تغطية خاصة- شارع في زحلة يبكي نجوى كرم: شو وين عايشة؟ الولاد الزغار بيعرفوا بهالقصة؛ أنا لازم ارتبط و العلة مش بفستان العرس؛ لما كنت حلوة أنا و صغيرة و كانوا يعيطولي حسن صبي

بعد أن كان من المقرر أن تُعرض الحلقة الخاصة بشمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم على محطتي lbc الفضائية و mtv اللبنانية، فوجئنا بالتغيير الذي طرأ على البث في اللحظات الأخيرة و الذي أدّى إلى استبدال محطة lbc الفضائية بمحطة روتانا مع الاستمرار بالبث الحصري المحلي لصالح محطة mtv ، نظراً للتنافس الشديد بين المحطتين اللبنانيتين..

بدأت الحلقة التي كانت من توقيع المخرج كميل طانيوس بدخول كلّ من الإعلامية جومانا بو عيد و الفنانة نجوى كرم على وقع أغنيتي “بالروح بالدم” و “ما في نوم”..

و كانت الحلقة قد تضمنت الحفلة الناجحة لنجوى كرم التي أحيتها في مجمع سكاف في زحلة في 27 آب/أغسطس الماضي..

استهلّت جومانا الحلقة بمقدمة رحّبت بها بجارة الوادي زحلة و أهاليها و بنجوى بنت هذه المدينة.. و كانت ملفتة العبارات التي استخدمتها بوعيد للترحيب بنجمة زحلة خصوصاً عندما قالت: “نجوى كرم لبنَنَت الفن و زحلَنت الأغنية اللبنانية”.
قبل البدء بالمقابلة السبيسيال التي خصّت بها نجوى جمهورها بمناسبة عيد الأضحى، كان مقتطف لإطلالتها على المسرح بفستانٍ فضي لتغني “شوهالليلة” أولى أغنيات ألبومها الأخير “هالليلة.. ما في نوم”.

بدأت المقابلة مستفزة قليلاً من قبل جومانا بوعيد التي تتقن فنّ طرح السؤال القوي ببساطة و سلاسة، و إنما لم تنجح هذه المرة باستفزاز نجوى كرم التي تصدّت لكل أسئلتها بعفويةٍ تامة و صراحة مطلقة فاجأتها بها وأشعرتها بالحاجة للتخفيف من عيار الأسئلة المواجهة. و لعلّ السؤال الأجرأ من قبل جومانا لنجوى كان: “شو أخذ من دربك الفن”؟ و مَن تابع الحلقة كان لا بدّ له أن ينتبه أنّ سؤالاً كهذا كان كفيلاً بأن يحرّك مشاعر الأمومة لدى كرم التي أصرّت حتى الفقرة الأخيرة من الحلقة على فكرة أنّ الفن أعطاها الشهرة و حب الناس بالدرجة الأولى، العز و المجد، المال و الجاه، التميز و الثقة بالنفس.. و غيرها من النعم و لم يسلب منها شيئاً. فهي تعتبر أنّ كل الأشياء في الحياة هي مجدٌ باطل، كذلك الزواج و الأطفال رغم أنها تحب الأولاد كثيراً لأنهم الأصدق و يمدّونها بالطاقة الايجابية و القوة. و لعلّ الجملة التي طنّت في آذاننا و التي عرفنا فيها نسبة الصدق من الصدق اللذين يصبغان اسم نجوى كرم كانت: “تسأليني شو أخد منك الفن؟ اسأليني شو عطاكي”! (إشارةً إلى جومانا بوعيد).

اعترفت نجوى خلال الحلقة أنها “بيتوتية” و تحب البيت و أنّ الفن بالنسبة لها هو أمرٌ يفرحها و هو هوايتها و لا تنظر له من الجانب المادي البحت.

تخلل الحلقة عرض ل segment يلخص حياة نجوى التي وُلدت في 26 شباط في مدينة زحلة البقاعية و التي تأثرت في بداياتها بكل من والدها، والدتها، خالتها و جدّتها و ورثت عنهم الصوت القوي الذي خوّلها نيل الميدالية الذهبية عن الغناء البلدي في منتصف الثمانينات.. و كان ألبوم يا حبايب الذي صدر عام 1989 أولى ألبوماتها آنذاك، تبعه عام 1990 ألبوم شمس الغنية الذي حقق الرواج الأكبر و الانتشار و طبعها في خانة شمس الغنية – اللقب الذي رافقها حتى أيامنا هذه.

و في عرض سريع لأبرز مهرجانات نجوى كـ جرش و قرطاج، دبي و القاهرة، الجزائر و المغرب.. كانت النتيجة حتى اليوم تسعة عشرَ عملاً حضوراً ماكناً و طلة ساحرة.

و بالعودة إلى الماضي و الذكريات تمّ التوقف عند صورة لنجوى في عرس شقيقتها سلوى عندما كان عمرها لا يتجاوز الثلاث سنوات.. و أصرّت نجوى على عفويتها و صدقها خصوصاً عندما قالت: “لعمر ال19 كنت كل ما شوف مقص أعمل رجفة” و جاءت جرأتها مضاعفة عندما صرّحت: “كنت شيطانة و قوية، و كانوا يعيّطولي حسن صبي و ما يعرفوني إذا صبي أو بنت”!.. أو حتى عندما قالت: “ما كنت حلوة أنا و صغيرة، كنت ضعيفة و بشرتي غامقة”!

نجوى العفوية، و الصادقة الحذرة أجابت رداً على تشبثها بالأغنية اللبنانية و عدم غنائها باللهجتين المصرية و الخليجية: ” لا أستطيع التصنّع و أن أغني غير اللبناني أو الزحلاوي الجبلي”.. و بين نجمات جيلها فهي تعتبر نفسها أنثى تغني اللون الغنائي القوى الذي يتطلب شموخاً و عنفواناً و ليس فقط أنوثةً، مما يضعها في خانة اللامقارنة مع الفنانات الأخريات.

تبِع هذا الحديث الشيّق موّال “أبو الزلف” من حفل زحلة، الأمر الذي دعّم كلام نجوى و لم يترك مجالاً للشك أنها و في ملعبها، هي الأولى دون منازع.

في السياسة صرّحت كرم أنها لا تتدخل، و إن كانت قد غنّت في السابق لمناسبات، فهي حتماً لدوافع وطنية بحتة. إلا أنها ناقشت جومانا في السياسة و لعلّ أطرف اللحظات كانت عندما تساءلت نجوى عن ردة فعل جومانا و قالت لها: “شو وين عايشة؟ الولاد الزغار بيعرفوا هالقصة” إشارةً إلى أنّ البلد مسيّر من جهات أجنبية و أن اللعبة بدون أدنى شك خارجية.. الأمر الذي دفع جومانا بالإجابة: “اسم الله عليكي بس بدّك تحكي سياسة ما حدا قدّك”!

خلال الحلقة عُرض segment آخر يبين خضّة الشارع بشأن أغنية “ما في نوم” و التي اختلفت حولها الآراء، إلا أنّ الأغنية و بحسب نجوى هي “أفشة” و فكرة جديدة قدّمتها للناس تبنتها شركة sony بعد أن رأت فيها المواصفات الفنية و التقنية الناجحة..

كرم التي تحدّثت عن الأغنية و التي بيّنت هذه المرة أيضاً أنها مثقفة موسيقياً و أنها لا تغني لأنها فنانة و صاحبة صوت جميل و قوي فحسب، شرحت الإيقاعات الموسيقية المختلفة كالصعيدي و الأيوبي و الهندي و أشارت أنها فكرة الملحن و الموزع الموسيقي طوني عنقه.. كما صرّحت أيضاً أن ايقاع الأغنية “شي بوقّف القلب” و أنه تمّ التعديل مرات عديدة في اللحن و الكلام كي يتناسب و الإيقاع.

“ما في نوم” التي باتت تُطلب أكثر من مرة في حفلات نجوى الأخيرة، هي أغنية ولّعت بها نجوى المسرح و أشعلت جمهور زحلة الذي تفاعل معها إلى أقصى الحدود خصوصاً في هذه الأغنية.

لم تمرّ الحلقة دون استضافة بعض الأسماء اللامعة التي تعاملت مع نجوى في ألبومها الأخير و كان أبرزهم في استضافةٍ أولى الشاعر نزار فرنسيس و الملحن وسام الأمير، فضلاً عن استضافة ثانية للملحن رواد رعد، الشاعر و الملحن سليم عساف و الموزع الموسيقي داني حلو..

خلال الاستضافة الأولى أعربت نجوى عن حبها الكبير لقصيدة كتبها نزار فرنسيس عن الجيش، فطلبت منه أن يؤديها، فكان لها ذلك وسط حماسها و تفاعلها مع كلمات القصيدة.. نزار الذي لم يتورّع عن الحديث الحسن عن نجوى كرم و الذي صاغ لها كلمات أغنية “طمعتك” قال: “نجوى عاصفة استمرّت 25 سنة و لم تزل مستمرة”!

أما وسام الأمير فاستعرض نجاحاته مع نجوى و التي كان أبرزها: “خيروني ابن العم”، “ما حدا لحدا”، “حظي حلو”، لو ما بتكذب”.. و غيرها من النجاحات و الأعمال القوية.. وعبّر عن فرحه و سعادته لحصّته بنجاح نجوى كرم و قال إنه يشرفه أن يتعامل مع انسان مثقف يدرك كيف يفصل بين علاقاته الشخصية و المهنية.

حول أغنية “طمعتك” فهي مهمة معجبي نجوى التي أوكلت إليهم تصويرها و تمّ عرض مقتطف من إحدى الكليبات التي وصلت من أحد معجبيها و هو نديم المر.

الاستضافة الثانية كشفت عن الملحن رواد رعد الذي تعامل مع نجوى للمرة الأولى في لحن أغنية “طمعتك” و الذي أعرب عن سعادته بهذا التعاون.

أثنى سليم عساف على احساس نجوى كرم في الأغنية التي تعاملت بها معه في هذا العمل وهي أغنية “لو بس تعرف” التي هي من كلماته، وأغنية “يا بيّي” من كلماته و ألحانه.

أما داني حلو فوزّع “طمعتك” في هذا العمل و أغنيات أخرى سابقاً ك”بالروح بالدم” و “الحلم الأبيض”، وأشارت نجوى أنه انسان مثقف موسيقياً و أخلاقياً و أعربت عن سعادتها بهذه الجلسة الممتعة و الجميلة.

خلال الحلقة أيضاً صرّحت نجوى أنها لا تحب الfacebook و لا يعني لها شيئاً لكنها تتطلع على كل ما يكتبه لها الفانز، وهي على موعد أسبوعياً مع معجبيها فتكتب لهم رسالة بخط يدها تعبيراً عن حبّها لهم وشكرها على دعمهم.

و كان طريفاً اقتحام خزانة نجوى و فساتينها التي لا زالت تحتفظ بها منذ بداياتها حتى اليوم.. و في مداخلة لمصمم الأزياء زهير مراد كشف أنّ نجوى غيّرت ولم تتغير رغم تنوع القصّات و الفساتين وأنها تبقى ألوانها المفضلة هي الذهبي والفضي، الأبيض والأحمر. زهير قال أنّ نجوى صوت بالدرجة الأولى و لكن لا يغيب عن بالها حرصها على أنوثتها، فهي بدون شك رمز من رموز الأنوثة.

وعن سؤاله عمّا إذا كان سيصمم لها فستان عرسها علّقت نجوى ضاحكة: “العلّة مش بفستان العرس” وأضافت أنّ زهير فنان محترف ويتقبل الملاحظة، فهو خلاق ومتواضع.

في الأيام العادية صرّحت كرم أنها تبدأ نهارها بفنجان القهوة والرياضة، لتكمل نهارها بالتفتيش عن أغنية أو لحن و فكرة جديدة.

وعندما سألت جومانا نجوى: “مَن يحمل سرّك”؟ أجابت نجوى بجدية: “أنا بحمل سرّي”، فقد يحصل أن أجلس وحيدة في غرفتي، أصرخ وأصلي وأطلب من الله وأشكره على نعمه”.

عن الارتباط قالت نجوى أنّ بعض الناس تعوّدوا عليها عزباء، أما البعض الآخر يتمنى لها الزواج باعتبار أنّ الفن لن يدوم في النهاية. وقالت بالحرف: “أنا لازم أرتبط”، فردّت جومانا ممازحة: “هذا يعني أنك عاشقة”!

بدأ الجزء الأخير من الحلقة بأغنية “لشحد حبك” التي غنتها نجوى في حفلة زحلة، تبعها عرض segment لنجوى مع مجموعة من أصدقائها في البرّية، فظهرت نجوى عفوية جداً تضحك وتمرح، تغني وترقص وتقوم بتقطيع البصل وتحضير التبولة.

أما عندما طلبت جومانا من نجوى مشاهدة الsegment ما قبل الأخير والتعليق عليه، لم تستطع نجوى أن تحبس دموعها فتفاجأت و تأثرت عندما عرفت أنه تم تخصيص شارع خاص باسمها في منطقة زحلة انطلاقاً من زاوية البلدية وصولاً إلى منزل أهلها. فأردفت جومانا: “إنّ هذا الشارع ان تنسيه دمتِ حيّة”.

عندها علّقت نجوى قائلة: “أنا ما فيّي انسى كل شوارع زحلة” فشكرت الله و بلدية زحلة على هذا التقدير الملفت و تابعت: “بلّشنا بكلمة شو أخد منّك الفن.. شوفي شو عطاني”! لتعود وتختم متأثرة: “برجع بقول إنّي بغنّي لإحمل اسم لبنان و زحلة أولاً”..

سألت جومانا نجوى عن الفكرة التي سترتجلها في هذا الشارع، فردت نجوى بحزم: ” رح ازرع فيه أزر لبنان”.

غصّت نجوى و توقفت عن الكلام و ختمت جومانا الحلقة بأنّ اسم نجوى كرم تمّ وضعه رسمياً على خريطة شوارع زحلة، و عند تعليق اليافطة الرسمية سنكون مع نجوى للاحتفال بهذا المناسبة الخالدة.

أما ال segment الأخير عن حفلة زحلة فكان عبارة عن medley ضمّت موّال “زحلة بلدنا” و أغنيات من قديم نجوى و جديدها مثل “تعا خبيك”، “عم يرجف قلبي”، “روح روحي”، “بدك ترجع”، “الله يشغللو بالو”، “مجبورة” و غيرهم من الأغنيات الذهبية.

حلقة الأمس كانت من أمتع المقابلات على الإطلاق، و كانت بالفعل تستحق المشاهدة.. تعرّفنا فيها على نجوى الانسانة بالدرجة الأولى، الجريئة إلى أبعد الحدود، الصادقة و الشفافة.. و الأهم من ذلك كلّه أننا تعرّفنا في داخلنا على لبنان النجوى.. لبنان الكرم!

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com