رأي خاص بالصور- الى رولا سعد: رجاءً ارحمي حياءنا وأوقفي جوان سمعان عند حدّها

لا شك في ان الاطلالة التلفزيونية لأي مذيع او مذيعة اتّسمت باحترام المشاهد ان من حيث المظهر الخارجي او من حيث محتوى البرنامج او المضون لما من شأنه ان يُثري ثقافة المشاهد او حتى بأسوأ الحالات ان يسلّيه.

والصحافة اللبنانية والعربية حاربت في السنوات الاخيرة ظاهرة المذيعات المتطفلات على المهنة من الجريئات اللواتي ضربن بعرض الحائط أصول المهنة ومقوماتها فقدمن الابتذال بعيداً عن المضمون القيّم ونجحت الصحافة الى حدّ ما بالحدّ من هذه الظاهرة الاستثنائية قبل ان تتحوّل الى قاعدة فيصبح الشواذ قاعدة .

ومؤخراً يشهد برنامج “حلوة الحياة” على خرق واضح لهذه الاصول من خلال تبنّي مقدماته لأزياء فاضحة تخطت كل اللياقات التلفزيونية والخطوط الحمراء، وكان استقدام وصيفة ملكة جمال لبنان جوان سمعان الخطأ الاكبر الذي اقترفه القيمون على هذا البرنامج الذي من المفترض انه يقدّم مادة تثقيفية عالية الجودة في جميع المجالات الفنية والاجتماعية والثقافية والطبية وحتى الرياضية ، الا ان السكوت عن جرأة جوان والقبول بها والسماح لها بأن تطل بملابس فاضحة على الهواء نعتبره محاولة شاذة لاستقطاب الجمهور بعدما اصبحت هذه الوسيلة بالية ومنتهية الصلاحية، خاصة في برنامج يُعرض في وضح النهار وربما يشاهده الاولاد والقاصرون فهو ليس برنامجاً مصنّفاً “للراشدين فقط” ولا يعرض بعد منتصف الليل لتطل علينا جوان كل يوم بفستان “شبر ونصف”، فتستفز حياء المشاهدين الذين عبروا عن شكواهم على كل مواقع التواصل دون جدوى، حتى تخيّل لنا ان القيمين على البرنامج راضون كل الرضا عن هذه “المسخرة” على هواء محطة محترمة لم نعهدها تشجّع على الابتذال ولو كنا نتفهم ان جوان شابة جميلة وهي ترتدي ازياءً “على الموضة” انما ليس بهذا الشكل المستفزّ للعين والبعيد كل البعد عن أصول الاطلالات التلفزيونية .

ونحن نرفع اليوم الصوت اليوم ونطرح السؤال على السيدة رولا سعد منتجة هذا البرنامج ونسألها ان كانت راضية عما تشاهده او ان كانت تعتمده قصداً لأسباب لا نجدها أساسية وفي كلتا الحالتين نطالبها اليوم بضبط هذه المخالفة الاخلاقية وايقافها على الهواء، فجوان ليست في نادٍ ليلي وليست على شاشة درجة ثانية او ثالثة، بل هي تمثّل محطة قدّمت للوطن العربي اهم الاعلاميات المحترمات والمحترفات اللواتي لم يعوّلن على “ذراعاً” من القماش انما على ثقافة ورقي استثنائيين فكانت المثل والمثال الذي يُحتذى به على شاشات منافسة .

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com