ألى امي في عيد الام

من المؤكد انه لا يوجد يوم أفضل في العام من 21 آذار.. يوم ستحتفظ به في ذاكرتك كل عام لأنه مناسبة جميلة و رائعة لتكريم أحب مخلوق إليك أمك.. مما لاشك فيه ان الدعوة للاحتفال بعيد الأم تمس وترا حساسا فى النفس.. نعم انها الأم تلك المرأة التي احتضنتنا في جسدها 90 يوما ورعتتنا طوال أيام حياتنا..

الأم ..هي قسيمه الحياة وموطن الشكوى وعماد الأمر.. وعتاد البيت ومهبط النجاة وهي آية الله ومنته ورحمته لقوم يتفكرون.. هي صفاء القلب ونقاء السريرة ووفاء وولاء وحنان وإحسان وغياث المكروب ونجده المنكوب وعاطفة الرجال ومدار الوجدان وسر الحياة ومهاج الغضب ومجتلى القريحة ومطلع القصيدة ومصدر الهناء ومشرق السعادة ..

الأم.. هي كوكب مضيئ بذاته ويسمو في صورته وسماته .. وأجمل بلسم في صفاته ولها منظرا أحلى من نبراته ونفس زكيه طاهرة بصلاته وجسما غريباً يبهر في حجابه وعيوناً تذرف الحب بزكاته.. شجرة طيبة ومخزن الودائع ومنبع الصنائع.. الأم نِعم الجليس وخير الأنيس ونِعم القرين في دار الغربة ونِعم الحنين في ساعة القربة..

إنها إحساس ظريف وهمس لطيف وشعور نازف بدمع جارف.. الأم جمال وإبداع وخيال وإمتاع وجوهره مصونة ولؤلؤه مكنونة.. الأم كنز مفقود لأصحاب العقوق وكنز موجود لأهل البر الودود.. الأم تبقى كما هي في حياتها وبعد موتها وفي صغرها وكبرها فهي عطر يفوح شذاه وعبير يسمو في علاه وزهر يشم رائحته الأبناء وأريج يتلألأ في وجوه الآباء ودفء وحنان وجمال وأمان ومحبه ومودة ورحمة وألفة وأعجوبة ومدرسة وشخصية ذات قيم ومبادئ وعلو وهمم.. وهي المربية الحقيقية لتلك الأجيال الناشئة..

قد انقضى نصف عام على رحيلك ايتها الغالية.. مر علينا بألم وحسرة على ما فقدناه وها هي قلوبنا ما زالت تعتصر الماً على فراقك.. فراق ابكى القلب قبل العين.. فراق جعلنا نتمنى لو تعود بنا الايام لكي نقضي دقيقه بجوارك.. رحلت وتركت خلفك ابن يتلوّع على فقدان عمره.. واب يتألم على فقدان جزء من قلبه.. واخوة واخوات يقلّبون صفحات الماضي التي ملاتها بالمحبه والحنان.. صفحات تركت ختمك في نهايتها كي لا ننساكي.. وكيف لنا ان ننساكي وانت جزء من هذه الحياة.. بل انت الحياه باكملها..

امي يا صاحبة الروح النقية والنفس الزكية.. يا رمز النقاء والصفاء.. يا رمز الطهر والعفة.. يا رمز الحب الخالص للجميع..سأقول لك ما لا يقولون واتوقف عندما يتحدثون.. واقرأ ماذا عنك سيكتبون.. وأية هدية اليك سيقدمون.. شوقي يعجز عن ان يخطه القلم.. عنده تتوقف الكلمات وتزداد الاهات وتختنق العبرات..

امي يالحن الخلود.. يا اجمل الورود.. يا أغلى العهود.. اشتقت الى صدرك ولمساتك.. الى حضنك وكلماتك.. الى صوتك ودعواتك.. الى كل ما يمدني منك بالقوة.. اراك مع شعاع الشمس.. مع كل ضياء قمر.. مع كل زقزقة طير.. مع كل تفتح زهرة.. مع كل مرور نسمة.. مع كل صعود نفس لتعيشين في قلبي وتغفين على حبي..

ليت قلمي يعبر ما في اكنان قلبي تجاهك.. بعد رحيلك من هذه الدنيا يا أمي الحبيبة أمسكت بالقلم مراراً وتكراراً في محاولة يائسة للكتابة.. وفي كل مرة حاولت فيها الكتابة كانت تخنقني العبرات ويخونني التعبير من كثرة العواطف الجياشة التي تعتمل في نفسي طوال الوقت لفراقك الأليم.. فتكبل قدرتي على الكتابة ولكني خشيت ان يداهمني الوقت دون ان اكتب لك كلمة حب في عيد الام.. فها أنا يا أمي اصوغ هذه الكلمات الأخيرة علني استطيع ان اعطيك حقك من الوفاء والتقدير ولن أعطيك إياه مهما كتبت ومهما قلت..

لقد تعبت وتعب قلبي وسئمت الفراق.. ماما.. كلمة صادقة قوية تنطق بها جميع الكائنات الحية طلبا للحنان والدفء والحب العظيم الذي فطر الله قلوب الأمهات عليه تجاه أبنائهن ..كثيراً ما أقصد روضتك لأنني أجد فيها راحة وسلاماً أستطيع أن أخلو بنفسي فأشكي اليك أوجاعي بالنحيب والبكاء.. كثيراً ما أحمل صورتكِ لأنني أشعر فيها بالطمأنينة وأحسّ انك الى جانبي.. كم تمنّيت لو أنك حينما أبكي تمسحين دموعي.. حينما أحزن تواسيني.. حينما أشعر بالوحدة تؤانسيني ..حينما أقلق تطمئنيني.. وحينما أحتاجك تعانقيني..

إنه عيدك يا سيدتي.. عيد الام وأنا محتارٌ ماذا أهديك وأنت في عالمكِ الملائكيّ الذي يليق بطهرك.. بماذا أرثيك وكل الكلمات تنحني لعظمتك.. فلا أجد سوى دموعي التي تحرق ما تبقى منّي.. ولكن أخاف أن تُحزنك دموعي ويكسر قلبك عمق جرحي.. لن أذرف الدموع ولن أصدح بالعويل والنحيب لأنني أؤمن بأنّك أقرب إليّ من نفسي تحرسيني وتحميني من أعالي السماء.. تبتسمين لي كلّما أفرحتُ قلبك بتقدّمٍ ونجاح.. لتنعمَ روحك بالراحة والأمان بين الملائكة وتبقين لي الأمل والسعادة والروح والحياة الأفضل لإسعاد قلبك..

يا حزن الزمان ويا لوعة الايام من يصدق؟ لا احد يريد ان يصدق.. اشعر ان الواقع يكذب علي فبالامس كان حديثك العذب وابتسامتك الهادئه تملأ اركان البيت..فيا لها من لحظات مرت علينا حملت معها كل عبارات الالم واللوعه لوداعك الذي بات يضنيني.. فكانت تلك لحظات اشبه بالخيال..

ماما لو ان بكائي قد يجدي لبكيتك دهراً ولأجريت بدمعي نهراً ولأبكيت الناس جميعاً.. ولزرتك في يومي عشراً.. لو حزني مرّ على صخر لأذاب بحرقته الصخر..

ماما كلمة تحمل كتلة لا حدود لها من معاني الحب والحنان والعطف.. كلمة لا تعرف حدود الحرمان.. لا نمل جميعا من تكرارها.. بل تزداد كل يوم ارتقاء وسمو ورفعة وتظل سرا غامضا يكتنز دفء الحياة بأكملها.. انت المرفأ الذي يشتاقه جميع من تستهويه نفسه للبحر والسفر..

ماما لقد رحلت روحك عني الى السماء.. وتركتني وحيدا في هذه الصحراء.. حنانك كان لي غذاء وماء..وابتسامتك ودعواتك لي كالدواء..

يظل الكلام ناقص مهما اكتمل عن هذه الأم وعن هذه الكلمة التي لا تفارق شفاه الجميع وحروف تلازمنا قد لا نجيد لأجلها فن التعبير لأنه ينتهي عندما نبدأ بوصفها لكننا نجيد لغة الانحناء لتقبيل التي كانت بالنسبة لكل الأبناء “الأرض المعطاء.. هي الام في كل عصر وزمان لايوجد ارق ولا اجمل من قلبهـا جسدت لنا عواطف الام بكل شفافيه ورقه ولكنها تلونت بالبلاغة والثقافه..

هي رساله كان حبرها الشوق والحنين والوفاء للراحلة والدتي أغلى ما في حياتي..

امي الحبيبة.. اني انتظر الموت حتى القاكِ فعندي كلام كثير اريد ان اخبرك به
لكن متى؟؟؟؟ متى ألقاكِ يا مجرى نَفَسي..

ابنك المكسور يحيى.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com