تغطية خاصة بالصوت -فارس الغناء عاصي الحلاني: الفنّ والزواج لا يتفقان ومن يلجأ لشراء النجاح يحصد الفشل
حلّ فارس الغناء العربي عاصي الحلاني ضيفاً على برنامج “مثل الحلم” الذي تقدمه الاعلامية نسرين ظواهرة عبر أثير اذاعة صوت لبنان، فكان اللقاء رحلة الى عالم هذا الفنان الفارس الواثق من نفسه والصريح.
في البداية تناول الحديث موضوع الاذاعات فأعلن “عاصي” أنه من متابعي البرامج الاذاعية لكنه ضد الحوارات والجدل السياسي ودعا الى ايقافها لمنع التشنج في البلد.
وشدّد عاصي على أن لبنان لا يُينى الا بالحوار والعيش المشترك، معلناً عن موقفه الدائم الى جانب المؤسسة العسكرية دون التحيز الى طرف، فهو فنان يؤمن بالسلام والمحبة الانسانية، كما أعلن عن فخره بلبنانيته واعتزازه بعروبته لافتاً الى أنه يحلم بالغاء الحدود بين بلاد العرب.
وكشف “عاصي” أنه لم يكن يتوقع الوصول الى ما هو عليه اليوم عند دخوله الى برنامج استديو الفنّ، بل كان حلمه حينها النجاح في هذا البرنامج ثم كبر الحلم لتكون المشاركة في مهرجاني قرطاج وجرش، وشيئاً فشيئاً أخذ الحلم يكبر حتى وصوله الى النجاح في يومنا هذا لافتاً الى ان الحلم لن يتوقف.
وأشار “عاصي” الى أن عائلته لم تشجعه على أي نشاط فني وهو ايضاً لا يشجع أولاده اليوم على ذلك، معتبراً أن دخول الفنّ مجازفة فالقليل ممن يدخلون هذا العالم يصلون الى النجاح، مؤكداً أن طريق الفن وعرة وتتطلب المثابرة وعدم اليأس كما أن للشهرة ثمناً كبيراً، معتبراً أنه قد دفع هذا الثمن مع عائلته في غيابه المطوّل عنهم حتى في أهمّ المناسبات العائلية فهو مثلاً لم يحضر ولادة أي من أولاده.
وأضاف أن الفنّ والزواج لا يتفقان لان ظروف عمل الفنان صعبة فوقته غير محدد ووجود المعجبات واضطراره للسفر الدائم كلّ هذا يهدد استمرار الزواج الا اذا تحلّت الزوجة بالوعي الكافي، وشكر الله على أن زوجته “كوليت الحلاني” كان لديها هذا القدر من الوعي.
وعبّر “عاصي” عن خوفه على أولاده من الزمن فهو يربيهم على حبّ الجيش والوطن، لافتاً الى أن العلاقة معهم مبنية على الصراحة وعدم القسوة.
اما بالنسبة لبرنامج “ذا فويس”، فقد صرّح “عاصي” أن هذا البرنامج لم يقدم له الشهرة بما أنه معروف سابقاً في العالم العربي، الا أن هذا البرنامج كان له دور في تعريف الناس على شخصيته، معتبراً أن أحد أسباب نجاحه هو الانسجام بين أعضاء لجنة الحكم المبني على السلام الداخلي في كلّ منهم. وكشف أنه كان لديه الاصرار منذ البداية على ربح فريقه وخاصّة الموهبة المميزة “مراد بوريكي” وهكذا كان قفد صوّت العالم العربي لفريقه وهذا ما أكد شهرته في كلّ أرجاء الوطن.
وأضاف “عاصي” أنه في حالة بحث واجتهاد دائم موضحاً أنه غير معقّد من الشهرة فهو يحيا حياة يومية طبيعية. وأشار الى أنه سعيد بمحبة الناس له فهي نعمة من الله وهو في الاصل عمل ليحصل عليها.
وأعرب “عاصي” عن شعور الأسى والألم لفقدان والديه، معتبراً أن بفقدانهما فقد الحنان، مع أنه لا زال يحتفظ بمنزل العائلة ويرى في العلاقة مع شقيقاته تعويضاً عن والدته التي يضعها في مرتبة القداسة وهو دائم الحنين الى معاملتها العفوية معه التي تجرّده من كلّ مظاهر الشهرة وتعود به الى أيّام الطفولة.
وتابع “عاصي” أن الفنّ والموسيقى هما غذاء الرّوح ولكن الأحلى أن يكون الفنّ في خدمة المجتمع، مضيفاً أنه انسان وفنان، وهو يعمل على تقديم المساعدة الانسانية بغضّ النظر عن الجنسية، اللون والدين معتبراً أن العطاء يشعره بالراحة ويرضي انسانيته، كما أعرب عن رأيه بأن الساحة الفنية ليست سيئة حيث هناك الجيد والسيء معتبراً أنه حتى في زمن العمالقة كان الأمر مماثلاً ولكن الزمن يغربل فيذهب السيء ويبقى العمل الراقي، وهذا ما سيحدث في المستقبل للفنّ الذي يقدم حالياً.
وأبدى “عاصي” رأيه بالاعلام مشيراً الى أنه ضدّ الاعلام المأجور لأنه يؤدي الى تشويه الفنّ، مؤكداً أن من يلجأ الى شراء النجاح لا يستمر. وبرأيه أن لبنان هو العملاق وديع الصافي والسيدة فيروز أمّا مصر فهي الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب والعندليب الاسمر عبدالحليم حافظ وكوكب الشرق أم كلثوم، وهو يلجأ الى سماعهم في الليل، وأعلن عاصي أنه لا يتردد في تهنئة من يقدّم عملاّ فنياً ناجحاّ فمثلاُ مؤخراً أحب عمل المؤلف الموسيقي جان ماري رياشي، معتبراً اياه أنه حافظ على الهوية الشرقية مع الدمج بين الموسيقى الغربية والشرقية وكذلك ألبوم السيدة ماجدة الرومي، موضحاً أنه ليس المهم الانتاج الضخم بل أحياناً البساطة هي الاجمل مستشهداً بألبوم “كستنا” حيث البساطة فيه هي الجمال.
وأشاد “عاصي” بالشاعر نزار فرنسيس، معتبراً ايّاه أنه من أرقى من كتب منذ التسعينات معطياً أمثلة أغنيات “بكفي انك لبناني” و”بيروت عم تبكي” التي لحنها “عاصي”، معتبراً أنها من الأغاني التي لا تموت وكذلك الحال لأغنيته “واني مارق مريت” التي لحنها سمير صفير. وعبّر عاصي عن فخره بأرشيفه الفني فهو عمل على تقديم الأغنية الفولكلورية بطابع جديد بعدما كانت في طريقها الى التراجع، مؤكداً على ضرورة التنويع في مشواره الفني، لافتاُ الى أن التنويع يساعد على استمرار الفنان مستشهداً بالعملاق وديع الصافي الذي غنّى أغنيات مهمة مثل “لبنان يا قطعة سما”، “الليل يا ليلى”… وكذلك غنّى “الطقطوقة” كما أن فيروز غنّت “عاهدير البوسطة” وبعض الأغنيات الخفيفة بالاضافة الى أغاني مثل “من عزّ النوم” والقصائد، وأعلن عاصي أنه ليس ضدّ الغناء باللهجة المصرية أو غيرها ولكن مع المحافظة على الهوية اللبنانية، وبرأيه أن هذا التنويع يجعل الفنان اللبناني على مستوى العالم العربي وكذلك فقد استشهد بالفنان الاسباني “خوليو ايغليزياس” الذي غنّى بعدة لغات وهذا ما جعله مطرباً على مستوى العالم.
وأعرب “عاصي” عن فخره وسعادته باختياره من قبل الامم المتحدة وخاصة السيد روبيرت واتكنز ليكون سفيراً للنوايا الحسنة ضمن برنامج “عيش لبنان” فهو يبذل كل جهده في هذا المجال، معتبراً أن النجاح يكون بتضافر الجهود وتشابك الأيدي من اجل لبنان.
وكشف “عاصي” أنه تمّ الاتفاق على عمل مسرحي تحت عنوان “شمس وقمر” الذي سيعرض في كازينو لبنان بمشاركة كل من الفنانيين: أنطوان كرباج، طوني حنا ونادين الراسي. وأعرب أنه دائم الخوف من الفشل، معتبراً أنه يعيش اليوم لحظات فرح بعد نجاحه في حفلة رأس السنة في مجمع البيال، وفي حفل مسرح المدينة وفي برنامج “ذا فويس”، لافتاً الى ان هذا النجاح بفضل رضى الأهل والله.
واعتبر “عاصي” أن أجمل أوقاته يمضيها بين أحضان سهل البقاع حيث الهواء النقي في ممارسة رياضة الفروسية التي هي الأحب على قلبه رغم صعوبتها مصرّاً على سرقة الوقت ليتمكن من ممارستها يومياً، وأوضح أنه رغم تميّزه بالهدوء فهو شديد الغضب من الخطأ خاصة في مجال العمل، لافتاً الى أن الشهرة مسؤولية وهو شديد الحرص على نجاحه والمحافظة على اسمه.
وامتنع “عاصي” عن الكلام عن حلمه الكبير مكتفياً بالاشارة الى حلمه القريب وهو النجاح في المسرحية القادمة متمنياً أن تكون السنة الجديدة 2013 سنة محبة وسلام بالاضافة الى تمنيه التوفيق والنجاح لعائلته مستشهداً بالقول “تفاءلوا بالخير تجدوه”.
واختتم “عاصي” حديثه بالتمني على كلّ الأقطاب في لبنان أن يجتمعوا على طاولة واحدة، معتبراً أن لا حلّ الا بالحوار ووافق الحكومة على موقف النأي بالنفس عن ما يحصل في سوريا، داعياً لهذا البلد بالسلام والخير، كما دعا كل لبناني الى الوقوف الى جانب الجيش والقوى الامنية للعمل على حماية لبنان من كل تدخل خارجي.