خاص– بعد تدخّلها في السياسة، هل تتدخّل السفارات أيضاً لاختيار الفنانين الفائزين في مهرجان بياف اللبناني؟
عقدت لجنة مهرجان Beirut International Award Festival (BIAF) مؤتمرًا صحافيًا للاعلان عن جوائز المهرجان للعام 2012 تمهيداً للحفل الكبير الذي سيقام لتكريم عددا من المبدعين والمتميزين من كل أنحاء العالم ومن مختلف المجالات الاجتماعية، الثقافية، الفنية وذلك مساء الثلاثاء 27 تشرين الثاني في فندق الريفييرا في بيروت .
تألفت لجنة الحكم والقييمين على الحفل من: رئيس المهرجان الدكتور “ميشال الضاهر”، ممثلة وزير السياحة السيدة “منى فارس”، الملحق الثقافي ” أحمد دوفيتش” رئيسة مجلس الفكر د.كلوديا أبي نادر، الممثلة اللبنانية رولا حماده، الاستاذ أنس صباح فخري، السيدة دنيا ميرزا، السيدة مريات ضاهر، المصمم الازياء العالمي عبد محفوظ، الاستاذ أمين حشا، الاستاذ وائل ضو، الاستاذ كميل مراد، الاعلامي نزيه شرتوني، الاعلامية رانيا الباز، الاعلامية منى الرّفاعي، الاستاذ رافي بريان الأستاذ محمد حلواني والاستاذ مجدي سعد.
بعد النشيد الوطني اللبناني، تخلّل المؤتمر كلمات عدّة لأفراد من اللجنة ، فكانت الكلمة الاولى للسيّدة “منى فارس” أشارت من خلالها الى أنّ مهرجان “بياف” قد شقّ طريقه ليحتل مكانه بين أهمّ المهرجانات في لبنان، مضيفة أنّ هذا المهرجان يستحضر كوكبة من المبدعين الذين حلّقوا في كافة أنحاء العالم، وأتوا الى بيروت لتحتضنهم.
ومن جهته أشار الطبيب”ميشال الضاهر”، أنه على الرغم كلّ الظروف التي يمرّ بها لبنان اليوم الا أن مهرجان “بياف” يشق طريقه ويحطّ رحاله في قلب بيروت النابض، فهو يترجم تلاقي الثقافات والحضارات، من علوم، فنّ، اقتصاد، موسيقى، جمال وخدمات انسانية، جمعوا في باقة مميزة من بلدان مختلفة وأجيال متفاوتة ليتم تكريمهم في بيروت في 27 تشرين الثاني.
وأضاف أن عشرين مبدعًا من أميركا، روسيا، اسبانيا، فرنسا، تونس الاردن الكويت الامارات مصر ولبنان سيكرّمون في الحفل الكبير لهذه السنة. وأشار الضاهر أن رئيس الجمهورية وصف المهرجان بالحدث الثقافي، وان تعاون وزارة السياحة مع اللجنة القيمة على المهرجان هو حدث سياحي مهم، لافتًا الى أن التواصل مستمرّ مع السفارات لانتقاء المكرمين وهذا ما كان ليحصل لولا ايمانهم بأنّ المهرجان يعزز التواصل الثقافي بين لبنان والعالم.
وبعد انتهاء كلام اللجنة جاءت أسئلة الصحفيين للاستفسار بصورة أوضح عن المهرجان.
-في ظلّ مهرجانات التكريم العديدة،أصبحت (الطاسة ضائعة) فكيف لمهرجان “بياف” التميّز عن الاخرين؟
ردّ د. ميشال الضاهر موضحا بأنّ الاعمال الجيدة تبرز نفسها، واذا أراد أي كان تكريم شخصًا فليتحمّل هو المسؤولية، أمّا بالنسبة للمهرجانات فهي مرخصة من وزارة السياحة، وتخضع للرقابة، مشدداً على مقولة “مش ضايعة الطاسة” وأكبر دليل على ذلك مستوى حفل انتخاب ملكة جمال لبنان.
وأضاف أن الابداع لا ينحصر بلون واحد كما يلزمه جهدًا كبيرًا وحضور ثقافي وثقة من السفارات التي سهلت للمهرجان تكريم المبدعين، وأشار الى أنه من السهل تكريم أشخاص من العالم العربي ولكن من الصعب تسليط الضوء وتكريم أشخاص يشهد لهم الكون على ابداعاتهم. هنا وتوجه الضاهر بشكر للسفارات والسفراء الذين شكلوا همزة الوصل بينهم وبين المبدعين لافتا الى أن بقدر ما كبر حجم المهرجان، يبقى صغيرا بالنسبة للتعاطف والقوة التي منحتهم اياهم السفارات من اجل انجاح هذا المهرجان.
وردّا على مقولة “من يدفع لكم يكرّم”، صرّحت اللجنة بأنها ستكرّم البروفيسور “ادغار شويري” هذه السنة، وكانت قد كرّمت السنة الماضية أليكسي ليونوف، والفنان القدير صباح فخري، كما أوضحت أن هدفها يلخص بيوم 27 تشرين الثاني، مؤكدة أنّ هذه الاشاعات لن تؤثر على الحفل، فالنتيجة تترجم بمقولة “عند الامتحان يكرم المرء أو يهان”.
اما بالنسبة للمبدعين الذين سيكرّمون هذه السنة ذكرت اللجنة أن هناك شخصيات عدّة من لبنان والخارج وشخصيات من أصل لبناني كالبروفسور “ادغار شويري”، البرفسور “فليب سالم”، بالاضافة الى شخصيات مبدعة مهمّة ستكرم في الحفل الكبير. وعلى صعيد الفنّ كشفت اللجنة أنها ستكرّم الفنان العالمي “بيار داغر” الذي يملك محطات هامّة والمشارك في العديد من الافلام العالمية. كما لفتت السيدة “رولا حمادة” الى أن هناك ممثلة لبنانية شهيرة ستكرم ولكنها تحفظت عن ذكر اسمها لتتركها مفاجأة في الحفل.
وأضاف د.ميشال الضاهر أن كل الشخصيات التي كرمت السنة الماضية ستنضمّ الى اللجنة كضيفة شرف لهذه السنة كالسيد جاك صراف، الممثلة المخضرمة رولا حمادة والممثل القدير عبدالمجيد مجذوب.
وردا على ما وصل لموقع “بصراحة” من اتهامات وفضائح ضدّ مهرجان بياف بأنه أساء معاملة الصحافيين لم يردّ رئيس اللجنة ميشال الضاهر بل اكتفى بالقول “لم نسىء لأحد من الصحافيين المتواجدين معنا اليوم”، وأكدت اللجنة أن هذه الاتهامات عديدة ومتكررة وأنّ على الاعلام أن لا يأخذ بهذه الاخبار الخاطئة التي تؤذي الوطن والمواطن والتي تمنع من الوصول الى الافاق.
وعن كيفية وصول المكرمين الى لبنان في ظلّ الاوضاع الصعبة اليوم صرّحت اللجنة أنها تعمل على تحضير هذا المهرجان منذ 28 تشرين الثاني 2011 حتى اليوم، وبعد حصولها على الموافقة من جميع الذين سيكرمون تمّ الحجز لهم في فندق الريفييرا، أضاف د.الضاهر “ليس هناك مشكلة في حضور المكرمين الى بيروت لاستلام جوائزهم”.
وعن الفرق بين جائزة Murex d’or وجائزة “بياف”، لفتت السيدة رولا حمادة أن الموركس يكرّم الفنان على عمله خلال سنة ويعتمد على تصويت الجمهور، أما “بياف” فيكرّم الشخصية على مجمل أعمالها، مشيرة الى ان جوائز “بياف” لا تقتصر فقط على الفنانيين.
وأخيرا اختتم اللقاء مع النشيد المخصص لمهرجان “بياف”.
وعلى هامش المؤتمر كان لموقع “بصراحة” حديث خاص مع رئيس اللجنة الدكتور “ميشال الضاهر” شكر فيه مموّلي مهرجان “بياف” ولكنه امتنع عن ذكر أسماءهم، وأضاف أن الافادة من هذا المهرجان لا تعود الى المنظمين بل الى مدينة بيروت، مؤكدا أنّ الهدف ليس كسب المال لانهم لا يتوخون الّربح على الاطلاق بل الهدف هو البقاء في لبنان.
ومن جهتها، أعلنت الممثلة القديرة “رولا حماده” مشاركتها في مهرجان “بياف”، معربة عن سعادتها بوجودها مع اللجنة القيمة لهذه السنة، وأضافت أن مهرجان “بياف” دائمًا متميز فلا نرى نفس الاشخاص تتكرم كل سنة، واشارت حمادة الى أنّ المكرّمين ليسوا فقط من الدول العربية بل هناك تكريم لأشخاص عالميين أيضا، وكثيرون ممن أغنوا المجتمع وتفانوا في عملهم ولكنهم أصبحوا منسيين اليوم، كما تمنّت المزيد من النجاح لبياف ليستطيع الاستمرار في تكريم أكبر عدد من المبدعين.
باختصار، مهرجان توزيع جوائز جديد في لبنان ، من بيروت من خارجها لا يهّم ، الاهم ان يحافظ على مصداقيته في ظل كل الاشاعات التي تلفّه لتخنقه . وان اردنا ان نكون ايجابيين ننتظر سهرة 27 تشرين الثاني ونحكم على المهرجان فور انتهائه ولكن التجربة في لبنان كانت اكبر برهان على ان المحسوبيات هي التي تحكم كل مهرجان وجائزة في هذا البلد وهناك دائماً اتفاقيات تجري تحت الطاولة ولو ان ظاهر الامور منمّق ومنسذق وبرّاق ولكن “الواسطة” و”الزواريب الضيّقة” و”الشيكات الموقّعة على بياض” كانت تحكم دائماً هذا النوع من المهرجانات والجوائز فما عساه يكون تغيّر اليوم؟؟ ننتظر…ونحكم بأفسنا!