بالصور- توقيع كتاب (فيليب سالم الثائر والعالم والإنساني) في ندوة فكرية

وقّعت الكاتبة مهى سمارة خلال ندوة فكرية أقيمت يوم الثلاثاء 26 شباط الجاري بفندق البريستول كتابها فيليب سالم الثائر والعالم والإنسانيّ الذي يدوّن سيرة هذه الشخصية اللبنانية المتألّقة والمراحل المفصلية من حياته. وقد سبق حفل التوقيع ندوة شارك فيها البروفسور الجرّاح أنطوان الغصين والأستاذ طلال سلمان، صاحب جريدة السفير، إلى جانب البروفسور سالم والمؤلفة وقد أدار الحلقة الدكتور فارس ساسين وذلك بحضور حشد من الأصدقاء والإعلاميين ونخبة من المفكرين ووجوه العلم والاجتماع.

الندوة اتسمت بمناقشة تفاعلية بين المشاركين حول الكثير من المواضيع والعناوين التي استقطبت اهتمام الحضور والتي تمحورت حول جوانب حياة فيليب سالم واهمية انجازاته الطبية والعلمية.

وبداية تكلّم الدكتور فارس ساسين ومما قاله: ” إن رؤية سالم للزمان المتجاوز لذاته دوماً لم تمنعه عن العيش خارج الزمان فهو ما زال في بطرّام ودروبها وحكاياتها ومع أهاليها، أحياؤهم والأموات، وفي المنزل الأول…2. أبعاد فيليب سالم المرموقة عديدة متعددة، كما يبين من كتاباته ومن الكتب التي تتناوله. فهو الطبيب والباحث والمربي والوطني والمحلل السياسي والمفكرالاجتماعي والوجودي. وهو يولي كل ميدان من الميادين حقّه ويقارعه بحججه ويأخذه بأدلته وشهاداته. لكنه يبقى نفسه واحدا أحدا في كل هذه الميادين. 3. وهوجذري لا يكتفي بدراسة المعطى، بل يتعداه إلى مسلماته. لذا لا تقرأ نصاً لفيليب سالم في أي موضوع كان إلا وتتعلم منه شيئا جديدا. فهو دائما يتخطى المتداول والمألوف إلى المصادرات التي بُني عليها هذا المألوف ليعيد النظر فيها. 4. وطنية فيليب سالم صافية بريئة نابعة من ابن من ابناء جبل لبنان الذين طمحوا أن يكون وطنُهم لبنان وطنَ الإشعاع والنور، مع ما واكب ذلك من الأزمات والحروب. لكن ما يميّز فكره، إلى التأكيد على عروبة لا شائبة فيها دون التخلي عن أي من حقوق الوطن الصغير وواجباته، اكتناه روح العصر والطابع البرغماتي العملي لما يدعو إليه.”

ومن جانبه، قال الدكتور أنطوان غصين: ” يقول الدكتور الشهير وليام أوسلر قبل أن تتعرف الى ماهية أي مرض أصاب شخصا، إبدأ بالتعرف الى ماهية الشخص الذي أصابه هذا المرض. كان فيليب يتعامل مع المريض قبل ان يتعامل مع المرض وكان الذي يلح عليه الدكتور سالم هوألوهية العمل الطبي وهو يعتبر مثل الكثيرين ان الحياة هبة من الله. والمسؤول عن صيانتها وترميمها اذا تعطلت هو الطبيب. فهو اذا يساهم بمساندة الخالق، وعمله الالهي. وبعد وبالاختصار يطيب لي أن اقترح على العزيز فيليب ان يزيد الى مفهومه عن ألوهية الطبيب مفهوم ألوهية المريض فيكون اللقاء الطبي ابدا ودائما بين آلهة يَشفون وآلهة يُشفون. قال ميشال شيحا إن كونا من دون شعر كارثة كونية وانا الطبيب اقول: إن كونا من دون اطباء كفيليب سالم وامثاله من الكبار اكثر من كارثة كونية.”

وقال الأستاذ طلال سلمان: ” أما في سياق التعرف إلى المشاهير وشبك علاقات الصداقة معهم، فلا مجال للمبارزة(بيني وبينه) لأن كل أسماء الأصحاب اللامعة يعرفون فيليب سالم ويلجؤون إليه في احوال الشدة، في حين لا نجد لا من يداوي ولا من يعين من الزمن الذي يكاد يستهلك أعمارنا.(….) ثم أن فيليب سالم رجل خارق، حارق ، درس في الجامعة الأميركية، لكنه نال مساعدة من المجلس الثقافي البريطاني لمدة خمس سنوات مع غرفة وحمام مستقلين…أما الآن فهو من يساعد. وقد رتّب لسفر أكثر من عشرين طبيبا لبنانياً وعربياً لمتابعة تخصصهم في أهم مراكز السرطان في أميركا …وحقق معجزة التعاون والتنسيق بين الجامعة الأمريكية والجامعة اليسوعية في بيروت، متجاوزاً كل الفروق والخلافات الدينية والثقافية واللاهوتية.(…) لقد كلفتني هذه الكلمات، ثلاث ليالٍ من القراءة عن هذا الطبيب، الأديب، الخطيب، المهيب، المصيب، العجيب، المنيب…”

وفي معرض تعليقها على صدور الكتاب، قالت المؤلِّفة مهى سمارة:” ركزت على إنجازات ومساهمات الدكتور سالم في الثمان والأربعين سنة الأخيرة. ما سيكتب عنه مستقبلاً أو ما سيكتبه هو ننتظره بشوق. إذ لا يزال أمام الحكيم الكثير من الأحلام والأفكار والأبحاث التي يوّد تحقيقها وله وحده الحق في الحديث عنها. سبعون قد تكون بداية الخريف وسن التقاعد للأغلبية. إنما ليس للبروفسور سالم، فلا حيويته الفكرية ولا حركته الدائمة ولا نشاطه الخارجي يوحي بذلك(…) لا أخفي إعجابي بشخصية الوالد أديب لأنه الصخرة التي قامت على ركائزها العائلة. ما قدمه الأب البطريركي الذي كان يتدخل في اختصاصات أولاده يتكامل مع ما قدمته الوالدة لميا مالك. ويعترف الدكتور فيليب أن القيم والمثل التي أخذها عن أمه لا تقل أهمية عما أخذه من الوالد. فمنها تعلم المحبة أهم قوة في الأرض، ومنها أخذ حلاوة اللسان وحسن الاستقبال وحب المساعدة وروح النكتة.”

ومسك الختام كان مع البروفسور سالم الذي قال: “النجاح أمر صعب الترويض ولذلك التواضع ضروري.هذه معركة تُخاض لذلك يجب أن ينجح الناجحُ في ترويض نجاحه… كما على الفاشل أن يستفيد من فشله. كل إمرئ لابدّ له أن يفشل، والذي لا يفشل هو الذي لا يعمل. فلذلك عليه إذا فشل أن يستفيد من فشله.” ثم تناول سالم علاقته بصاحب جريدة النهار ومؤسس دار نشرها الراحل الكبير غسان تويني: “أصبحت كاتباً بفضل هذا الصديق الذي شجعني أن أدوّن أفكاري وقال لي في إحدى سهراتنا في بيت مري: الأفكار التي لا تصاغ كتابة تزول.”

وفي الكتاب، الصادر عن داري النهار والساقي بنشر مشترك، يتم تسليط الأضواء على مختلف نواحي شخصية فيليب سالم من ولادته في بطرّام (الكورة) إلى دراسته في طرابلس وبيروت ونيويورك، إلى تدريسه في الجامعة الأميركية وعمله في مستشفاها إبّان الحرب، إلى الشهرة العالمية في هيوستون وأميركا وأوروبا.

يقع الكتاب في 5 أقسام. تروي الأجزاء الأربعة الأولى حياة فيليب سالم من طفولته إلى تأسيس “مركز سالم للسرطان” في هيوستن- الولايات المتحدة الأميركية، وتألّقه عالمياً في ميدان الأبحاث السرطانية وفي معالجة هذه الأمراض. كما يظهر مساهمة البروفسور سالم في رسم السياسة الصحيّة للولايات المتحدة من خلال عضويته في “اللجنة الوطنية الأميركية للرعاية الصحية” وصداقته مع ثلاثة رؤساء أميركيين وتعاونه معهم دون التخلي عن واقعيته في تقييم السياسة الأميركية وعن التزامه المبدئي بقضايا العرب.

القسم الخامس والأخير يبرز أهمية مساهمة البروفسور سالم في طب السرطان وإدخاله مفاهيم وممارسات جديدة في معالجة أمراضه، ونظرته العامة في الطب والقضية الصحية والتعليم العالي، ورؤيته الخاصة المتكاملة للبنان ولقضيته ولدوره الريادي في ميداني السياسة والثقافة، وأخيراً يحلّل الكتاب رؤاه الفلسفية الإنسانوية النابعة من معايشته اليومية للآمال والآلام، ومن عقلانية تفكيره وإلمامه بشؤون العالم المعاصر.

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com