بالصور – اللبنانية الأولى وفاء سليمان افتتحت منتدى المرأة العربية والمستقبل
افتتحت اللبنانية الأولى السيدة وفاء سليمان صباح اليوم الدورة السادسة من “منتدى المرأة العربية والمستقبل – NAWF” الذي تستضيفه بيروت، تحت عنوان “تفعيل طاقات المرأة العربية في ريادة الأعمال”، وتنظمه مجموعة “الاقتصاد والأعمال” ومجلة “الحسناء” بالتعاون مع المعهد الفرنسي في لبنان على مدى يومين (1 و 2 آذار/ مارس) في فندق الموفنبيك.
حضر الافتتاح نحو 400 مشارك من 16 بلداً، يتقدّمهم الوزير الأسبق د. جهاد أزعور والوزيرة السابقة منى عفيش ومديرة الوكالة الوطنية للإعلام لور سليمان إضافة إلى سفراء ورؤساء وممثلين عن المنظمات النسائية اللبنانية والعربية والدولية، وناشطات وناشطين في مختلف المجالات السياسية والثقافية والفنية والمجتمع المدني ومجتمع الأعمال.
وتحدث في حفل افتتاح المنتدى اللبنانية الأولى وفاء سليمان، والرئيسة الفخرية للمنتدى النائب بهية الحريري، ونائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية ليلى الصلح وسفير فرنسا في لبنان باتريس باولي، ورئيس تحرير مجلة الحسناء والرئيس التنفيذي للمنتدى د. نادين أبو زكي.
وفاء سليمان:
اللبنانية الأولى نوّهت خلال كلمتها بأهمية المنتدى لاستطلاع كيفية تفعيل طاقات المرأة في مجالات الأعمال المختلفة، وريادتها. فمن الواضح أن قدرة المرأة على الإبداع وطاقتها على إنشاء وإدارة الشركات هما مصدران مهمان للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. لكن لسوء الحظ هما أيضاً مصدران مستثمران بمستويات منخفضة بعيدة من إمكاناتهما الفعلية. وفي خضم الصعوبات الاقتصادية التي نتخبط فيها، ليس من المسموح أن نهمل هكذا خزاناً وهكذا طاقة.
وأشارت إلى عوائق عدّة تكبّل المرأة في عالم الأعمال يجب العمل على تذليلها، وهي عوائق تقليديّة في الدرجة الأولى إذ عوّدنا المجتمع أن نرى الرجل صاحب المبادرات والمسؤول الأوّل عن العمل والمدخول والثروة. ولتخطّي ذلك يجب تعميم المعلومات عن السيّدات الناجحات وتكريمهنّ عبر الإعلام لخلق مثال ونموذج لباقي السيدات. أما العائق الآخر فهو مالي ومتأثّر بما سبق، لأنّ النظرة إلى المرأة ما زالت تحتوي شكّاً في قدرتها على إدارة الاستثمارات وصدقيّتها الماليّة.
ولفتت سليمان إلى أن تخطّي هذه الصعوبات يتطلّب العمل في اتجاهات مختلفة:
أولاً، يجب كسر الصورة النمطيّة أنّ للرجل وحده مسؤوليّة العمل والشؤون الماليّة لأنّه وحده مؤهّل للقيام بهذا الدور. ويتم ذلك من طريق التربية والتدريب المهنيّ. فإضافةً إلى تزويدهنّ بالقدرات الثقافيّة والتقنيّة، علينا أن نغرس في أذهان شابات مجتمعاتنا فكرة أنّ عليهنّ أن يتوقعنّ أن تكنّ مستقلّات اقتصادياً وأن تنظرن إلى ريادة الأعمال كعمل مستقبلي واعد، خصوصا أنّها تتلاءم مع ما قد تفرضه عليهنّ ظروف الحياة من أمومة وإدارة منزليّة، ذلك أنّ العمل المستقلّ يتمتّع بمرونة في الوقت وفي مكان الممارسة. كما أنّ غلاء المعيشة الدائم قد يفرض ضرورة مدخول إضافي على مدخول الزوج لتلبية احتياجات العائلة.
ثانياً، ينبغي تحويل الخوف على الإقدام، وخصوصا لدى الشابات الأصغر سنّاً، إلى ثقة أكبر بالنفس وذلك من طريق تطوير الشعور لديهنّ بأنّهنّ يملكن الطاقات الكافية لإدراك الفرص واستغلالها على أفضل وجه. وهذا الشعور يتطوّر مع التدريب والخبرة.
أما على الصعيد العملي فيجب وضع إجراءات خاصة بالمرأة لمساندتها في مسيرتها لتأسيس الأعمال والشركات وتطويرها. إحدى هذه الإجراءات تمّت من خلال إطلاق أول شبكة “مرشدين” (mentors) في أوروبا العام الفائت. هذه الشبكة تضمّ 17 بلداً أوروبياً ويشترك فيها 170 “مرشداً”. ويقوم المرشد أو المرشدة بلقاء السيّدات اللواتي ينوين تأسيس شركة أو قد أسّسن شركة وتجدن بعض الصعوبات في تطويرها، بشكلٍ دوري للتشاور بالقضايا الخاصة بشركتها آنيّة كانت أو استراتيجيّة.
هذا في ما خصّ الورشة على النفس، أما في ما يتعلّق بالإجراءات فأهمّها بلا ريب ما يخصّ التمويل. ولا بدّ هنا من وضع خطّة عمل مفصّلة تشمل الحصول على دعم المصارف المركزيّة بالتعاون مع المصارف لاستحداث منتجات مصرفيّة جديدة منها قروض ميسّرة على غرار ما تقدّمه مؤسسة “كفالات” في لبنان. وكذلك، في هذا المجال، يجب استغلال إمكانات مؤسسات كـ “بادر” في لبنان المختصّة بحضانة الشركات الناشئة لمساعدتها في الانطلاق.
وكشفت سليمان أن “الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية” قامت مؤخراً بتجهيز ثلاثة مراكز لتدريب المرأة في المناطق النائية والريفية، للمساهمة بتمكين قدراتها، وبناء مهاراتها مهنياً وحرفياً. إن هذه الخطوة، بالرغم من تواضعها، تنبع من رؤية ثابتة لدينا، بأن المسيرة التي ستقود المرأة إلى تنمية فرص عملها في مجال ريادة الأعمال، لا بد من أن تنطلق من محطة أساسية، وهي التعليم والتدريب وتعزيز المهارات.
بهية الحريري:
بدورها، أشارت النائب بهية الحريري إلى أن الألفية الجديدة شهدت خطوة مهمة في مسيرة المرأة العربية، مع إقرار الجامعة العربية في العام 2000 تاريخ الأول من شباط يوماً للمرأة العربية. ثم أسّسنا مع جامعة الدول العربية والمجلس القومي للمرأة في مصر ولجان المرأة في كلّ الدول العربية أول قمة للمرأة العربية في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2000. التي انبثقت عنها منظمة المرأة لجامعة الدول العربية. متوجهةً بتهنئة خاصة للمرأة السعودية لانضمامها إلى مجلس الشورى بنسبة تليق بجهودها وكفاءتها.
وأضافت: إنّنا في هذه الأيام الصّعبة التي يعيشها لبنان والمنطقة، حيث نعيش مع أهلنا النّازحين كلّ آلامهم، ونشاركهم التضحيات الجسام التي يدفعونها من أجل الحرية والعدالة. فإنني رغم ما أشعر به من أعباءٍ وقلق، إلاّ أنّ إيماني بالمرأة العربية والشّعوب العربية يجعلني على ثقة بأنّ المستقبل سيكون أكثر ازدهاراً واستقراراً. وبأنّنا قادرون على بناء مجتمعاتنا ودولنا بما يليق بتضحياتنا، وبكفاءة بناتنا وأبنائنا.
وإنّنا نتطلّع إلى شراكة حقيقية مع المجتمعات الصديقة لإعادة بناء الثقة التي تداعت بسبب ما عاناه أهلنا من ذلٍّ على مدى عقود طويلة، وقف فيها المجتمع الدولي عاجزاً أمام غطرسة إسرائيل وجبروتها واحتلالها الأرض واعتمادها العدوان تلو العدوان، ناهيك عن الإعتقال والتّعذيب وانتهاك شرعة حقوق الإنسان أمام عجزٍ دولي عن مساءلتها ومحاسبتها. إنّنا نحتاج بكلّ ثقة إلى إعادة بناء الثقة، ولا أجد ذلك أمراً صعباً إذا اعتمدنا جميعاً على البديهيات التي جاءت في شرعة حقوق الإنسان.
وختمت الحريري بالقول: كنت أتمنى أن تكون كلمتي أكثر ودية وأكثر أملاً. ولا يسعني إلاّ أن احترم الجهود الجبّارة التي تقوم بها مجلة الحسناء ومجموعة الإقتصاد والأعمال لإنجاح هذا المنتدى في هذه الظروف الصعبة، وأن أُقدِّر إيمانهم بلبنان وبريادة المرأة العربية.
ليلى الصلح حماده:
الوزيرة ليلى الصلح حماده، لفتت في كلمتها إلى أن مواكبة المرأة للأحداث والتطورات السياسية والاقتصادية المتسارعة منذ تسعينات القرن الماضي، ودخولها إلى عالم الأعمال ونجاحها وتألقها بدأ يتوسع يوماً بعد يوم وبات يمثل في القطاع الخاص مصدر قوة ودفع قد يعول عليهما لإحداث تغيير جوهري في ثقافة الأعمال وجعلها أكثر انسانية وأقل جشعاً وتسلطاً. ففي الولايات المتحدة الأميركية، عشرون امرأة يترأسن مجالس إدارات أو هن مديرات عامات في أكبر خمسماية شركة أميركية تتحكم بالبورصات الأميركية، من دون أن ننسى أن الطاقة في البرازيل بيد امرأة. وفي أواخر الثمانينات من القرن الماضي، امتلكت النساء الأميركيات نصف الشركات الأميركية، وبدأن يحصدن سنوياً ثلث شهادات الماجيستير في إدارة الأعمال. وهكذا، لم تعد السيدات في مجال الأعمال يعتبرن استثناءً، بل جزء لا يتجزأ من عالم يضج بالثورات التكنولوجية والتقدم العلمي.
طارحةً السؤال التالي: لكن أين المرأة العربية من كل هذا؟
وأجابت الصلح: مما لا شك فيه أن دخول المرأة العربية إلى عالم الأعمال وإن تأخر إلا أنه بات محتماً ويفرض نفسه شيئا فشيئا بالرغم من غياب عوامل التحفيز كالبيئة المشجعة واستمرار التحديات الناتجة عن عدم توفر الأرضية الديمقراطية وسيطرة الأعراف والعادات والتقاليد على المجتمع، إذ لا يمكن للمرأة وخصوصاً في الدول العربية أن تحقق ذاتها في مجال الأعمال إلا إذا أعطيت كل حقوقها القانونية: حق التملك، حق السفر، حق الكيانية، حق احتلال مراكز رسمية، حق العمل، حق الأجر العادل، حق التعلم، حق التفاوض وتوقيع العقود، حق المعاملة بالمثل، وحقوق تؤمن الحد الأدنى من الاستقلالية في مسائل الزواج والطلاق والدين.
وختمت الصلح قائلةً: إن منتدى المرأة العربية والمستقبل يعمل منذ سنة 2007 على تطوير كفايات المرأة العربية في مجال الأعمال، وعلى إرساء شبكة علاقات دولية تربط بين جميع نساء الأعمال على الصعيد العالمي، من أجل تبادل الآراء والخبرات، والنصائح والتجارب على مستويات استراتيجيات الإدارة والإنتاج والتمويل والمنافسة. وقد عوّدنا هذا المنتدى دائماً على الجرأة والكلمة الصادقة وعودنا على تقويم الأوضاع في لبنان والوطن العربي بكل واقعية وشفافية. وعليه فإنني أطالب مجموعة الاقتصاد والاعمال ومجلة الحسناء بضرورة مواصلة المسيرة من أجل اقتصاد مزدهر وأعمال ناجحة في وطننا العربي.
باتريس باولي:
من جهته، أعرب سفير فرنسا في لبنان باتريس باولي عن سروره للمشاركة في الدورة السادسة لمنتدى المرأة العربية والمستقبل. موضحاً أن فرنسا تدعم المبادرات المطورة والمحفزة للمرأة في لبنان والعالم العربي في سبيل الوصول إلى المساواة بين المرأة والرجل وتمكين المرأة بشكلٍ عام، وذلك من خلال دعم الجمعيات الأهلية الداعمة للمرأة لاسيما في جنوب لبنان، وتنظيم والمشاركة في حلقات نقاش وورش عمل بين جهات فرنسية ولبنانية مدنية واجتماعية لتفعيل دور المرأة والحد من العنف ضد النساء، وتشجيع المبادرات والمشاريع الفنية المرتبطة بمواضيع حول المرأة من خلال حثّ المؤسسات المالية على تقديم الدعم لهذه المبادرات. إلى ذلك فإن دعم المرأة والمطالبة بحقوقها في المجالات المهنية والتربوية والوظيفية، لاسيما المرأة الفرنكوفونية، يُعدُّ من أولويات الدبلوماسية الفرنسية، ويندرج في إطار ذلك رعاية رئيس الجمهورية الفرنسية للمنتدى الأول للمرأة الفرنكوفونية والذي سيعقد في باريس بتاريخ 20 آذار/مارس.
وختم باولي قائلاً: إننا في السفارة الفرنسية سعداء بدعمنا منتدى المرأة العربية والمستقبل للعام الثاني على التوالي، لما لهذا المنتدى من دور في الإضاءة على إنجازات المرأة في العالم العربي والتحديات التي تواجهها ودورها كشريك أساسي في التنمية الاقتصادية وتقدم المجتمعات، فضلاً عن طرح الآليات والمبادرات اللازمة لتفعيل هذا الدور.
نادين أبو زكي:
وكان حفل الافتتاح قد استُهل بكلمة معبرة للدكتورة نادين أبو زكي أكدّت فيها على أهمية أن يكون لدى روّاد الأعمال الحلم والطموح والجرأة لتحقيق الريادة والإبداع، وعدم الخوف من التجربة والفشل لأنهما الطريق إلى النجاح. مشدّدةً على أنه حان الوقت للخروج من حالة السبات والجمود التي نعيشها كنساء عربيات، والإقدام على إطلاق المبادرات واقتناص الفرص للحدّ من البطالة وتوفير فرص الأعمال.
ونوّهت بأن طرح المنتدى في دورته السادسة لقضية تفعيل طاقات المرأة في ريادة الأعمال يستهدف تحديد الآليات والبرامج الملائمة لتحقيق أحلام الشابات والنساء العربيات على أرض الواقع، حيث يركز المنتدى هذا العام على سبل تعزيز روح المبادرة لدى المرأة العربية، لاسيما على مستوى المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة، وخصوصاً في المناطق الريفية، وكيفية إسهام هذه الحركة في إيجاد فرص عمل جديدة وتأمين تنمية مستدامة. إلى جانب إلقاء الضوء على السياسات والمبادرات الرامية لدعم ريادة الأعمال، ومن ضمنها آليات تمويل المؤسسات الناشئة الصغرى والصغيرة والمتوسطة، والتعليم والتدريب في مجال ريادة الأعمال. فضلاً عن استعراض قصص نجاح مُلهِمة في مجال ريادة الأعمال.