خاص- الاعلامي نيشان ديرهاروتيونيان لم يوّقع عقداً مع محطة (أم تي في) والحياة تجّرأت حيث لم تجرؤ (أم بي سي) والمشاهدون هم الرابح الاكبر
انضّم الاعلامي اللبناني نيشان ديرهاروتيونيان مؤخراً الى قناة الحياة المصرية واعلنت المحطة عن انضمام نيشان اليها خلال مؤتمر صحفي دعت اليه كل وسائل الاعلام المصرية وكانت لافتة سعادة المحطة وادارييها بإنضمام اللبناني نيشان اليها، وهذا ليس جديداً على اعلاميينا اللبنانيين الذين تحوّلوا الى قبلة وسائل الاعلام العربية لما يتمّتعون به من ثقافة واسعة وحضور قوي وقدرة فائقة على التأقلم مع كل كوادر المؤسسة والعاملين فيها ولما يتمتّعون به من رقي ولياقة وهذا كافياً ليتلقوا العروض من عدد كبير من المحطات ، فكيف ان كان الاعلامي هو نيشان ديرهاروتيونيان الذي “اوّل دخولو شمعة ع طولو” ، اذ عبّر خلال المؤتمر الصحفي عن سعادته الكبيرة بانضمامه الى الحياة حين قال : “كان حلمي دخول الإعلام المصري، وكنت أتابع ما يقدّمه الإعلام المصري من برامج” وبذلك يكون نيشان الذكي جداً قد طمأن الاعلاميين المصريين الذين امتدحهم بطريقة غير مباشرة وأكّد انه من متابعيهم ومعجبيهم وبالتالي هو ليس هنا للتحدّي او المنافسة، ولم يمّنن نيشان محطة الحياة بالانضمام اليها انما تحلّى بالكثير من التواضع حين قال ان دخول الاعلام المصري كان حلمه.
وأضاف نيشان خلال المؤتمر انه متابع جيد جداً ويحب التعلّم من الجميع، وان أهم ما يميّز الإعلام المصري أن به أساتذة كبار جميعنا نتعلم منهم، واعترف انه يعشق معتز الدمرداش ومحمود سعد وعمرو أديب وبذلك يكون نيشان قد اغلق كل الابواب المحتملة التي قد يفتحها عليه الاعلاميون المصريون المتحسّسون من زملائهم العرب خاصة اللبنانيين منهم ، فبعض كبار الاعلاميين المصريين لا يتقّبلون بسهولة منافسة غير المصريين لهم في عقر دارهم وهذا ما حصل مع الاعلامي اللبناني طوني خليفة الذي حاربه عدد لا يستهان به من الاعلاميين المصريين ومضى وقت طويل قبل ان يتلّقفوه ويسوعبوا نجاحه ويدعموه، وهذا ربما تفاداه نيشان فتّعلم مما حصل مع طوني، فقطع على الجميع طريق العداء او المحاربة او المنافسة معه، وهذا ما بدا واضحاً من كافة وسائل الاعلام المصرية التي رحّبت على صفحاتها بفتى برامج المنوعات الاول في الوطن العربي.
وقد كشف نيشان أنه تلقى عدداً كبيراً من العروض من القنوات الفضائية بعدما أنهى عقده مع قناة “الجديد” اللبنانية، منها عروض من قنوات الـ”إم بى سي” والـ”إل بى سي” و”دبي”، إلا أن نيشان فضّل عرض قناة الحياة، وهنا لا بدّ من طرح السؤال “كيف تخلّت محطة ام بي سي ” عن نيشان ولمَ لم يذكر نيشان قناة “الجديد” بين المحطات التي قدّمت له عروضاً سيما وان “الجديد ” كانت قد حالت دون تقديم نيشان اي برنامج جديد بعد “أبشر” الى حين انتهاء العقد معها ؟
السؤال الثاني إجابته سهلة فقناة “الجديد” لا يمكن ان تستوعب اعلامياً بحجم نيشان في ظل المنافسة المستشرية بين كبريات المحطّات الاعلامية الراغبة بنيشان، لا على المستوى المادي ولا المعنوي، ولو ان صداقة تربطة بصاحب المحطة الاستاذ تحسين خياط .
اما السؤال الاول فربما تصعب الاجابة عنه. فكيف لمحطة بحجم “ام بي سي” الا تجيّر كل امكاناتها للحفاظ على نيشان وتجديد عقده معها وتموّل او تنتج كل برامجه ، فهو الوحيد الذي استطاع ان يجمع كبار النجوم في برامجه التي لا تشبه اي برامج أخرى، لانّ نيشان وببساطة يعرف من اين تُؤكل كتف برامج المنوّعات وهذا ملعبه أصلاً وهو يتقن أصول اللعبة ، ومهما اختلف الجمهور واختلفت آراؤه حوله، الاّ انه يبقى الاكثر استقطاباً وبرامجه تبقى الاكثر مشاهدة، من هنا نستغرب ونستهجن قرار محطة رائدة كـ”ام بي سي” التي تبحث ولو في الصين عن نجم مبدع في الاعلام الا انها اليوم وبعدما تخلّت عن الكبير جورج قرداحي ولم تدافع عنه وتحميه من حمم اتهامات المتطرفين سياسياً وبعدما تخلّت قبله عن الاعلامية الناجحة جداً كارولينا دي اوليفيرا ، ها هي اليوم تتخلّى عن كبير ايضاً في الاعلام هو نيشان ديرهاروتيونيان ، في حين يقدّم اهم برامج المحطة حالياً بعض أشباه الاعلاميين الذين لم يحقّقوا أي فارق على هذه الشاشة الماسيّة.
وقد علم موقع “بصراحة” ان نيشان طلب من ادارة محطة الحياة تصوير برنامجه الحواري الرمضاني في استوديوهات في بيروت. وهذه ليست المرّة الاولى التي يطالب فيها نيشان بتصوير برامجه في بيروت، فقد صوّر كل برامجه في لبنان مع العلم ان ذلك مكلف على اي محطة عربية او مصرية الا ان نيشان معروف بموقفه بهذا الخصوص اذ يحرص على توفير فرص عمل لّلبنانيين الذين يشاركون في هذا البرنامج، الا ان القيّمين على المحطة محتارون بأمرهم ولم يقرّروا نهائياً اين سيصوّرون البرنامج نظراً للاوضاع الامنية المترّدية ان كان في القاهرة او في بيروت، ونشير ان البرنامج من انتاج شركة “سوني”، ومن اخراج باسم كريستو، ومن اعداد طوني سمعان.
من ناحية أخرى لم يوّقع نيشان عقداً مع محطة “ام تي في” اللبنانية كما نُشر بالامس الا ان محطة”ام تي في” تتفاوض مع قناة” الحياة” التي انضّم اليها نيشان حديثاً للحصول على حقوق عرض برنامج “نيشان” الجديد أرضياً تزامناً مع عرضه على قناة الحياة فضائياً .
لا شك في ان نيشان مكسب لكل محطة يطّل عبرها وهو خسارة لكل محطّة لا تقدّر مدى خسارتها بخسارة نيشان ، ونحن نشعر بالاسف والاسى على هذه المحطات التي تتبنّى مؤخراً اشباه الاعلاميين وهم إمّا مهرّجين اوعارضات ازياء او ملكات جمال ، فهي اصبحت تجارية لدرجة انها لم تعد تأبه لمستوى وخبرة ونجومية وقدرة مقدّميها فيكتفون بقراءة ما يكتب ويُعّد لهم وبالتالي لا يكّلفون المحطّة أجوراً عالية وخيالية، متناسية انها تكبر بمقدّميها من اصحاب الخبرة والشعبية الواسعة وهم يستحقون كل فلس يتقاضونه وربما كانت محطة الحياة اكثر حكمة وحنكة وتقديرا حين استقدمت اعلامي بحجم نيشان مما جعل كل الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية المصرية تستهل مقالاتها بالقول: “المقدّم اللبناني نيشان قدّم عددا من البرامج الناجحة واللافتة للنظر مثل “المايسترو”و”العراب” و”أبشر” مما جعل نيشان يحقّق شهرة واسعة وجماهيرية كبيرة لدى المشاهدين العرب، وهو ما دفع قناة الحياة للتعاقد معه من أجل تقديم أول برنامج حواري مباشر فى رمضان المقبل…”
يكفيك يا نيشان فخراً بكل ما كتبته عنك الصحف المصرية حتى اليوم ونتمنى ان يوفّقك الله وترفع اسم لبنان وتشرّف الاعلام اللبناني في مصر تماماً كما فعل زملاؤك وعلى رأسهم الاعلامي المتميّز طوني خليفة، ولكن شرط الا تتنافسا خلال الشهر الفضيل الا على تقديم ما هو أفضل وأرقى …