رأي خاص- محطة (ال بي سي) تتعرّى مساء كل أربعاء لجذب المشاهدين وهي تعرف مسبقاً ان الشهوة لا تدوم واللذة عابرة
لا شك في ان محطة “ال بي سي” بدأت تفقد صوابها. ونحن كمشاهدين اذ نستوعب الاسباب الاّ اننا نرفض النتائج وكل ما يمكن ان يزحزح ثقتنا بمحطتنا او يشوّه صورتها في ذاكرتنا .
ونقول محطتنا لان lbci هي محطة جيلي الذي تربّى على كل ما قدّمت له هذه المحطة العريقة فعاشت تفاصيل حياتنا وشاركتنا كل المعاناة خلال الحرب وبعدها، فكانت خير صديق وجليس وشريك لانها شاركت اللبنانيين كل افراحهم واتراحهم وساهمت الى حدّ بعيد في تخفيف آلامهم والترفيه عنهم، وكانت المثال والقدوة فخرجّت أجيالاً من المشاهدين لقنّتهم “ال بي سي” دروساً في الحياة قوامها المبادىء والاخلاق وحسن التصرف، وهذّبت أذواقهم فميزّوا بين الفن الجيد والهابط وبين الاعلامي المحترف و”المش ظابط” وبين البرنامج القيّم و”الفارط”، فساهمت الى حدّ بعيد وبشكل مباشر او غير مباشر في تجييش الرأي العام وحثّه على رفض كل ما هو منفّر ومعوّج اوشاذ.
Lbci التي تعيش اليوم أسوأ كوابيسها وأصعب أيام حياتها تستبسل وتستميت في سبيل الحفاظ على مكانتها بين المحطات اللبنانية الارضية كون الفضائية “باي باي” ذهبت مع الريح. وفي ظل المنافسة الشرسة والضروس بين المحطات الارضية لا بدّ ان نؤكّد ان lbci كادت ان تفقد موقعها في الصدارة بعد أكثر من خطوة متعثّرة وفي ظل تربّص اكثر من جهة تنتظر الفرصة المناسبة لتنقضّ عليها فتنهيها وتلغيها، ولكن بحكمة ادارتها وبعض القيّمين عليها تحمّلت lbci وصبرت وقاومت في سبيل التأكيد على وجودها وفرضه من جديد .
جذب المشاهد عملية دقيقة جداً والمحافظة عليه عملية شاقة جداً ولكن شرط ان تحافظ المحطة على مبادئها واخلاقها وقناعاتها. من هنا حسن اختيار شبكة البرامج يُحدّد مصير كل محطة وهذه أخطر مرحلة في العمل التلفزيوني، والظاهر ان “ال بي سي” بدأت تفقد حنكتها لناحية اختيار البرامج او مضامينها وهي اليوم تحاول ان تنافس برامج اخرى على محطات منافسة ببرامج من نفس “الطينة والعجينة” ونفس النكهة والروح الا انها لا تنجح دائماً لأسباب نعالجها لاحقاً وبرامج المنوعات والمسلسلات التي تعرضها lbci بالتزامن مع عرضها على محطة mbc المنتجة لهذه البرامج هي خشبة خلاص lbci بعد المحنة المالية والمعنوية التي مرّت بها جراء فصل محطتها الارضية عن الفضائية.
كل ذلك لنقول ان المنافسة مع باقي المحطات ليست سهلة ابداً وكان على “ال بي سي” ان تقاوم لتبقى في الصدارة ولكنها في بعض الاحيان لجأت الى اساليب ملتوية وتخلّت عن ما عوّدتنا عليه من رقي واحترام للمشاهد وتخلّت عن دورها الريادي في اعادة تأهيل المجتمع جراء كل ما يتسبّب في انهياره ونحن نعتبر اليوم برنامج “أحمر بالخط العريض” الوجه الآخر القاتم للمحطة التي تتعرّى مساء كل أربعاء بطريقة لا تليق بها ولا بتاريخها فقط لجذب اكبر عدد من المشاهدين وهي تعرف مسبقاً ان الشهوة لا تدوم ، بل لا تكاد تبدأ حتى تنتهي، وتعرف ان الرغبة ابنة لحظتها ،فإن كانت تعوّل المحطة على هذا البرنامج بشكله ومضمونه الحاليين فهي مخطئة لأن لذة المشاهد عابرة ومؤقّتة ولن تدوم ، من هنا ننصح الاعلامي مالك مكتبي ومن يدعمه في محطة lbci و”من يشّد على مشدّه” البحث عن مضمون قيّم لبرنامج “أحمر بالخط العريض” لأن ما قام به بالامس باستضافته احدى “التافهات” نقطة سوداء تُسجّل في تاريخه الاعلامي وتاريخ المحطّة على حدّ سواء.
لن أدخل في تفاصيل الحلقة لكي لا أعطي ضيفته الحسناء شرف ذكرها على موقعي ولكن أتوّجه الى مالك لأقول له ان شرف هذه المهنة وأخلاقها اهمّ بكثير من كل الضجّة الاعلامية التي قد تحصدها حلقة تلفزيونية قوامها “الاغواء” و”الاغراء” ، وان كرامة المهنة تساوي مئة “عاهرة ” تستقبلهن “ليأكلن هوا” على الشاشة، وان جمهورك الذي وثق بك ودعمك خلال كل السنوات السابقة يستحق منك لفتة احترام وليس صفعة كالتي وجهتها له بالامس حين استضفت شابة سخيفة جداً، مريضة نفسياً ومهووسة إغراء وشهرة واعطيتها مساحة كبيرة على شاشة كانت بالنسبة لنا دائماً البيت الثاني والمدرسة الثانية والجامعة الثانية فخذلت جمهور عريض اصبح يخاف منك على نفسه وعلى شبابه ولا يثق بعد الآن انك المؤهّل لمعالجة أموره ومناقشتها لأنك أصبحت تعتمد على أسهل طريقة لجذب المشاهد وأرخصها عل الاطلاق بعدما كنت تعوّل على مواضيع أكثر عمقاً تغوص بها بثقة .
مالك مكتبي انت سقطت بالامس في امتحان ثقة المشاهد حين أحضرت له الى الاستوديو “احداهن” وسمحت لها ان تتبجّح وتحاضر بالعفّة والاحترام والاخلاق وسمحت لها ان تخدش حياءه واعطيتها مساحة كبيرة على هوائك وساهمت في توسيع رقعة انتشارها وشهرتها وانت العالِم ان البنات على شاكلة هذه تُهين الشابة اللبنانية وتشوّه صورتها وتسيء الى سمعتها وكأنه ينقصنا المزيد من سوء السمعة في ظل كل الفلتان الحاصل في مجتمعنا اللبناني وبدل ان تساهم في تصويب الامور وحثّ الشباب على العودة الى صوابهم والتحلّي بالاخلاق وتحسين صورتهم تجاه المجتمعات الاخرى، تحتفل باستضافة “احداهن” وهي عيّنة فاضحة عن فلتان مجتمعنا وانحطاطه وتستضيفها بسعادة عارمة ورضا تام في حين كان يتمنى الوف المشاهدين من الرجال الرجال المتواجدين في الاستوديو – وليس انصاف الرجال- ان يصفعوها على وجهها المحقون بالبوتوكس ويشدّونها من شعرها من أدما الى بيروت ليضعوا حداً لهذه المهزلة وربما هذا ما يجب ان تقوم به الدولة لأن العهر لا يكون فقط في البيوت المشبوهة وفي الكاباريهات وانما ايضاً على الشاشات التي “فلتان الملأ فيها” و”فاتحة ع حسابها” ونحن نسأل اين الدولة وأجهزتها من كل ما يحصل ؟ فالسلاح ليس وحده من يفتك بالشعوب انما الانحطاط الاخلاقي أسرع وأقوى فتكاً والامن العام مسؤول عن هذا المنظر الذي شاهدناه على شاشة (ال بي سي) بالامس، فحريّة التعبير لا تعني انحلال الاخلاق والدولة يجب ان تتحمّل مسؤوليتها في تطهير سمعة هذا البلد التي لوثّتها “ضيفة ” مالك مكتبي وأخواتها فهن لا يخسرن شيئاً ان تعرّين هنا وهناك طالما ان مالك مكتبي العظيم وغيره يشرّعون لهن الابواب ويستقبلونهن في برامجهم.
وننصح مالك ان استمر باعتماد هذا الاسلوب الرخيص في حلقاته المقبلة ان يغيّر اسم برنامجه فيصبح “للكبار فقط ” ويعرضه بعد منتصف الليل .
وفي نهاية المقال نقول ان الحقّ ليس فقط على مالك مكتبي الذي فقد كل مصداقيته بالامس بل أيضاً على محطة “ال بي سي” التي تحدّثت عن هذه “السخيفة” في نشرة الاخبار الاسبوع الماضي . ونحن نطالب “ال بي سي” اليوم ان تعود الى رشدها ونتوّجه اليها قائلين:” عودي الى دورك الريادي في تأهيل أجيال بكاملها والمساهمة في توجيهها ومساعدتها على القيام بأفضل الخيارات في حياتها والتمسّك بقيمها وأخلاقها والاستشراس في الدفاع عنها ، كوني النور في عتمة اعلامنا الحالي، كوني الطريق والمرجع لشبابنا الضائع والمتردّد، كوني منارة هذا الجيل المتخبّط بقلقه ويأسه واحباطه، هكذا كنت بالنسبة لي ولجيلي ارجوكِ لا تتخلّي اليوم عن دورك هذا مهما كانت دوافعك وأسبابك واهدافك ومهما قست عليك الظروف ومهما صعبت المنافسة ، والا تسقطين …وما أكثر من يصلّون ويتمنّون حصول ذلك!”