رأي خاص- لورين قديح بين الانتقاد والتهكّم …مشروع شرطية أزياء ناجحة

Fashion police عبارة معتمدة في كبريات المجلات الفنية العالمية وهي فقرة تسلّط الضوء على المشاهير خاصة على ازيائهم فتنتقدهم عليها وتقدّم النصائح لهم اعتماداً على الموضة العالمية وأصولها وهي عادة ما تكون مرتبطة بأهل الاختصاص والمعنيين بالموضة الذين يحقّ لهم الانتقاد المبني على معرفة وسعة اطلاع لا على النقد العشوائي وغير الموضوعي القائم على تصفية الحسابات مع بعض المشاهير.

في لبنان والوطن العربي لم نرتقي بعد الى درجة الاختصاص في ال fashion police ومازالت بعض المحاولات خجولة في تصويب الذوق العام وذوق النجوم ربما لأننا ما زلنا نحسب لهذا النقد وتبعاته الف حساب حيث تفرض علاقتنا الشخصية بهؤلاء المشاهير نفسها وتحول دون قول الحقيقة ،كل الحقيقة بعيداً عن المجاملات والتزلّف.

وأطلّت الممثلة اللبنانية لورين قديح عبر اذاعة صوت الغد منذ أسابيع لتقدّم فقرة fashion police وحصدت منذ اللحظة الاولى استياء النجوم والمستمعين على حدّ سواء ممن لم يعتادوا على هذه الصراحة المطلقة في الوطن العربي، فللورين اسلوب خاص جداً يجمع بين النقد والتهكّم في آن لا يستوعبه بسهولة اصحاب النفوس المغلقة والعقول المحدودة ، ولو اننا في البداية انتقدنا أسلوبها التهكمي وتساءلنا على ماذا تعتمد في نقدها ان لم تكن قادمة من عالم الازياء والموضة وان لم تكن تملك خلفية ثقافية خاصة بالموضة ، الا انها أثبتت انها دقيقة وحذقة جداً وقوية الملاحظة والاهمّ “حقّاوية” تعطي كل ذي حقّ حقّه ان في النقد او الثناء وتتميز لورين بموضوعية كبيرة لكن نجهل ان كانت تعتمد على “أصول” الموضة العالمية او انها تنتقد انطلاقاً من ذوقها الشخصي وما تراه هي “نافراً” وغير ملائم، ولكن في كلتا الحالتين نحتاج في وطننا العربي الى مثيلاتها ممن يساهمن في تصويب الذوق العام لناحية الموضة وهي ما نجحت حتى الان في القيام به واثبتت في اكثر من حلقة انها على حق في كل ما شرّحته وانتقدته والحلقات المقبلة ربما تكرّسها “ناقدة ” في عالم الازياء ان خصّصت وقتاً أكبر لبرنامجها فتشرح حين تنتقد الفرق بين ما هو “رائج” وبين “الاصول” فتساهم في تثقيف مستمعيها وليس فقط انتقاد نجومهم دون توضيح الملابسات في عالم الموضة والازياء وهذا يحتاج لتفرّغ تام وهذا ما لا نعتقد انه متوفّر لديها خاصة وانها ممثلة والتمثيل اولوية في حياتها المهنية .