رأي خاص- تعدّدت الأسباب وفشل الحلقة الاولى من برنامج (اكس فكتور) واحد وخيبة أمل شعبية عارمة
تعدّدت الأسباب والنتيجة واحدة، برنامج X Factor بحلقته الاولى جاء مخيّباً للآمال ودون كل التوقعات، خاصة بعد الحملة الدعائية التي رافقته على انه أضخم وأهمّ وأكبر برنامج للهواة، فتبيّن انه برنامج هاوٍ لا يصلح حتى ان يُقارن بأي برنامج آخر للهواة .
واستناداً الى الحلقة الاولى التي يصرّ دائماً القيّمون على هذه البرامج ان يكون وقعها قوياً لكي تؤثّر ايجاباً على المشاهدين، يمكن الجزم ان هناك تفلّتاً في مكان ما في البرنامج بحيث تسوده الفوضى وينقصه “الترتيب”، فيعطيك انطباعاً انه من صنع هواة في عالم الترفيه لانه لا يشبه -لناحية الاحتراف- نسخته الاجنبية الاصلية بشيء، فجاء تنفيذ النسخة العربية مخيباً للآمال ودون المستوى ان لناحية الاخراج او الانتاج او المونتاج، او لناحية التنسيق بين اعضاء لجنة التحكيم اوالموسيقى واختيار الاغنيات او لناحية فوضى المسرح وازياء المشتركين . وباختصار شديد وكي لا ازيد الطين بلّة، يمكن القول ان الحلقة الاولى لم تكن موفّقة ابداً ولم تكن ممسوكة جيداً فغاب الاحتراف وانعدم الرقي في تفاصيل تنفيذ البرنامج .
بداية مع افتتاح البرنامج الذي شهد تضارباً بالمعلومات وخطأ في الاعداد-لا يمكن تبريره -لناحية التعريف عن النجمة اللبنانية اليسا بأنها فائزة مرتين بجائزة World Music Awards وهي في الحقيقة فائزة ثلاث مرّات . وحتى لو اعتذر القيّمون على البرنامج عن هذا الخطأ الاساسي على صفحتهم الرسمية على موقع التواصل “تويتر” لاحقاً، الا انه يبقى اساسياً ليس لأنهم غفلوا عن المرّة الثالثة لأن اليسا نجمة بجائزتين او بثلاث، انما لأن هذا الاهمال يعني انهم غير محترفين ولم يقوموا بفرضهم بالشكل الصحيح والدقيق.
اما المشتركين، فحدّث ولا حرج، وربما الحلقة الاولى قدّمت لنا أسوأ فوج من الهواة لم تشهد له المحطات العربية او البرامج الترفيهية مثيلاً، الا اننا بالمقابل سمعنا بالامس تأوّهات اعضاء لجنة التحكيم “عن فجّ وغميق” كما نقول في لبنان لنعني ان اعضاء اللجنة بالامس بالغوا بتوزيع “الآه” بشكل منفّر وغير مبرّر، فنحن في منازلنا لم يبهرنا اي مشترك ولم نكتشف موهبة استثنائية واحدة “عليها القدر والقيمة” وبعض الاصوات ربما جيدة ومقبولة ولكن ليست جيدة جداً ليُجيّر لها كل هذا الانفعال والمبالغة بردّة الفعل والوقوف والتصفيق ، فأعضاء لجنة التحكيم “بدهم يروقوا شوي” وليس من الضروري ان يفضحوا شدّة حماسهم وفرط سعادتهم للمشاركة في البرنامج وكأنهم “مش مصدقين”!!
اما مشاركة اعضاء لجنة التحكيم وائل كفوري، كارول سماحة، حسين الجسمي واليسا ، فمن المبكر جداً الحكم عليها لاننا نحتاج لأكثر من حلقة لنكون منصفين، الا ان الانطباع الاول الذي شكّلتهُ عنهم بالامس يؤكّد ان ادواراً منوّعة وزّعت عليهم وكانوا ملزمين بها ، فهناك المسالم الطيب والمشاغب “الحربوق” والجديّة القاسية واللطيفة المعتدلة، الا ان الانسجام غاب بينهم فشعرنا ان احدهم حاول فرض ترأسه للّجنة والتذاكي على باقي الاعضاء، الا انه مُنيَ بالفشل فقوبل اصراره بممانعة ومقاومة جديّة من قبل باقي النجوم لذا لا استبعد ان تشهد الحلقات المقبلة على صراع حقيقي بين اعضاء لجنة التحكيم وليس صراعاً مفتعلاً كما نشاهد في باقي البرامج.
ويؤسفني حقاً الخلط بين لجنة التحكيم والبرنامج، فتختلط الامور على معجبيهم فيكشّرون عن انيابهم كلما انتقَد احدهم البرنامج ، فالبرنامج ليس اليسا ولا حسين ولا وائل ولا كارول، وهم جزء منه ولا يختصرونه وعليهم ان ينأوا بأنفسهم عن كل انتقاد يتعرض له البرنامج فلا يتحوّلون الى محامي دفاع عنه .ونحن اذ نتفهّم دفاع بعض الصحافيين المسبق عن النجوم لان ربما علاقة جيدة تربطهم بهم على المستوى الشخصي او بشركتهم “روتانا” المنتج الشريك في هذا البرنامج ، الا ان هذا لا يعطيهم الحق لأن يشتموا من لم يعجبه البرنامج او من ينتقده او يبدي ملاحظات عديدة حوله…
أخيراً لا يسعنا الا ان نقول ان الحلقة الاولى من برنامج X factor سجّلت سابقة لناحية عدد التغريدات السلبية المندّدة بالبرنامج على “تويتر” الذي يُعتبر اليوم المرجع الشعبي والمقياس الأول لنجاح او فشل اي برنامج، فلا نستند على ال rating لأن كل الوطن العربي كان بالامس بانتظار برنامج X Factor بعد الحملة الاعلانية الضخمة التي رافقته فربما سجّل البرنامج اعلى نسبة مشاهدة وليس اعلى نسبة معجبين ان استثنينا جمهور اعضاء لجنة التحكيم؟
يتبع…