رأي خاص- فشل بلا حدود في تلفزيون الواقع (ميساء بلا حدود) الذي كشف لنا واقع ميساء مغربي الفظيع

عندما أعلنت قناة الآن عن مشروعها المنوع الجديد و الذي يحمل عنوان (ميساء بلا حدود) توقعت أننا على موعد مع برنامج خفيف يحمل الجمهور العادي إلى عالم المشاهير و يعرفهم أكثر على طبيعة حياتهم بعيداً عن الرفاهية و السهر في محاولة لتغيير الصورة التي رسمها بعض النجوم عن أنفسهم و التي لا تمت لحقيقتهم بأي صلة.

إلا أنه و منذ الدقيقة الأولى التي خرجت فيها ميساء مغربي على الكاميرات و حتى الحلقة التاسعة من البرنامج و أنا ما زلت لا أرى أمامي سوى “الجوهرة” و هي تحاول أن تتقمص “كيم كارديشيان” و لكن بعقلية “تايرا بانكس”!

أولاً وقبل كل شيء ، أود أن أعرف على أي أساس ارتأت قناة الآن أن الهدية الأمثل التي حبذا لو تم تقديمها بمناسبة يوم المرأة العالمي لنساء العالم العربي هي “ميساء مغربي”؟ و ما المقومات التي صنعت من ميساء خياراً لا ثاني له للقيمين على القناة حتى تصبح لديهم تلك القناعة بأنها النموذج الأمثل لكشف تفاصيل حياته على الواقع حتى تستفيد منه النساء؟

ميساء مغربي ممثلة تملك موهبة جادة و ثقافة جيدة و أرشيف فني عمره ثلاثة عشر عاماً بين الخليج و العالم العربي و لو أن المرحلة العمرية الأكبر منه خليجية بحتة و لكن هل هذا الأرشيف الفني أرشيف قيم في مجمله لتكون ميساء هدية إلى كل النساء في يوم المرأة العالمي؟ و ما العامل الجاذب في حياة ميساء و الذي اعتمد عليه القيمون على البرنامج في اختيارها ؟ فهي ليست فنانة عصامية حتى و لو ادعت ذلك و ليست بتلك الحرفية التي تجعلها و كأنها منى زكي الخليج على سبيل المثال و ببساطة ليست النموذج الأمثل في مناسبة مشابهة..

ما رأيته على الشاشة مزيج من غطرسة و فوقية فالمرأة التي سمي البرنامج تيمناً باسمها تتجول طوال التسع حلقات التي تم عرضها حتى الآن و هي تطرح أفكاراً ليست بجديدة و لا تفعل شيئاً بشأنها سوى سرد الطلبات و إلقاء الأوامر و تخصيص من يبحث عنها و من يفكر عنها و من يقوم بالعمل الميداني بدلاً عنها و من ثم تخرج علينا في لحظات الاعتراف لتتشكى من وحدة هي صنعتها بتنفير كل من حولها عنها و تتذمر من كاميرات وجودها بديهي نحن كمشاهدين نحاول تناسيها طوال الوقت فيما هي لا تفوت لحظة دون أن تذكرنا به و تريدنا بكل بساطة أن نصدق أنها على طبيعتها و هي تصب فكرها و تركيزها على تلك الكاميرات و لا تعطي أهمية لشيء أكثر من المصورين و الأجهزة التي بين أيديهم.

البرنامج فشل في دعم ميساء بأي شكل من الأشكال و من يشاهده يعرف جيداً أن هناك تضارب بين الفكرة التي كانت تدور برأس صناع العمل و بين الفكرة التي كانت و ما زالت تدور برأسها . فصناع البرنامج لم يفكروا سوى ببرنامج واقع يصور حتى آلات التصوير و ينقل بدقة كافة تحركات البطلة و ردود أفعالها و تصرفاتها بينما يكشف عن طبيعتها و تطلعاتها المهنية فيما يخص الموضة فيما تدور فكرتها هي على محاولة إثبات أنها “ديفا” عربية شئنا أم أبينا و كل من تحتها مخصصين لحماية صورتها و لا يعملون سوى لتحقيق أحلامها و تلبية أوامرها و تحمل أسلوبها الفوقي معهم و كأن العالم العربي أجمع لم يكن ينتظر سوى إطلالة ميساء مغربي عليهم عبر تلفزيون الواقع ليحقق حلمه بمرافقتها في كل لحظاتها .. بينما الحقيقة تقول أن نجومية و جماهيرية ميساء لا تحتاج أكثر من أن نزور اليوتيوب لنعرف كم استطاعت أن تحصد حلقات برنامجها “البعيد عن واقع إلى أبعد الحدود” من مشاهدات و هو الأمر الكفيل بكشف نجومية ميساء و مدى ترقب الجمهور العربي لها كهدية من تلفزيون “الآن” في يوم المرأة العربي الذي انتهى و ما زالت هديته باقية دون جدوى حتى الآن.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com