تغطية خاصة- وائل جسّار: المافيا تحتكر الحفلات الفنيّة في لبنان وهذا رأيي بألبومات نانسي، اليسا وماجدة الرومي
رغم اطلالاته الاعلامية القليلة فقد أطل الفنان وائل جسار في لقاء حصري مع الاعلامية نسرين ظواهرة ضمن برنامج “مثل الحلم” الذي يعرض كل نهار أحد عبر أثير اذاعة صوت لبنان، فتحدث بمل صراحة كاشفاً المستور فجاء اللقاء “فشة خلق”.
بدايةً اعتبر وائل أن الصوت الجميل هو عطاء من الله والاحساس المرهف يخلق مع صاحبه ورغم أنه راضٍ عن نفسه الا أنه دائم النقد لها وذلك لمصلحة فنّه ومحبينه فالغلط ممنوع، وأعلن عن حبه لمنطقة “الاشرفية” واصراره على السكن فيها فهو يعتبرها قلب بيروت النابض ويتأثر لكل سوءٍ يصيبها أو يصيب لبنان.
الحلم عند وائل كان الوصول الى بيوت وقلوب الناس وهو يحمد الله على أنه تمكن من تحقيق حلمه الا أنه لا زالت لديه أحلاماً أخرى كبيرة يسعى الى تحقيقها.
فمنذ طفولته ظهرت عنده موهبة الغناء وقد عمد الى تنميتها بمساعدة أهله خاصةً شقيقه أحمد الذي يعتبره بمثابة ظلّه، وصرّح أنّ حبه للفنّ واحساسه بالمسؤولية جعلاه يكبر قبل عمره الا أنه في الوقت ذاته أكسبه ثقةً قوية في نفسه وما ساعده على النجاح كان الجوً الفني الذي عاش فيه، فوالدته وجده وخاله يتمتعون بأصوات جميلة كذلك كان والده يحب الموسيقى بالفطرة وهم اليوم فخورون به لانه حافظ على المستوى الفنّي والسمعة الطيبة اذ أنه رجلٌ “بيتوتي” يبتعد عن الخطأ ويعمل بصورة جديّة ولائقة.
ورغم أن علاقاته جيّدة مع جميع زملائه الفنانين الا أنها تبقى ضمن الحدود، دون الانغماس في حياة الوسط الفني، ويصرّ وائل على تهنئة كلّ من يقوم بعملٍ جيد من الزملاء.
وكشف وائل أنه عصبي المزاج لكنه سرعان ما يهدأ ويحاسب نفسه ان أخطأ.
وعن الشهرة، اعتبر وائل أن أجمل ما في الحياة حب الناس واحترامهم ولكن ما يتعب هو الأسر الا أنه تمكن من أن يتكيف مع الشهرة فقد تقبلها بسعادة وأضاف أنه يعيش حياة طبيعية مع عائلته فأموره الشخصية داخل المنزل أما في الخارج فهو شخصية عامّة ملك الناس.
وأعرب وائل عن فخره بلقب “الطفل المعجزة” التي يعتبره شهادة له من كل من الفنانين زكي ناصيف وسيد مكاوي وجورج جرداق والاعلامي رياض شرارة، اذ رأوا فيه معجزة القرن وهو يعتبر أن النجومية مع أنها ترتكز على الصوت الجميل الا أنها تحتاج اضافةً للصوت الى الذكاء والكاريزما وفرق عمل جيد.
وكشف وائل أنه انسان قدري جداً، شديد الايمان بالقدر وأنه تمكن من اجتياز كلّ المراحل الصعبة التي مرّ بها بالصلاة والعمل الدؤوب والتفكير السليم واستشارة أهل الثقة كما أنه يحمد الله دائماً على وصوله الى هذه النتيجة التي أنسته كلً التعب ولو جاءت متأخرة وأضاف قائلاً: “فكل تأخيرة فيها خيرة”.
وأشار وائل الى أن اختيار أغانيه يعود بالدرجة الاولى له مع الاعتراف بمشاركة أخيه أحمد في ذلك وكذلك المنتج. وقد اعترف أنه يخطىء أحياناً في تقدير نجاح الاغنية وأحياناُ يصيب كما حصل معه في أغنية “جرح الماضي” حيث لم يتوقع نجاحها الى هذا الحدّ، وأعرب عن ارتياحه لتعامله مع العديد من الملحنين من أمثال: بلال الزّين، صلاح الكردي، سليم عسّاف، رواد رعد… وأضاف أن هناك العديد من الملحنين الاخرين يرغبون باعطائه ألحاناً وهو لا يهتم لاسم الملحن بقدر اهتمامه باحساسه بالأغنية واللحن الجميل.
وقد لاحظ وائل تحسناً واضحاً على الساحة الفنية اليوم فهناك غربلة ووعي وقد خفّ الابهار عند الناس الذين أصبحوا يطلبون الفنّ الجميل الحقيقي مع تسجيل بعض الظاهرات الجديدة مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب الا أنه اعتبر أنها سرعان ما تتلاشى متمنياً أن لا تتفشى لانه لا يريد للجيل الجديد أن يتربى على هذا النوع من الظاهرات الفنية التي تقوم على التعرّي والابتزال الفنّي.
وأوضح وائل أن شهرته الكبيرة ونجاحه هما في مصر بالدرجة الاولى فهو هناك نجمٌ من الصّف الأول معتبراً أنّ الفنّ اللبناني في مصر محترمٌ ومقدّرٌ فان الفنانيين البنانيين يقدمون صورة رائعة لبلادهم في مصر ذاكراً كلاً من الفنانين والفنانات: نانسي عجرم، اليسا، عاصي الحلاني، راغب علامة، رامي عياش وهو. كما أنه شكر الله على أنه تمكن من ارضاء الجمهور المصري الواسع الذي غمره بمحبته ودعمه وقد اعتبر أن مصر كانت بالنسبة له جواز مرور الى العالم العربي والغربي.
وصرّح وائل أن بعده عن الاعلام لا يلغي حضوره وبصراحة رأى أن كل المحبوبين في العالم العربي لا يظهرون كثيراً على وسائل الاعلام متسائلاً عن ضرورة تواجده الدائم في الاعلام اذ يعتبر أن عمله يكمن في الاستديو وفي اختيار وتقديم الاغاني الجيدة وهو يترك لأعماله أن تحكي عنه. واعتبر وائل أنه ليس بحاجة الى ضخّ الشائعات والأقاويل ليظهر على صفحات المجلات وليكون حديث الناس موضحاً أن هذا ليس تكبراً ولكن برأيه أن النجم الحقيقي هو نجم شباك التذاكر والمشاركة بالمهرجانات والذي تطلبه وزارات الثقافة الى احياء الحفلات. وأبدى وائل احترامه لقلم الصحافة اللبنانية والعربية الا أنه اعتبر في نفس الوقت أن كلامهم لا يظهره ولا يحجبه لان يكون نجماً من الصّف الاول وكشف أن في لبنان مافيا تحتكر بعض الفنادق تعمد الى تشغيل عدد من الفنانين وهو لا يعمد الى السعي لكسب رضاهم الا أنه يتأثر لانه لا يستطشع الغناء في بلده فأغلب حفلاته في الخارج.
وعن سؤاله عن شركة الانتاج “أرابيكا” لعدم لجوئها الى خرق هذا المنع من قبل المافيا أوضح وائل أنه لا يعمل كالزعران فاسمه وأعماله ومحبة الناس ظاهرة وأضاف أن من يريده يطلبه.
وأعرب وائل عن اعجابه بألبوم الأطفال للفنانة نانسي عجرم وكذلك ألبوم الفنانة اليسا والفنانة ماجدة الرومي، واعتبر أنه من الطبيعي جداّ أن يردّ بنفسه على الهاتف كما هو حال الموسيقار ملحم بركات الذي وجه اليه شكراً كبيراً لان هذا الاخير أثنى على صوته فقد اعتبره وائل فناناً كبيراً بأخلاقه وموسيقاه بالاضافة الى تعاطفه مع أبناء جيله وكشف وائل عن عرض تقديم أغنية له متمنياً تحقيقها في القريب العاجل.
وأشار وائل الى تجربة الأناشيد الدينية التي قام بها فاعتبر أنها كانت تجربة رائعة الا أنها تتضمن خوفاً وحذراً كبيرين فالغلط ممنوع وأضاف أنها قد شهدت اقبالاً كبيراً وبعدها كرّت المسبحة.
لفت وائل الى أنه جميل أن يُسخّر الفنّ للأعمال الانسانية طالباً من الله أن يقدّره على ذلك الا أن هذه الاعمال برأيه لا يجب أن تكون علنية.
وعن أولاده، اعتبر وائل أنه يجمع في تربيته لهم بين الجدية والقساوة والعاطفة ويكفي أنهم أضافوا اليه كلمة رائعة وهي “بابا”. ورأى أن تربية الاولاد مسؤولية كبير خاصة في عصر السرعة والسباق مع الزمن فالمستقبل أصبح مجهولاً الا أنه يصرّ على تربيتهم حسب الأصول ولا يشجعهم على دخول الوسط الفني فبرأيه أن المشوار متعب وشاق.
وأشار وائل الى أنه رغم الضغط الشديد في العمل فهو يترك لنفسه وقتاً لممارسة هواياته وخاصةّ الtennis وكرة الطاولة.
وكشف وائل عن اصدار ألبومه الجديد بعد شهرين تقريباً معرباً عن سعادته بأن العديد من أغنياته دخلت المكتبة الموسيقية فهذا هدفه بأن يردد الجيل القادم أغانيه كما لا زلنا نحن نردد أغاني الجيل السابق.
وأخيراً اعتبر وائل أنه لم يتأخر ليثبت نجوميته ولكنه أٌخّر في ذلك وأيضاً تأخر ليتعامل مع الموسيقار ملحم بركات وتأخر في قرار زواجه وفي التخلص من طيبة قلبه الا أنه لم يتأخر في فهم الحياة بل اعتبر أنه فهمها وهو لا زال رضيعاً.