تغطية خاصة بالفيديو- الصحافية جومانا حداد اما مهووسة بالرجل اما مهووسة باثارة الجدل وتعلن الحادها وتنكر الوطن
أجرى الاعلامي ميلاد حدشيتي مقابلة حصرية مع الكاتبة، الشاعرة والصحافية المناضلة جومانا حداد ضمن برنامجه “ناس وناس” الذي يعرض مساء كل سبت على شاشة المستقبل.
جومانا حداد ارادت دائماً ان تكون العلامة الفارقة في عالم الصحافة والكتابة، سلباً او ايجاباً لا يهمّ شرط ان يتداول الناس بإسمها وهذا ما أكّدته لنا حلقة الامس حيث اعتمدت أسلوب “خالف تعرف” لتكون حديث الناس في اليوم التالي ولا شك انها نجحت في ذلك.
ظهرت جومانا بعلامة واضحة هي عبارة عن وشم يمثّل كلمة “حرية” على يدها وأكدت انها وبكل وضوح مع الحرية بكامل مجالاتها خاصة في الفكر والتعبير ولا تستطيع العيش خارج هذا الاطار.
ثم أضافت أنها في أثناء كتابتها لكتاب سوبرمان عربي تذكرت أول قصيدة كتبتها كانت بعنوان “حرية” وتمنت لو تختتم حياتها الشعرية بقصيدة أخيرة تحمل نفس العنوان.
ولا تعتبر جومانا أبداً ان الحرية مجرد وهم، فحين وضعت هذا الوشم على يدها بصورة ظاهرة كان بهدف أن تراه يومياً لتعمل على ذلك. وأوضحت أن هذا التكرار اليومي لا يمكن أبداً أن يخلق نوعاً من الملل عندها.
وبالنسبة لمجلتها “جسد” التي تهتم باداب الجسد وعلومه وفنونه، استغربت جومانا طرح السؤال “لماذا الكلام عن الجنس”؟ فبرأيها السؤال هو” لماذا عدم الكلام عن الجنس”؟ ولهذا السبب بالذات كانت فكرة انشاء مجلة “جسد”. مع التذكير هنا بأن هذه المجلة تعالج مواضيع أخرى كالعنف مثلاً أو تأليه العذرية في العالم العربي. وأضافت أن الكتّاب في العالم العربي كانوا من أوائل من تكلم على الجنس، فالجنس حاضر في حياتنا اليومية وفي كتاباتنا.
ونفت جومانا أن يكون لادب الايروتيك اي تأثير سلبي على المراهقين بل المشكلة هي أن نختبأ وراء اصبعنا، فالمراهقون اليوم منفتحون عبر الانترنت على كافة المواضيع ولا يجب أن ننسى أن هذه المفاهيم الخاصة التي يتربى عليها الشباب من خلال الانترنت تساهم بترسيخ الجهل عندهم وتشويه المعطيات لذلك يجب أن نتكلم بوضوح ويجب أن نفهم جسدنا فالانفصال بين الرغبات والمعيشة، يخلق مشاكل نفسية واجتماعية.
كما أعلنت جومانا أنها تدافع وبشراسة عن الحرية المترافقة مع المسؤولية، الحرية الواعية الذكية المثقفة لذا فهي تشجّع على التوعية من خلال دروس التوعية الجنسية في المدارس حتى لا يلجأ شبابنا وشاباتنا الى الثقافة المزعومة من المجلات وغيرها.
وصرّحت جومانا أن سبب توقف مجلة “جسد” منذ سنة تقريباً هو غياب الدعم المادي وغياب الاعلانات مع انها استمرت بالصدور سنتين رغم الضغوط والتهديد. وهي بصدد اعادة اصدارها من جديد على الانترنت لانه أقل كلفة وهنا نفت مقولة أن “الجنس يبيع” لان الجنس لم يكن أبداً مروِّجاً لمجلتها، فالمجلة تعتمد على الجملة المكتوبة قبل الصورة البصرية. واعترفت أن أبرز من حارب مجلتها هم المتطرفون الدينيون بالاضافة الى أن هناك من حاربها علناً وتابعها سراً فللأسف مجتمعنا يعاني من الازدواجية.
أما بالنسبة لكتاب “هكذا قتلت شهرزاد” الذي تضمن اعترافات امرأة عربية غاضبة،اعتبرت جومانا أنه ينقصنا الغضب في العالم العربي فنحن نعيش كلّ يوم أسباباً وأسباباً عدّة تدفعنا للغضب لاننا في دولة تفتقر حتى لأدنى وسائل الحماية ومع أن المرأة اللبنانية تتمتع بهامشٍ من الحرية الا أنها ترى أن وراء هذا القول كذبة كبيرة فالمرأة اللبنانية تعاني من التمييز والعنف والاجحاف بالقوانين…
ورداً على سؤالها عدم الرحيل خارج البلد، فأرجعت جومانا ذلك لسببين، أولاً أنها تكتب عن أمورٍ من صلب الوجع وانتقالها يخفف من مصداقيتها في معالجة الأمور اذ أنها لا تفصل بين الكاتبة والانسانة. أما السبب الثاني فهو التحفيز الموجود هنا اذ أننا نشعر دائماً اننا نعيش في ورشة عمل، فهناك الكثير من الأمور بحاجة للعمل عليها.
وتوضيحاً لفكرة الكتاب اعتبرت جومانا أنه كان من الضروري قتل شهرزاد لتعيش حرّة فاذا كان دور شهرزاد ايجابياً في ذلك الزمن أما اليوم فالمرأة لا يجب أبداَ أن تتنازل عن السلطة لتحصل على حقها فلا يجب لشهرزاد أن تعطي وتعطي فقط من أجل أن لا تموت. واستطردت جومانا هنا أنه لا يجب المساومة أبداً على حقوقنا الأساسية فالأمومة سلطة كبيرة وعلى النساء أن يُحسنّ استخدام هذه السلطة خلال تربية أولادهن ولا يجوز اطلاقاً التنازل عن هذه السلطة.
وبصراحة مطلقة أعلنت جومانا أنها تشنّ حرباً على المؤسسات الدينية وعلى الدين في انٍ معاً فقد بدأت بالثورة على المؤسسات الدينية ثم وبعد دراسة الفكر الديني رأت أن المشكلة ليست بمن يوصل الرسالة بل بالرسالة ذاتها ففي الديانات الثلاث على المرأة أن تطيع وان تؤدَب. فمثلاً في كلام القديس بولس انتهاكاً كبيراً لكرامة المرأة. وبكل وضوح أعلنت جومانا أنها ملحدة لا تؤمن بوجود الله، وهي تتوجه الى كل امرأة مهما كان دينها فالخيار الديني موضوع قرار خاص لا علاقة له بكيفية الحياة بل يجيب فصل الدين عن الدولة.
وكشفت أنها لا زالت تبحث عن الحقيقة التي لا تعتبر أنها موجودة في الايمان حتى في حالات الضعف فهي لا تلجأ الى الايمان بالله، فباعتقادها أن الانسانية هي التي تجعل الانسان انساناً وليس الأديان ولا فرق بين المؤمن أو غيره وهي لا تقنع نفسها بوجود قوة كبيرة تعطي الأمان تشكّ أصلاً في وجودها. وبطبيعة الحال وانسجاماً مع تفكيرها فهي مع الزواج المدني.
أما عن كتابها سوبرمان عربي، صرحت جومانا أنها ومنذ صغرها وخلال مشاهدتها لأفلام سوبرمان كانت منحازة الى الرجل الحقيقي الخجول الكريم فبلورت هذه الفكرة في هذا الكتاب موضحة انها ليست ضدّ الرجل العربي بل ضدّ الذكورية العربية فالمجتمع العربي يجعل المرأة في حالة تأليه دائم للرجل.
ولدى سؤالها عن نشاط مجموعة بلاك بلوك المصرية المناهضة للاغتصاب والمعارضة للسلطة المصرية اليوم أيدت جومانا نشاط هذه المجموعة وصرحت أنه يجب على المرأة أن تدافع عن نفسها بكل الوسائل ولو حتى بالسكين فهي ضد تحويل المرأة الى ضحية واعربت عن اعجابها بكفاح الشعب المصري ضدّ من خطف الثورة منه فما حصل اليوم ليس هذا هو التغيير الايجابي المطلوب فالثورات طويلة ومستمرة لذا فهي لا تسمي ما يحصل اليوم بالربيع العربي بل اخر شتاء، فالمسيرة طويلة.
أما عن رأيها باستخدام المرأة لعريّها للفت النظر اعتبرت جومانا أن هذا مضاد للهدف الذي تسعى اليه.
وأعربت جومانا عن فخرها واعجابها الشديد بالسيدة بسمة الخلفاوي زوجة المناضل التونسي شكري بلعيد الذي اغتيل مؤخراً في تونس فهي لم تلبس الاسود ونزلت الى الشارع للتظاهر في نفس يوم الاغتيال. وأعلنت جومانا عن رفضها لفكرة الاستشهاد مستغربةً أن تعبر أمٌ عن سعادتها لاستشهاد ابنها في سبيل أية قضية فليس ما يستأهل الاستشهاد ولا حتى الوطن فبرأيها الحب أهم من الوطن، اذ أن الوطن ورثناه ولم نختاره والوطنية كذبة الا اذا أعدنا التفكير وأعدنا اختيار الأرض والوطن والأهل.
واعتبرت جومانا أن زوجها الحالي “عقل العويط” هو رجل نسوي مناصر للمرأة وهي تعمل اليوم بمساعدته على تأسيس مؤسسة “رجال من أجل النساء”. وبكل بساطة أعربت عن صوابية عدم تواجدها مع زوجها في شقة واحدة فهما يعيشان في شقتين منفصلتين اذ لكل منهما أسلوب حياته وعمله.
وعن رأيها بالزواج المبكر، أعلنت جومانا أنها اختارت الزواج المبكر في زواجها الاول وكان الدافع لذلك كما هو الحال في أغلب حالات الزواج المبكر عند الفتيات هو الحصول على الاستقلالية والعيش بحرية فبالنسبة اليها كان ذلك الزواج جواز عبورٍ الى الحرية، واعتبرت أن من ايجابيات الزواج المبكر والانجاب المبكر هو تقلّص المسافة العمرية بين الاهل والاولاد. وأعادت التأكيد على ضرورة أن يكون قانون الاحوال الشخصية في لبنان قانوناً مدنياً حتى لا نضطر الى اللجوء الى الزواج المدني خارج لبنان أو الى تغيير المذهب للحصول على الطلاق كما فعلت حين انتقلت من المذهب الكاثوليكي الى السريان الاورتوذكس.
وعن رأيها في كتابات الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي شددت جومانا أنه يجب على النساء أن يتكلمن عن موضوع المرأة أكثر من الرجال فعند الرجل أحياناً يتحول موضوع المرأة الى سلعة في الأدب بهدف التسويق وبرأيها أن هناك نقصٌ في عدد الكاتبات وأعادت تأكيد رفضها لان تستخدم المرأة مفاتنها الجسدية لعرض قضاياها فهذا برأيها ضمن اطار العقلية الذكورية فليس دائماً الرجل هو العدو بل المرأة أحيانا تتواطأ لتسلّع نفسها.
ومن المحزن أن المرأة عندما تخوض التجربة السياسية نرى نماذج غير مشجعة، والكوتا النسائية هي عبارة عن ترضية فيها تمييز معلنةً رغبتها الترشح للانتخابات القادمة وذلك بتشجيع من العديد ممن يقرأون لها موضحةً أن السياسة لا تغريها فهي تفضل أن تكون في بيتها وتكتب. وأضافت جومانا أنه اذا بقي القانون الانتخابي كما هو لا حظّ لها في النجاح بالانتخابات مشيرة الى أنها خليط من كاثوليك الى سريان أورتودوكس متزوجة من ابن الكورة وستترشح في بيروت؟!
وأعربت جومانا عن سعادتها وقتاعتها كونها امرأة فهي لا ترغب أن تكون رجلاً ولا أن تحاربه كما أنها لا تكره الرجل بل تحارب الذكورية مكررةً أن هناك نساء تحارب المرأة أكثر من الرجال وهناك رجالٌ داعمون لقضايا المرأة كما طالبت المرأة بعدم اللجوء الى العنف في التعبير وعدم خسارة الانوثة.
وقد شددت جومانا على أنها لا تحب التنظير، ففي كتابها أحياناً تلجأ للكلام عن نفسها في بداية كل قسم نثري لتكون أكثر واقعية وصدقاً فهي تفضل أن تكون انسانة على أن تكون كاتبة.
وأخيراً أشارت جومانا الى أنها في حال دعوة شخص الى عشاء سري تدعو حبيبها، واعتبرت أن الرئيس السوري بشار الاسد هو ديكتاتور وسوبرمان عربي وبرأيها أنها لم ترتكب الكثير من الذنوب والاخطاء ولكنها تعلمت من اخطائها كي تتقدم الى الامام، ومن عاداتها السيئة انها تحب دائماً ان تتحدى نفسها وهذا أمرٌ متعب مع أنه محفّز.
شاهدوا الفيديو