الممثلة القديرة تقلا شمعون لبصراحة: انا سعيدة بتجربتي الاولى مع عابد فهد وانا ادعو كل المملثين المحترفين ان يتابعوا دراستهم
يارا حرب – بيروت : نجمة وملكة دراما من الطراز الرفيع، تحاورها فتبحر في عمق كلامها وجمالية افكارها ورقيّها الكبير، انها الممثلة القديرة تقلا شمعون التي التقيناها في جامعة سيدة اللويزة في حفل تكريم فيلم “وينن” وكان معها هذا الحوار الرائع…
بصراحة: اخبرينا اكثر عن المشاريع والنشاطات التي تقوم بها اكاديمية LFA التي اسستها مع زوجك طوني فرج الله وما كان الهدف الاساسي من تأسيسها؟!
تقلا: نحن ك LFA انشأنا اكاديمية تعنى بالوظائف الصغيرة المتعلقة بالانتاج، وهذه الوظائف الصغيرة التي لا يتخصص بها الطلاب بشكل مكثف في جامعاتهم فنحن نجري لهم دورات مكثفة عنها من اجل ان يمتهنوها بشكل صحيح وكي يكون لديهم كامل الثقة بنفسهم ويعرفوا جيداً كيفية العمل على الارض حين ينزلون الى سوق العمل.
بصراحة: ومتى ستبدأون باعطاء هذه الدورات، وما هي مدتها؟
تقلا: سنبدأ باعطاء هذه الدورات في بداية العام الجديد وتمتد لمدة سنة كاملة في معهد LFA في التحويطة في فرن الشباك ، فيخضع الطالب لعدة حلقات دراسية تتعلق بالمهنة التي يتعلمها، وفي الوقت نفسه لقد قمنا بمعاهدة مع كل المنتجين اللبنايين حتى يفتحوا الابواب لكل هؤلاء الطلاب ويستقبلوهم على ارض التصوير فيتدربون، وحين يكتشف المنتجون تميّز الطلاب سيوظفوهم طبعاً …
بصراحة: وماذا عن دورات التمثيل التي تقومين بها؟ والى اي مدى ستساهمين بادخال وجوه تمثيلية جديدة الى الدراما اللبنانية؟
تقلا: كوني casting director الى جانب اني اعطي دورات في التمثيل في الاكاديمية ، فانا احرص جداً ان يستعين المنتج باشخاص سبق وخضعوا لدورات حتى لو كانت ادواراً صغيرة لانها تؤثر كثيراً على عطاء الممثل المحترف الموجود امامهم في المشهد وحتى انها تؤثر ايضاً على المخرج فلا تضيع له وقته ليعلمهم التمثيل في الوقت الذي عليه ان ينجز عدة مشاهد في اليوم الواحد! وهذه الفكرة اتت نتيجة دراسة ميدانية للارض ، فانا وزوجي طوني قمنا بدراسة الارض لمعرف الحاجة ، وقمنا بهذا الربط بين الاكاديمية وسوق العمل واطلقنا على هذا الجسر اسم LFA.
بصراحة: اخبرينا اكثر عن الforum الذي قمتم به اليوم في جامعة سيدة اللويزة؟
تقلا: اليوم اقمنا forum وكانت الدعوة مفتوحة لكل الطلاب ليأتوا ويتعرفوا على الارض على الدروس التي سنعطيها في الدورات، وعلى الاساتذة الذين سيعلمونهم اضافةً الى نوعية المعدات التي سنجعلهم يعملون عليها، فكان الامر رائعاً جداً وقد بهرهم ذلك ففرحوا كثيراً وشعروا بانهم وجدوا الحاجة التي كانوا يفتشون عنها . واضافةً الى ذلك كان هناك عمل جميل جداً لقطاع ال art direction لانه ما من جامعة في لبنان تعلّم هذا الاختصاص فكان هناك تعاون بين عدة اساتذة يعلّمون في الجامعة وفي الوقت نفسه يعملون على الارض . واليوم قدموا لنا set على الارض لنتعلم كيفية اختيار الاقمشة والالوان والالبسة مع الماكياج والاضاءة والديكور المناسبين وذلك لنبرهن ان الخلق لا يرتبط فقط بالاموال التي يرصدها الانتاج، ولكنه يرتبط بالتفكير! فحين يفكر الانسان بطريقة صحيحة ويعرف كيف يوظّف ادواته بطريقة صحية،سيخلق شيئاً فنياً.
بصراحة: هل هناك اي حاجز في تعاملك مع الطلاب كونك ممثلة كبيرة ومخضرمة ام تتفاعلون سوياً بطريقة متناغمة وطبيعية منذ اليوم الاول؟
تقلا: حين يأتي الطلاب لاعلمهم التمثيل يقولون لي :”نحن احببنا ان نأتي اليك لانك ممثلة مهمة فمن الطبيعي انك ستعلمينا التمثيل بشكل صحيح” (وتضحك) وحين يدخلون صفي يختفي ويزول الحاجز بيننا من جلسة الى اخرى، اذ يرون انني اصبحت المعلمة التي تمرّنهم وتدخل معهم في المشاهد التمثيلية حتى يكون باستطاعتي ان ادخلهم اكثر فاكثر الى الحالة التي يجب ان يكونوا موجودين فيها، والجميل انه لا يكتمل الدرس الخاص بي اذا لم يكن هناك استاذ يعلم ال body language او لغة الجسد، واستاذ آخر يعلم الصوت والالقاء، واليوم كان معنا الاستاذ والممثل المعروف نقولا دانيال الذي هو اهم شخص علّم هذه المادة ، فكان لقاء للطلاب معه وقد فرحوا جداً بالمادة التي سيعطيها واعطاهم المنهج الخاص بالدورة ، وكذلك الامر مع رويدا الغالي التي هي اهم شخص متخصص بهذا المجال وقدمت اليوم للطلاب workshop مجاني وعرّفتهم على المادة الخاصة بها بطريقة حية على الارض فخضعوا للتمارين واكتشفوا كم ان هناك امور مهمة جداً لم يكن يعلمونها وهم بحاجة لان يعرفوها…
بصراحة: بعيداً عن اكاديمية LFA ، ستطلين في رمضان ٢٠١٥ بدور مميز جداً في مسلسل “٢٤ قيراط” وهو من انتاج eagle films فاخبرينا اكثر عن دورك هذا وما الجديد فيه؟
تقلا: اجسد في المسلسل دور جيهان وهي انسانة ناجحة جداً وذكية، تخصصت في علم النفس وتملك عيادة ويقصدها العديد من الناس، ولكنها في الوقت نفسه امرأة غريبة الاطوار وكسولة قليلاً ولا تحب عملها بل تحب ان ترتاح وتفرح في حياتها (وتضحك) لحد ان نعرف السر الذي يكشف لنا لماذا هي هكذا … وسيكون هناك مشاهد رائعة جداً بيني وبين عابد فهد وهذه المرة الاولى التي نلتقي فيها انا وفنان كبير كعابد فهد من هذه الخامة التمثيلية الرائعة، وانا احبذ كثيراً هذا اللقاء ، وكذلك الامر مع سيرين عبد النور التي كان لدي تجربة رائعة جداً معها في مسلسل “روبي” وانا طبعاً سعيدة جداً بالعمل معها من جديد وسعيدة ان اكون قريبتها وصديقتها وساساعدها في قضية تقع على دربها وتشعر بانها مسؤولة عنها! وكان لدي ايضاً تجربة سابقة مع ماغي بو غصن وقدمنا سوياً عملاً كوميدياً جميلاً في “البرج ١٣” فماغي ايضاً مجتهدة جداً وفنانة تملك عدة مهارات، وسيكون هناك انشالله مشاهد دسمة بيننا… والتركيبة جميلة جداً، ونحن نعلم كم ان سعيد الماروق هو مخرج حساس من خلال كليباته التي يوصل من خلالها كم من الاحاسيس لذلك نحن سعيدين بان هناك شخص سيوصل لنا احاسيسنا كما يجب!
بصراحة: ما النصيحة التي توجهينها لكل شاب او صبية يحلمون بان يصبحوا ممثلين من مستواكِ التمثيلي الراقي والقدير؟
تقلا: انا ادعوهم بالدرجة الاولى ان يفهموا ان التمثيل ليس فقط موهبة انما اختصاص ، صحيح انه لا يمكن لشخص لا يملك موهبة التمثيل ان نصنع منه ممثلاً ولكن في الوقت نفسه لا يمكن لشخص موهوب ان يصبح ممثلاً جيداً و ناجحاً من دون ان يتعلم! فمن الضروري ان يفهم انه يجب عليه ان يتعلم ويخضع للدراسة حتى يصقل الموهبة التي يملكها ويعرف ان يوظفها كما يجب! وانا ادعو الطلاب ان يعرفوا ان مادة التمثيل هي مادة تنمو مع التجارب ومع الحياة ومع التمارين، فالممثل هو تماماً مثل اي عازف واي رسام فاذا لم يستمر بالعمل وبتمرين نفسه ومخيلته سيأتي يوم ويصبح فارغاً فيكرر نفسه وتسقط اسهمه فيقول انه اصبح بعمر معين لذلك لا يعطونه ادوراً ! ولكن هذا كلام خاطئ و غير صحيح فهناك ادوار لكل الاعمار وهناك حاجة لمختلف الاعمار ولكن عليك ايها الطالب ان تقول “انا اريد ان اتثقف واريد ان اتعلم وان استمر بالعمل على ذاتي !” وانا ادعو حتى كل المملثين المحترفين في قطاع التمثيل الا يفكروا انهم ان اصبحوا نجوماً يعني لم يعودوا بحاجة الى الدراسة!!! لأ لازم يضلوا يدرسوا !!!
بصراحة:في النهاية هل من امر آخر ترغبين في التطرق للحديث عنه؟
تقلا: نعم اريد ان انوه اننا نحن ك LFA لسنا موجودين للقيام ب business ولأي ربح مادي! انما نحن موجودون فعلاً بجانب الطالب لذلك فان الاسعار التي نتقاضاها من الدورات هي اسعار مبدئية ورمزية جداً، وكل هذا من اجل ان نفسح المجال لكل هؤلاء الاشخاص كي يطوروا ادواتهم وكي لا يقولوا اننا نستعين بغيرهم وانه ليس لديهم سوق عمل هنا فيسافروا الى الخارج! بالعكس فنحن نريدهم ان يبقوا في لبنان ونحن بجانبهم لنساعدهم لكي يجدوا فرص عمل…