رأي خاص- الفنانون العرب يتخبطون بين مشاعرهم وواجبهم، وهل يحق للجمهور ما لا يحق للفنان؟
لا شك في ان الفنانين العرب ضائعون بين سندان فنّهم وارتباطاتهم وبين مطرقة الصحافة وحكم الشعوب العربية على خلفية تلبيتهم لدعوات المتعهدين والبرامج التلفزيونية في ظل كل ما يحصل في العالم العربي من ثورات وأحداث، ولا شك في ان هؤلاء الفنانين يتخبّطون في ما يمليه عليهم ضميرهم القومي وبين ما يمليه عليهم واجبهم تجاه فنهم وجمهورهم .
فبالامس القريب الغى عدد من الفنانين حفلاتهم على خلفية بعض الاحداث الامنية المأساوية في عدد من الدول العربية حداداً على الشهداء ولتسجيل موقف انساني تجاه كل ما يحصل ومؤخراً تمَ إلغاء عدد من المهرجانات وبالجملة ومنها مهرجان الجنادرية في السعودية، مهرجان سوق واقف في قطر، مهرجان ليالي فبراير في الكويت وكذلك الغى عدد من النجوم حفلاتهم بمناسبة عيد الحب ومنهم الفنانة المصرية آمال ماهر التي اعتذرت عن احياء حفلها في الفورسيزون في القاهرة واعتذار الفنانة العراقية شذى حسون عن احياء حفلها في دبي.
بالمقابل تعرّض النجمان المصريان شيرين عبد الوهاب وتامر حسني لانتقاد لاذع من الجمهور والصحافة على حدّ سواء بسبب تلبية الاولى لدعوة محطة “ام بي سي” والغناء في برنامج “اراب آيدول” وتلبية الثاني دعوة لاحياء حفل في الولايات المتحدة الاميركية يأتي ضمن جولة فنية كانت مقررة منذ فترة وتم تأجيلها عدة مرات.
وهنا نسأل هل يحّق لنا ان ندين الفنانين الذين يلتزمون بعقود ولا يمكنهم الغاءها تفادياً لدفع البنود الجزائية ؟ وهل يحق لنا ان نطلب من هؤلاء ايقاف عقارب ساعة فنّهم بانتظار انتهاء الاحداث كل احداث الوطن العربي ؟ وان كان يحق لنا ذلك فهل نطلب من جمهورهم ان يلغي مناسباته الخاصة من اعياد ميلاد وحفلات زفاف وغيرها تضامناً مع ما يحدث في المنطقة ؟ او يحق لنا ان نطلب منه عدم الذهاب الى العمل والبقاء في المنزل انطلاقاً من المبدأ نفسه؟ وهل يحق للجمهور ما لا يحق للفنانين؟ وهل يحق لنا ان نقفل باب رزق هؤلاء الفنانين ان كان الفن مورد عيشهم الوحيد والشيء الوحيد الذي يجيدون القيام به؟
الفنّ بالنهاية هو عمل كباقي الاعمال، وقد يضّحي الفنان بحفل واحد او دعوة واحدة تضامناً مع شعبه ولكن هل يجوز ان نطلب منهم ملازمة المنزل واللطم والبكاء والنحيب خلال كل أشهر السنة بما ان الاحداث العربية تتأزم بطريقة تصاعدية ومستمرة؟
انتم وحدكم تملكون الاجابة عن هذا السؤال، فما هو رأيكم؟
