البنك سنوياً حيث هناك تزايد سنوي في عدد المرشّحات. مصرحاً “إنّ البنك اللبناني للتجارة بات منصّة ومرجعاً لدعم المرأة في أعمالها”. ولفت إلى الأهمية القصوى لدور المرأة، مشيراً “إلى دراسات نشرتها منظمة الأمم المتحدة تشير إلى أنّ النمو يزداد بنسبة 22 في المئة عندما تكون المرأة منتجة وتتمتع بالمساواة التامة مع الرجل”. وختم صحناوي كلمته قائلاً إنّ المرأة لا تزال في بلدان عدّة تفتقد إلى المساواة وتقف في وجهها صعوبات جمّة.
وتحدّثت المؤسّسة والرئيسة التنفيذية للمنتدى ورئيسة تحرير مجلّة “الحسناء” نادين أبو زكي فافصحت انه وبعد مرور سبع سنوات على ولادة منتدى المرأة العربية، لا تزال ترى ان تنظيم هذا المؤتمر مغامرة لم تكن لتنجح لولا التساؤلات المتواصلة والعزيمة الثابثة على تذليل الصعوبات، والمضي قدماً نحو مزيد من الإنجازات. وأضافت: “بعد سبع سنوات من الممارسة الحثيثة والعمل من أجل الأفضل، وجدنا أن الإبتكار هو مفتاح التقدم والتنافسية، فالإبتكار هو تحد للعولمة والتكنولوجيات الجديدة. وسط عالم مملوء بالهواجس، مبلل بالدموع وملطخ بالدماء، ونعيش اليوم في بلد كثرت فيه التوقعات والمخاوف وفي ظل اقتصاد خانق، يأتي تنظيم مؤتمر كهذا ليضفي الضوء على مسار هو أن المحرك للتطور الإقتصادي في مجتمعات القرن الواحد والعشرين هو الإبداع”.
وتابعت: “إنّ الإبداع هو الإقتصاد الجديد. والسؤال البديهي الذي يطرح نفسه اليوم: أين نحن، رواد الأعمال، من عالم الإبداع؟ أين هن رائدات الأعمال اليوم؟ إن تمكين جيل جديد من رائدات الأعمال بات حاجة ماسة،بات مسألة إقتصادية ملحة، لا مسألة مساواة بين جنسين. إن السير بالمجتمع نحو الإنفتاح والتنوع وإعادة الإقتصاد إلى صراط الإبتكار أمران يشكلان رأس الحربة في نشوء نظام إقتصادي جديد تبني فيه المرأة مكانتها. ريادة الأعمال ممكن أن تكون خياراً مهنياً للمرأة. وختمت أبو زكي قائلة:” حان الوقت للإستثمار في المرأة، حان الوقت للمرأة أن تستثمر في نفسها، في موهبتها الخلاقة وثروتها الكامنة في داخلها”.
وعقب انتهاء جلسة الافتتاح كان لنا هذه دردشة سريعة مع الاعلامية مي شدياق، فوجهت رسالة للمرأة اللبنانية والعربية قائلةً: ” لا شك انه يوماً بعد يوم يتثبت ان دور المرأة خاصةً في منطقة الشرق الاوسط والعالم العربي هو دور اساسي جداً، فنحن في حالة “غليان” دائم فلا شك ان للمرأة دوراً ايجابياً بالرغم من بعض المشاهد التي نراها حالياً من المتبرعات بالمشاركة في بعض الاعمال الارهابية! ولكن تبقى المرأة هي المحبذة لفكرة السلام !”
واضافت شدياق : “وانا لا احب ان اقول حين تعطى الفرصة، انما حين نثبت المرأة نفسها وتفرض نفسها وتسرق الفرصة بامكانها ان تصنع العجائب! خاصةً في هذه المرحلة مع وجود مختلف الجماعات في لبنان او حتى في العالم العربي نرى ان نسبة الفتايات اعلى من نسبة الرجال لذلك فلا شيء يمنعهن من الاكمال، الا الواجبات المنزلية وهي حق مقدس ولكن في الوقت نفسه عندما تستغني المرأة عن كل تطلعاتها وتضعها جانباً، لا يمكنها ان تكمل فيما بعد! فانا برأي يجب على المرأة منذ البداية ان تعطي كل شيء حقه لتستطيع ان تنظم وقتها ، فالمسألة ليست سهلة ابداً، وكثيرات يجدن في مرحلة معينة ان عليهن التضحية بشق على حساب الآخر، وهذه تضحية صعبة جداً فهناك سيدات يضحين في حياتهن العائلية ليبرزن انفسهن في الحياة المهنية! ولكن بالنتيجة لا تعوض الواحدة عن الاخرى، فالشقين يجب ان يسيرا بشكل متساوي لانه في النهاية العائلة ستكبر وستجد المرأة انها لم تفعل اي شيء في حياتها! ”
تصوير: ربيكا عتيق
شاهدوا الصور