تغطية خاصة – صدمة صابر الرباعي ابن قرطاج في برنامج (بحلم بيك): الاغنية أصبحت لتعبئة الوقت
في حلقة جديدة من برنامج “بحلم بيك” استقبلت الممثلة والمذيعة المصرية “انجي مقدم” الفنان التونسي صابر الرباعي فكانت حلقة راقية بفضل حضور صابر المثقف والعميق.
بداية افتتح صابر الحلقة بأغنية “مشغول عليك مشغول” مشيرًا الى انها كانت اول اغنية غناها في حياته في نادي المواهب عندما كان عمره 15 سنة. ومن ثم قدم ديو مع الفنانة الكبيرة الراحلة السيدة وردة حيث غنيا معاً ضمن كليب مميز أغنية “العيون السود”، وأيضا غنى مقطعاً من أغنية “بتونس بيك” للسيدة وردة، كما غنى مقطعاً من اغنيته “طول عمري” التي خصصها لوردة بعد وفاتها، وأيضا غنى أغنية “يا سارية” على مسرح بحلم بيك بمشاركة الفنان الكبير طلال المداح، بالاضافة لمقطع أغنية “ابعاد كنتم ولا قريبين” للفنان محمدعبده، وبصوته الرائع قدم أغنية “عللي جرى” للفنانة عليا التونسية، كما أنه قام بالغناء مع كوكب الشرق أم كلثوم اغنية “لسا فاكر” ضمن كليب بالاسود والابيض. وكان لا بد من الغناء مع العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ على المسرح فشاركه صابر بأغنية “قارئة الفنجان”. وغنى أهم أغنياته الرومانسية “أتحدى العالم”، واخيرا ختم صابر الحلقة بادائه لأغنيته”عز الحبايب”.
وخلال اللقاء، لفت صابر الى أنه يغازل شريكته بكلام الحب والاعجاب، وأضاف أنه ممكن أن يغازل أعظم انسان على المسرح ولكن في الحياة الطبيعية يعود الى حالته العادية لذا ليس شرطا أن يغني الفنان كلام الحب والاغنيات الرومانسية ليترجمها في حياته الخاصة. وأضاف أن الخيال واسع ولكن المجال لتعبير الرجل عن حبه للمرأة ليس واسعا لذا عليه اختصار الكلام وعليه ان يكون منطقياً وواقعياً ويقول لها بوضوح “انا بحبك”.
وأشار صابر الى أن علاقته بالراحلة وردة كانت علاقة أم بابنها فأحيانا كان يزورها في منزلها في مصر معتبرا انها كانت سيدة بكل ما للكلمة من معنى نظرا لحسن استقبالها وحسن اخلاقها. وأضاف أن وردة من المطربين في الزمن القديم وفي نفس الوقت هي قريبة من الجيل الحالي لانها أتت ضمن فترتين من الزمن حيث عاشت في الزمن الجميل عندما أخذت زبدة الاغاني من الاستاذ بليغ حمدي والموسيقار محمد عبدالوهاب معتبرا أنها قد عاشت مع هؤلاء العمالقة حتى بعد أن رحلوا ولفت الى ان الجيل الجديد اليوم من المطربين يغني اغاني السيدة وردة وهذه هي ميزة الاغنيات التي تستمر.
وأضاف صابر أنه منذ بداية مشواره الفني حتى اليوم، المثابرة هي التي بقيت لديه، فقد تعلم كيفية التعاطي مع الناس وسماع الاخرين قبل الادلاء برأيه، كما تعلم عدم التسرع في اختياراته، مشيرا الى ان الانسان يتعلم من أخطائه ليحسن نفسه، ولفت الى أنه كان لديه هدًفا فنياً لم يحققه حتى اليوم ولكن ما زال مثابرا فيه، ومن بين هذه الاهداف هي الاغاني التي سينقلها للجيل القادم، وأن يربي اولاده تربية صالحة.
وتابع صابر أن هذه السنة سيصدر مجموعة كبيرة من الأغنيات باللهجة الخليجية.
وعن تجربته في مجال التلحين، أشار صابر الى أن الحانه كانت من وحي احساسه بالكلمة ولديه كمّ من الاغنيات التي أخذت رواجاً لم يكن يتوقعه، واضاف أن لديه متعة في الغناء وأيضا في التلحين لان الاثنين يكملا بعضهما، وبرأيه أن الغناء مسؤولية ونجاح ولكن التلحين يختلف ربما ينجح ويفشل بين لحن وآخر.
واعتبر صابر أن الفنان الناجح يبقى محافظاً على اسمه الذي يتركه للأجيال القادمة.
وأضاف صابر أنه في فترة من الفترات غنت السيدة أم كلثوم “الاولى في الغرام” وكان اداؤها لا يوصف، كما انها تتمتع بصوت فريد من نوعه.
وذكر صابر أن ملحني اليوم مرتبطين بزمن معين وبأصوات فلو لاقوا المجال ليلحنوا في زمن العمالقة لكانوا ابدعوا لانهم لا يقلون اهمية عن الملحنيين السابقين، فهم توصلوا للنجاح في أغنية من ثلاث دقائق فقط. وذكر أنه يحب التعاون مع كل من الملحنين: خالد البكري، وليد سعد، ايلي شويري، الموسيقار ملحم بركات مروان خوري.
وأشار صابر الى أنه لم يعش طفولته 100% فكان يحب الكمنجا والعود الذي علمه اياه والده ذاكرا أن عندما بلغ العاشرة من عمره سافر الى العراق وشارك في مهرجان الطفولة وحصل على جوائز، فكان لديه ميل كبير للموسيقى.
وبعد غنائه على مسرح أولمبيا في باريس التي وقفت عليه ايضا السيدة ام كلثوم، والمغنية الفرنسية ايديت بياف، أوضح صابر أنه شعر باحساس غريب أثناء التمارين وبعدها وقف في وسط المسرح وقال لنفسه “أنا واقف في نفس المكان الذي غنى فيه أهم المطربين الكبار”.
وصرح صابر أنه يخاف من الفشل ومن كل شيء لم يهيء له أن يكون موجودا، فكل شيء يندرج تحت عنوان القدر، وأضاف أنه ليس مولعا بقراءة الفنجان لمعرفة المجهول.
وأضاف صابر أنه تعلم من الراحل عبد الحليم حافظ احساسه بالكلمة وطريقة ادائه على المسرح تمثيليا، وهو تمنى ان يغني مع الفرقة الماسية وأمام الجمهور بلباس رسمي ضمن حفل متكامل.
وتابع صابر أنه مقصر في القصائد اليوم، معتبرا أن القصيدة أصبحت صعبة المنال ممكن أن نسمع قصائد تؤدى لكن هناك صعوبة بالقصائد التي تغنى بسهولة. وأوضح أن المتلقي صعب أن يسمع اغنية طويلة، مضيفا أنه يسمع الاغنية من خلال الراديو كما أصبحت الاغنية فقط لتعبئة الوقت لاننا وصلنا الى مرحلة لم تعد فيها الاغنية غذاء الروح، وذكر أن الموضوع مختلف عندما يغني للناس على مسرح كبير وعندما يغني لهم في حفل عشاء لان الاطار مختلف، وأضاف أن اليوم هناك العيد من المسارح ولكن ليست مستغلة بالدرجة الكبرى كما كان الحال سابقا، واعتبر أن حفلات المسرح أصبحت نخبوية وبرأيه أن المسرح يجب أن يخصص له نوعية معينة من الاغاني وجمهور واعي لسماع هذه الاغاني.
وأخيرا ذكر صابر البعض من الاغنيات التي حققت له نقلة نوعية: صرخة، سيدي منصور، أتحدى العالم، عزة نفسي…”
وهنا لا بد من ان نتساءل هل من المسموح ان يصرح فنان كبير بحجم صابر الرباعي ابن تونس الفن وابن قرطاج الابية بما صرح به ويعتبر ان الاغنية المعاصرة هي فقط لتعبئة الهواء وهو خرج بالامس من اهم برامج المواهب في الوطن العربي حيث كان عضواً اساسياً في لجنة تحكيم برنامج “ذا فويس” الذي احبته الناس لأنه قدم اصواتاً جميلة وفن جميل، وحتى لو كان هذا الموضوع موضة الا ان هؤلاء الفنانين الكبار يجب ان يبقوا حجر الزاوية للحفاظ على ارثنا الفني الكبير ويشجعوا على استرجاع بل الاستماتة لاسترجاع زمن الفن الاصيل بدل الاستسلام بالكامل لشيطان الفن الذي يعبث بتاريخ كبارنا.