خاص- بياريت قطريب لبصراحة: أريد الإبتعاد فترة كي استطع أن أُخرج رشا من داخلي؛ والذين إنتقدوا دوري ليأتوا ويمثلوا 90 حلقة من شخصية بصعوبة رشا
ممثلة لبنانية شقّت طريقها ببطء ولكن باحترافية ، تتمتع بخفة دمّ وتواضع لا مثيل لهما، لها رصيد فنيّ تمثيلي لا بأس به الاّ ان النوعية تبقى اهم من الكمّية.
تعرّف عليها الجمهور اكثر واحبها اكثر من خلال اخر اعمالها “روبي” حيث اثبتت موهبتها في التمثيل بعد ان نجحت في تقديم البرنامج الصباحي على شاشة تلفزيون المستقبل “اخبار الصباح”، كنا لنا مع بياريت هذا اللقاء الصريح والصادق، نتمنى ان تستمتعوا به.
– كيف وجدت شخصية رشا في مسلسل “روبي”؟
– أحببت الدور كثيرا، كان صعبا ولكني انسجمت به وكان تحدياً بالنسبة لي، ولا اخفي عليك انه بعد ان صورنا اول 64 حلقة وتمّ عرضها، اكتشفت صعوبة الدور لانه حزين، هذه الشخصية لديها الكثير من المشاكل والضغوطات هناك من قال لي نريد ان نرى رشا تضحك وتكون فرحة، فالجمهور يتفاعل مع الدور، ولكن النتيجة اتت اجمل من ما توقعت.
– هل يصعب التمثيل الى جانب كبار الممثلين كفادي ابراهيم، وتقلا شمعون؟
– صراحةً لم أشعر بصعوبة لأن علاقتنا منذ البداية كانت مبنية على الشفافية، ابتداءً من سيرين فلم أشعر أن هناك أي حاجز بيننا ، فالعمل معها ممتع لأنها شخصيّة يسهل التعامل معها ، كان هناك إنسجام بيننا كذلك مع تقلا. أنا أتكلم عن تقلا وسيرين لأن أغلب مشاهدي كانت معهما، وكنت سعيدة بالعمل مع باقي الممثلين مثل دياموند التي مثّلت معها للمرة الأولى، كذلك دوري سمراني وطارق انيش، و المخرج الذي كان يعلم جيداً كيف يدير العمل لكي نحصل على المصداقية لدى الجمهور.
– هل كان هناك أي عوائق في التمثيل الى جانب ممثلين من لهجات اخرى كالسورية والمصرية؟
-أبداً، بالنهاية اللغة العربية هي واحدة بغض النظرعن اللهجات، كما أن إختلاف اللهجات في العمل جذب الجمهور كثيراً، فأمير كرارة لديه جمهوره وكذلك مكسيم ودينا، الجميع كذلك. هذا يعطي غنىً أكثر للعمل. بالنهاية الدراما تعكس صورة المجتمع وهذا حال مجتمعنا.
– برأيك ما هي العوامل التي جعلت مسلسل “روبي” يحظى بهذه النسبة من المشاهدة؟
-هناك مجموعة عوامل، فهو يعرض على ال LBC والMBC . محلياً الأولى لديها أكثر نسبة مشاهدة وعربياً الثانية وهي معروفة بالمسلسلات الدرامية التي تعرضها.
ثانياً القصة، فهي جميلة جداً وكلوديا عرفت كيف تكتبها بنفحة لبنانية. ومن ثم خيار الممثلين فكان موفقاً جداً. باختصار، المزيج الذي توصّل اليه جعلت المشاهد يصدّق ويتعايش مع الشخصيات.
– كيف تشعرين عندما يحب الناس بياريت و يكره سيرين بسبب دوريكما في المسلسل؟وكم تشبه رشا بياريت قطريب؟ ما هي اوجه الشبه واوجه الاختلاف ن وجدت؟
– من الطبيعي أن يتعاطف المشاهد مع الشخص الطيّب ويكره الشرير، لكن روبي أصبحت شرّيرة لأنها ضحية وارادت الإنتقام كي تسطيع أن تعوّض الحرمان والفقر الذي المّ بها وبوالدتها وشقيقتها. أما رشا فهي شخص طّيّب فمن الطبيعي والبديهي التعاطف معها، كما انني شخصياً أحب أن ألعب دورا شريرا. بعض الأشخاص يظنّون انني فعلاً رشا وان سيرين هي روبي وأحياناً أشعر أن شخصيتي كبياريت قد أُلغيت وهذا يدلّ على مصدقيتنا في العمل.
أما بالنسبة للتشابه والإختلاف بين بياريت ورشا ، فتتمتّعان بالهدوء نفسه ولكني لا أشعر انني استطيع أن أضحّي كما رشا، أقصد أن أوقف دراستي في المدرسة وأعمل كي أصرف على تعليم أختي واساعد أمي. لا استطيع أن أكون متفانية إلى هذه الدرجة كرشا. كما انني استمتع بالحياة أكثر وذكية أكثر فرشا وقعت بالخطأ، ربما لأنها كانت حزينة وضعيفة ولا أحد معصوم عن لخطأ. عندما أرى رشا تبتسم في المسلسل أفرح، بدأ الجميع يناديني برشا على الطريق فليس من السهل أن تمثل 90 حلقة، اي ما يعادل 3 مسلسلات.
– هل يزعجك ان يعتبر الناس سيرين عبد النور البطلة وتوضع صورتها في اعلان المسلسل في حين يهمّش باقي الممثلين؟
إطلاقاً لا يزعجني فالمسلسل إسمه روبي وروبي هي سيرين وهي بطلة العمل وكل شخصيات القصة تدور حولها.
– في رصيدك 16 عمل، سمّ لي الاقرب الى قلبك ولماذا؟
– لنتكلم عن الدراما فأنا افصل دائماً بين الدراما والسينما، هناك دور لم يعرض بعد في مسلسل “هروب” للكاتبة كلوديا مرشليان و إخراج ميلاد ابي رعد، عندما صوّرته كانت فترة مميزة فيها الكثير من الصعوبات و كنت مرتبطة بالكثير من الأعمال ولكني أشعر انني اندمجت كثيراً فيه. الدور في “هروب” كان مميزاً جداً بالنسبة لي، أما رشا فهو دور جميل لكنه صعب جداً. أريد الإبتعاد فترة كي استطع أن أُخرج رشا من داخلي فهذا غير صحّي لي كممثلة.
– بعد تجارك التمثيلية، هل تفضلين التمثيل، تقديم البرامج ام الاعلانات؟
– الاعلانات كانت مرحلة ومضت. إذا كنت ساقدم أيّة إعلانات أخرى اريد أن أكون الوجه الإعلاني وليس أن اشارك فقط، أما بالنسبة إلى التقديم والمتثيل فهما يكمّلان بعضهما البعض، لا استطيع إيقاف أحد منهما، العروض التمثلية تأتي وتذهب أما التلفزيون فهو عملي الثابت وأجري الثابت، هو ما تعوّدت عليه كل يوم ، أنا اقرأ كل الصحف منذ خمس سنوات في “أخبار الصباح” ولا استطيع التخلّي عنه طالما استطيع التوفيق بين التقديم والتمثيل.
– كيف يرى زوجك دورك في روبي؟ هل يرى في ذلك اوجه شبه في شخصيتيكما؟
للصراحة زوجي لا يتابع دراما ولكنه يشجعني كثيراً، اطلب منه أن يتابع وهو يشعر بمسؤولية حيال ذلك حتى بما يخّص برامج أخبار الصباح. هو بعيد كلياً عن حياتي الفنيّة، لكن دعمه لي وتفهّمه هما أكبر دعم لي.
– كيف تصفين تعاملك مع المخرج رامي حنا؟
التعامل مع رامي جميل جداً هو حسّاس جداً وهادئ. لديه تقنية خاصة في ايصال وتوجيه الملاحظات بكلمات قليلة ولازمة واتمنى أن أعمال معه مرة أخرى إن كان كمخرج أو كممثل لديه كاريزما جميلة جداً.
– اين وجدت نفسك اكثر في روبي ام مسلسل الشحرورة؟
المسلسلان مختلفان. فالشحرورة سيرة ذاتية أما روبي فهي قصة من نسج الخيال.
بالنسبة للشحرورة فهو يعتبر مرجع نعود اليه بعد سنوات طويلة ، حينها نستطيع مشاهدته في المكتبة لنطلع أكثرعلى تفاصيل حياة الشحرروة. أما روبي ليس قصة واقعية ولا تجوز المقارنة بينهما ولكنه مميز كثيراً بالنسبة لي، لقد نقلني فعلاً إلى مرحلة جديدة وكل الأعمال التي قدمتها في السابق لم تسلّط علي الضوء كما روبي. أنا ادين بالشكر الكبير لهذا المسلسل الذي وضعني بهذا المكان الان.
– برأيك ما هو المسلسل الذي يحظى بنسبة مشاهدة اعلى على قناتي ال MBC و ال LBC؟ روبي ام فاطمة؟ ولماذا؟
أنا لا أتابع فاطمة، لأنني بمجرد أن انتهي من مشاهدة روبي أطفئ التلفزيون واذهب للنوم ولكن أسمع بأصداء كثيرة عن المسلسل. هناك الكثير من المشاهدين يتابعون “روبي” ومن بعده “فاطمة ” مع العلم أني أعلم كل تفاصيل أحداث مسلسل روبي لكن هناك ما يشدّني دائماً لمتابعة روبي. إذا فاتتني إحدى الحلقات أتابع الإعادة ، انتقد نفسي في الدور لأننا أمام الكاميرا هناك تفاصيل لا نراها ولكن عندما نشاهد المسلسل نستطيع أن نرى بالظبط اين تكمن اخطاؤنا.
– مسلسل روبي شرّع للممثلين اللبنانيين ابواب الشهرة العربية هل بدات تستشعرين ذلك؟ كيف؟
-ألمس ذلك من خلال ردّات فعل الجمهور العفوية، أما عربياً، من خلال تواصل الناس معي على فايسبوك وتويتر وكم ان هناك من متابعين للعمل من تونس الجزائر ومصر وسورية، حتى الجاليات اللبنانية في السنغال وكنداو أميركا يرسلون لي الرسائل، وهذا يفرحني كثيراً.
نجاح المسلسل ليس فقط عربياً بل عالمياً بين الجاليات ويتابعونه من خلال الفضائيات أو الانترنت، وكذلك من خلال بعض العروض التي بدأنا نلمسها والإتصالات من منتجين عرب. هذا دليل على أن المسلسل أخذ حقّه ولديه نسبة مشاهدة عالية جداً.
– كثر انتقدوا دورك واعتبروا دورك جامداً لا روح فيه ،هل انت ادّيت دورك تماماً كما طلب منك وماذا تردّين على هذه الانتقادات؟
الأشخاص الذين إنتقدوا دوري ليأتوا ويمثلوا 90 حلقة من شخصية بصعوبة رشا، شخصية لديها هذا الكمّ من المشاكل والعقد وهي تحمل هموم الدنيا على كاهلها، ومن ثم يعطوا رأيهم. هذا ما أردّ به عليهم، ليتهم يدخلون الى اعماقي ليعلموا كم أرهقني هذا الدور جسديّاً ونفسياً. هذا دليل على انني أدّيت الدور بكل مصداقية ممكنة، وإذا أرادوا توجيه هكذا ملاحظة فهي لمخرج العمل. لأن المخرج لا يرضى بأي دور او أداء إلا إذا كان كما يريد. وما قال عنّي ليس جيدّاً بحق رامي حنا. لم يطلب مني كيف يجب أن تكون رشا، انا قرأت النص وتخيّلت الشخصية وصوّرت مباشرةً، عندما كان هناك ملاحظات كان يواجهها لي المخرج.
– في كزانوفا كنت امراة ضعيفة وفي روبي كذلك مما يجعل المشاهد يعتقد انك ضعيفة الشخصية في الحقيقة، الن نرى بياريت في ادوار تتطلب شخصية قوية ومتمردة؟ وهل يزعجك ان تبقي في نفس القالب الذي وضعك فيه معظم الكتّاب؟
من المؤكد انني لا ارغب في أن أوضع في القالب ذاته دائماً، أريد دوراً يضعني في صورة أخرى، فمسلسل “هروب” أيضاً ألعب فيه دور الضحية، مشابهة لشخصية رشا في روبي ومي في كازانوفا، وأريد أن أوجه تحية إلى باتريسيا هاشم رئيسة التحرير حيث كتبت مقالاً تدعو فيه الكتاب أن يروا بياريت بشخصية أخرى وأنا أؤيدها 100% و أنا بحاجة الى أن أرى نفسي في قالب أخر، أريد ما يشبه دور عايدة في مسلسل نضال حيث كانت متمردة ووقفت في وجه الباشا واغرمت بشاب فقير ومتمرّد. عندما توجّه الانتقادات هذا دليل نجاح وانني موضوع مثير للجدل واكرر أنه كان من الصعب جداً جداً أن ألعب شخصية رشا.
– ضعي لنا بشكل تراتبي من ال 1 الى 5 ، من الاقوى الى الاضعف بين سيرين عبد النور ، تقلا شمعون، ديامان بو عبود، ندى بو فرحات وانت؟
لا استطيع صراحةً وسأقول لك لماذا. تقلا لديها تاريخ فني كبير جداً في المسرح والتلفزيون والسينما وهي أُمنا في التمثيل. انا و سيرين وتقلا كان بيننا إنسجام كبير جداً بسبب المشاهد المشتركة وأنا شخصياً لم أشأ أن أغطّي على أحد أو أن أسرق من نجومية أحد فمثلما تُعامل تعامل فكان همي الأول أن أعمل بضمير وأن أوصل الرسالة كما يجب. والجمهورهو الذي يقرر من هي الممثلة الأفضل.
أما سيرين فلديها نجومية كبيرة جداً. فهي نجمة بكل ما للكلمة من معنى في التمثيل والغناء لديها قاعدة جماهيرية كبيرة جدا وتستاهل أن تكون محبوبة. هي من الأشخاص الذين من سنوات يصعدون السلم درجة درجة ليصلوا بجدارة.
أما ندى بو فرحات فكانت تجربتي الأولى معها، هي شخص مميّز بالنسبة لي. وقفت إلى جانبي من حيث أنها ساعدتني في تخطّي رهبة التمثيل إلى جانب الممثلين الكبار حينها. أما دياموند تعطي الدور حقه وأكثر وهي ممثلة بارعة حيث استطاعت التوفيق بين التعبير عن الفرح والحزن والإعاقة التي لديها في دور شيرين وكثيرون خيّل لهم أنها لديها هذه المشكلة فعلاً.
بعد روبي ما هي مشاريعك؟
مسلسل “هروب” صوّر منذ سنة وهو من بطولة كارمن لبس ويوسف الخال، ودوري هو أخت كارمن، هو مسلسل إجتماعي يجسّد كيف كل شخصية لديها مشكلتها وكيفية الهروب منها بطريقة معينة. ومن هنا جاء إسم المسلسل .من المتوقّع عرضه بعد رمضان لأنه واجه مشاكل إنتاجية في البداية، كما علمت مؤخراً أن مروان حداد قد اشتراه ويكمل عملية المونتاج ليعرضه على ال LBC.أما حالياً اشعر أني بحاجة إلى الراحة بعد روبي. شخصياً قد تتداخل الشخصيات لدي بعضها ببعض. خلال عشرة أشهر أشعر أني بحاجة أن أُخرج رشا من داخلي كي استطيع تجسيد شخصية أخرى كالمرأة القوية المتمردة بعيداً عن المرأة المكسورة.
كلمة اخيرة لقراء موقع بصراحة
-أولاً أريد أن أشكرموقع بصراحة على الدعم الذي تقدمونه لي ولمسلسل روبي في تفاصيله، وأنا أتابع دائماً ما ينشر عن العمل والممثلين فيه، واشيد باسلوبكم الجميل فانتم توصلون نقدكم الاجابي والسلبي بطريقة جميلة وتختارون كلماتكم بدقة . واشكر كل ما أحبنّي بدور رشا، واشكر المسلسل بحد ذاته وكلوديا ورامي حنا. أنا فرحة جداً وفخورة بهذا العمل، سوف يبقى معي طالما حييت لأنه سلّط الأضواء علي أكثر