تغطية خاصة بالفيديو – بولا يعقوبيان تشدد على ضرورة اقرار الزواج المدني الاختياري في لبنان وهكذا ردّت على النائب خالد الضاهر
أجرى الاعلامي أنطوان سعد حواراً مباشراً مع الاعلامية بولا يعقوبيان حيث تحدثت بكل وضوح عن رأيها في قرار الزواج المدني الاختياري وعن قانون الانتخاب، وعن بعض المتفرقات العربية والاقليمية في المنطقة.
بدايةً تحدثت بولا عن موضوع الزواج المدني الاختياري في لبنان حيث دعت المواطنين ليفكروا بحلم وطن في لبنان وبفكرة المواطنة وكيفية تعزيزها من خلال مشروع الزواج المدني، مشيرة الى أنها لاحظت من الكتابات على مواقع التواصل الاجتماعي أن البعض اعتقد أن هذا الزواج هو ضد الدين، فأكدت بولا أن الزواج المدني ليس له علاقة لا بالدين ولا بالمعتقدات لاي شخص موضحة أنه ممكن لاحد أن يتزوج حسب ديانته ولكن يسجل الزواج على الطريقة المدنية.
وأضافت أن البعض يعتقد أن الزواج المدني هو ممنوع في لبنان مؤكدة أنه ليس ممنوعاً فهناك عشرات الالاف من الزيجات في لبنان منذ قيام دولة لبنان الكبير الى حدّ اليوم تتزوج خارج لبنان مدنيا وتسجل زواجها في لبنان وبهذا يكون القاضي اللبناني ينفّذ القانون القبرصي أو التونسي أو التركي أو غيرها من الدول التي لديها قوانين زواج مدني.
وأضافت بولا أنها قد تحدثت منذ سنوات عن هذه المسألة ولكن لم تعِد فتحها لانها لاحظت الجهل وعدم الوعي تجاه هذا الموضوع، ولكن اليوم قدّم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان فرصة جديدة لاقامة مشروع ليجمع اللبنانيين على أساس فصل مذهبي وعلى أساس اختلافاتنا كما لفتت الى أن المؤيدين لهذا المشروع هم من كل الطوائف.
وأكّدت بولا أن ليس كل رجال الدين معارضين للزواج المدني مشيرة الى أن البعض منهم يقول أن الزواج هو سرّ، فأوضحت أن لا خلاف على أن يتزوج المسيحي في الكنيسة والمسلم يتزوج على الطريقة الاسلامية ولكن هناك امكانية جديدة وخيار للاخرين. وأضافت أننا نمنع الزواج المدني فقط عن الفقراء لان الأغنياء يستطيعون أن يدفعوا تكاليف السفر ليذهبوا الى دولة أجنبية حيث يتزوجون مدنياً.
وكشفت بولا أنها متزوجة زواجاً مدنياً مشيرة الى أن الثنائي خلود ونضال تزوجا زواجا دينيا ولكنهما أرادا تسجيله مدنيا.
وفي مداخلة هاتفية لنائب منطقة عكار الاستاذ خالد الضاهر، الذي اعتبر أن الزواج المدني الاختياري يعارض المفاهيم الدينية السائدة في لبنان فبرأيه أن القوانين يجب أن تكون ذات شمولية مضيفاً أن ميزة لبنان هي التنوع، والاحوال الشخصية هي قضية أساسية في المكونات اللبنانية.
ولفت الى أن الحرية هي أمر مقدس عند الله، وقضية القوانين لا يمكن للاديان أن تشرّع عكس ما هي مؤتمنة عليه يعني في الدين الاسلامي هناك تشريعات وقوانين هي أساس المبادىء الاسلامية فلا يمكن لرجال الدين أن يكونوا مؤمنين في هذه المبادىء وغير مؤمنين بها.
واعتبر الضاهر أن هناك حلاً بسيطاً لهذا الموضوع، مشيراً الى أنه في ظل الحرية المطلقة للانسان توجد في لبنان اليوم 18 طائفة فلتكن الطائفة التاسعة عشر طائفة العلمانيين الذين لا يريدون الالتزام بالمبادىء الدينية التي تحكم المجتمع وأضاف أنه لا يمكن لشخص أن يقول أنه شيوعي ولا يلتزم بالمبادىء الشيوعية، ولا يكمن أن يكون مسلماً غير ملتزم بالمبادىء الاسلامية بناءً على هذا الامر وفي ظل الحرية المقدّسة من الله نلاحظ أن الناس يتمتعون بحرية في هذا العصر وفي كل عصر. أما عن قضية أن يشرّع القيمون على الاحوال الشخصية الاسلامية أو المسيحية موضوع الزواج المدني الاختياري اعتبر الضاهر أن هذا أمر مناقض لمبادئهم اذاً هذا الموضوع لا يحلّل.
فردّت بولا على كلام الاستاذ خالد الضاهر موضحة أن هناك علمنة مؤمنة فلا يجب الخلط أو المزج بين العلمنة والالحاد، مضيفةً أن شؤون الدولة والقوانين لا علاقة لها بالايمان الداخلي لدى الاشخاص لان الايمان موجود في قلب كل منا، ولفتت الى أنه يجب أن يكون هناك قوننة حقيقية لجميع اللبنانيين، كما أنها لا تطالب بزواج مدني الزامي لجميع الناس انما تطرح أمراً اختيارياً.
وشدّدت بولا على أن الزواج المدني الاختياري لا يتعارض مع أصول الدين، ذاكرةً أن الاب مسّوح كان مع اقرار الزواج المدني لانه لا يريد أن يزوج أشخاصا في الكنيسة وهم غير مقتنعين معتبراً أنه لا اكراه في الدين.
ولفتت بولا الى أن هناك أشخاصاً ضد الزواج المدني الاختياري ولكن من يرغب بالزواج مدنيا يجب أن يتمتع بهذا الحق. وأضافت أن العار هو أن القاضي اللبناني يحكم بقوانين أخرى أي عندما يدرس القوانين التركية والقبرصية لمعرفة على ما تنص وأضافت أنه بامكاننا اقامة قانون لبناني يسنّ قوانين ويشرّع هذه المسألة، واعتبرت بولا أنه هناك “خبث” في البلد، مشيرة الى أن رئيس الجمهورية يؤيد قرار الزواج المدني لذا هناك بارقة أمل في هذه المسألة، واعتبرت بولا أنه كلما تقدمنا مع الوقت كلما تكبر القاعدة التي تفهم ما هو الزواج المدني.
وأضافت بولا أن هناك العديد من الاشخاص الذين بدأوات يفكرون اليوم بهذا الامر المطروح وتفهمه أكثر، فالناس اليوم لديهم الفرصة بالنقاش مع بعضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعيدا عن وسائل الاعلام التقليدية، واعتبرت بولا أن لبنان أصبح اليوم أكثر مذهبية وأكثر تطرفاً وطائفية، وأشارت الى أن الشباب في الصومال ومالي واليمن يعتبرون أن الشباب اللبنانيين “متخلفون”، مضيفةً أن العالم يتقدم من حولنا ونحن نتراجع على مستوى الافكار وعلى مستوى الحراك الاجتماعي.
كما أشارت الى أنها كتبت على صفحتها الخاصة على فيسبوك أن الزواج المدني بشكل أو باخر يسهّل ويقرّب المسافات بين المجموعات، ويعزز روح المواطنة معتبرة أنه لم يعد هناك مواطن في لبنان انما هناك شخص منتمي لدينه أو لطائفته.
واعتبرت بولا أن خطوة اقرار الزواج المدني الاختياري جيدة لان رئيس الجمهورية قد دعمها ولان هناك مجتمع مدني كبير يساندها. فهذا قانون موحد لجميع اللبنانيين حتى لو كان اختياري.
ولفتت بولا الى أنه كثر الالحاد في لبنان والانحراف والتطرف فكل هذه ظواهر غير صحية. وأضافت أن الخطوة العملية في هذا الموضوع هي مجلس الوزراء وتمنت على كل المواطنين عندما يريدون التعبير عن موقف معين يضعوا @michel sleiman على موقع تويتر لانه يقرأ ويتابع ويتلقى التعليقات ويرى نبض الشارع. وأكدت أن الاتكال الكبير بخصوص هذا المشروع هو على فخامة رئيس الجمهورية والاتكال الثاني هو على الناس فيجب أن نحاول اقناع بعضنا.
وقالت أخيراً فيما يتعلق بهذا الموضوع: أن “كل شخص من اللبنانيين ينضم الينا يساعدنا وأنا شخص مؤمن مع العلمنة المؤمنة ولست مع الالحاد”. وأضافت أنه في حال تغيّر الناس يتغير الزعماء.
وأضافت أن في 13 نيسان سيقام عرس كبير في ساحة الشهداء من تنظيم الاستاذ يحيى جابر.
وبالنسبة لقانون الانتخاب، صرّحت بولا أن الديمقراطية هي ديموغرافية وجميع الاصوات متساوية، واعتبرت أن اتفاق الطائف ليس مقدساً، كما دعت الى المحافظة على مبدأ المناصفة أي توزيع المقاعد النيابية من دون المسّ بأحد مشيرة الى أن الاستاذ خلدون الشريف قد أيّد هذا الطرح خاصة في وضع مثل لبنان، وأضافت أن في الانتحابات النيابية يمكننا ممارسة مبدأ أن ينتخب حسن حسين و ينتخب جورج ميشال… موضحة أنه على صعيد البلديات كل شخص ينتخب جماعته وممثلينه المحليين في منطقته. أما بالنسبة للمجلس النيابي فرأت بولا أنه يجب أن يكون هناك برلمان رسالي ولا يجب أن يقوم على مبدأ الفصل المذهبي، واعتبرت أن كل ما يحدث اليوم في لبنان لا يبني بلداً انما يغذي الطائفية والمذهبية الموجودة.
وأضافت بولا أن لا علاقة للتطرّف المذهبي الطائفي بالقوانين الانتخابية التي تطرح لانها تشبه بعضها. واعتبرت أن القانون الذي يؤمن التخالط هو أفضل مما يطرح من فصل مذهبي، فتساءلت بولا “كيف يطرحون قانون أسوأ من القانون الحالي” صحيح أننا في ذروة الطائفية والمذهبية فهل من المنطق أن تقرر قوانين تعزز الطائفية؟”
وأوضحت أن مشكلتنا في هذا البلد تكمن بأن كل واحد يأخذ قانون ويفصّله على مقاسه فلا أحد يعمل وفق المبادىء، كل شخص يعمل لتحسين وضعه وفقاً لمصالحه. وأضافت أنه سيبقى لبنان محكوماً بأيام سوداء طالما الاحزاب ما زالت موجودة.
واعتبرت بولا أن النسبية هي شيء جيد وهي مع مبدأ أن ينتخب المسيحي المسلم والمسلم المسيحي في لبنان، وأوضحت أن القانون الذي طرحه رئيس الجمهورية هو أفضل من كل القوانين المطروحة اليوم ولكن برأيها أنه ليس الافضل. واعتبرت بولا أننا بحاجة الى “هزّة” في البلد وليس الى قانون انتخابي يغيّر بعض الامور فنحن بحاجة الى قانون “زلزال”. وأضافت أنه في حال ربحت قوى 14 اذار أو قوى 8 اذار في الانتخابات المقبلة ستبقى حياة المواطن كما هي.
أما عن الواقع الاقليمي، فصرحت بولا أنه لا شك عندما تكون الدولة المركزية ضعيفة الكل يلعب في الدول، مشيرة الى أن الساحة اللبنانية عاشت 30 سنة ساحة صراعات وتقاسم مصالح وقالت: “الحمدالله اليوم ما عادوا متفرغين لنا وما عدنا الاولوية على ولا أجندة لا اقليمية ولا دولية” لذا بامكاننا الالتفات أكثر الى الحراك الفكري اللبناني.
وتمنت بولا أن نحافظ على استقرارنا ووحدتنا وايماننا ببعضنا ولا نستورد مشاكل الخارج مع أهمية أن ندعم الشعوب المحقة بتقرير مصيرها ولكن علينا الالتفات أيضا لاوضاعنا التي أصبحت أكثر من سيئة.
وأضافت بولا أن البعض اعتقد أن الرئيس الاميركي باراك أوباما سيحتل مرتبة الصدارة في الاربع سنوات الجدد من حكمه ولكن كان واضحاً أنه ليس هناك “طحشة” في المسألة السورية لا أميريكيا ولا اسرائيليا موضحة أن الكل يستفيد من الوضع الموجود فلا أحد يريد أن يحل المشاكل السورية. واعتبرت أن المجتمع الدولي تخلى عن الشعب السوري كما تخلى سابقا عن العديد من الشعوب لان ليس لديه مصلحة.
وأخياراً دعت بولا اللبنانيين جميعاً ليفكروا في مصالحهم وليبنوا وطناً واحداً فعلينا أن نكون رسالة تصدر وحدة وطنية ومشهد جامع الى المنطقة.
شاهدوا الفيديو