باتريسيا هاشم – لا تلوموا مخرجي الفيديوكليب بعد اليوم ان استوحت الدولة اللبنانية من اعلان انتخابات الرئاسة الاميركية وجيّرته لجعيتا

تريثنا كثيراً قبل ان نعيد ما سبق وكتب على بعض المواقع الاكترونية الزميلة حول الاعلان الخاص للتصويت لمغارة جعيتا “ما تصوّتولي” والذي نفذّته شركة Impact BBDO الرائدة في مجال الاعلانات وهي تعتبر من أقوى الشركات اللبنانية وحتى الشرق أوسطية.

لا نعرف بالظبط “كيف بيتلقّط” الناس بهذه الفيديوهات على موقع اليوتيوب والتي كشفت ان الاعلان العظيم الذي أحدث إنقلاباً في البلد وأقام الدنيا ولم يقعدها “ما تصوتولي” ليس الا الا نسخة طبق الاصل لأعلان اجنبي للمخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ وشارك فيه عدد كبير من الممثلين العالميين أمثال ليوناردو ديكابريو وجينيفر أنيستون وهالي بيري وغيرهم حين ينادي المشاهير وكان هذا الاعلان قد ابصر النور في العام 2010 خلال انتخابات الرئاسة الاميركية.

شاهد الاعلان الاميركي

لوهلة صعق اللبنانييون من هول المفاجأة وردّة الفعل الاولى كانت “حتى هاي مسروقة”؟؟ ولكن لم تستمر حال الذهول هذه لأكثر من ساعات قليلة فالشعب اللبناني معتاد ان يكون كل ما يقدّم له وكل ما يسمعه ويشاهده ويلمسه نسخة طبق الاصل عن ابداع او اختراع او انجاز غير لبناني . “ما في لزوم” ان نذكركم بالنشيد الوطني اللبناني ولا باغنيات العمالقة التي اتّضح لاحقاً انها “مستوحاة” كي لا نقول مسروقة ، ولا بالفيديوكليبات التي أحرجتنا لدرجة انها جعلتنا نخجل من بعض مخرجينا الذين لا يقومون بشيء سوى الاستيحاء و”ما كانوا يستحوا ولا يحسّوا ع دمهم” واستمروا باستنساخ الفيديوكليبات ولرّد الاعتبار ننبري ندافع عما هو “لنا” ونجيّر حملات مدافعة عن الحمّص اللبناني والفلافل اللبنانية و عن أغنياتنا المسروقة والمترجمة من قبل نجوم اتراك واسرائيليين وننسى او نتناسى اننا سرقنا قبلها مئات الالحان التركية واليونانية والهندية والخليجية والماليزية و…و…

شاهد الاعلان اللبناني

نحن نتفهّم ما صرّح به السيد وليد كنعان، المسؤول عن الاعلان في شركة ايمباكت بي بي دي أولموقع “للنشر” الزميل عن أن الشركة لم تنكر يومًا أن فكرة الاعلان أُخذت من الاعلان الأجنبي وقد تم ذكر ذلك في صفحة الاعلان اللبناني على موقع اليوتيوب.. وعند سؤاله عمّا إذا كانت الدولة اللبنانية قد دفعت ثمن الفكرة بالاضافة الى تكلفة الانتاج، أكد كنعان أن شركة بي بي دي أو تقدّم دائمًا الأفكار مجانًا للدولة اللبنانية ولا تتقاضى منها في جميع الأحول الاّ ثمن تكلف الانتاج، أي ايجار الاستوديو والكاميرات والمصورين..

مشكورة شركة impact BBDO على مبادرتها الكريمة مع تشكيكنا بنيّتها في تبيان الحقيقة لو لم تفضح لان ما ذكرته الشركة على موقع اليوتيوب يدعو للسؤال وحسبما سترون في الصور المرفقة ان الجملة التي تتحدّث عن ان الفكرة مستوحاة عن اعلان للمخرج ستيفن سبيلبرغ لا تظهر الا ان نقر المشاهد على جملة show more وهذا عادة لا يهم من يشاهد الفيديو على اليوتيوب وعتنبنا على وزارة السياحة لعدم ذكر ذلك في الاعلان اللبناني نفسه فالحملة الاعلامية كانت على جميع شاشاتنا اللبنانية وليست على اليوتيوب و”ما كانت حلوة أبداً” ان يشعر اللبنانييون بالاحباط لدى معرفتهم بذلك من الغريب فأنا واحدة مما تفاجأوا بالبريد الالكتروني الذي وصلني من أحد الاصدقاء في سوريا “مش شمتان ابداً !! لا لا سمح الله” !!! فلم لم تتكرم الدولة العظيمة وتوضح للبنانيين ان هذا الاعلان الذي اخترق وطنيتهم يحمل روح الشعب الاميركي وابداعه وابتكاره ؟ “مش غلط” ان نقولوا الحقيقة  ولكن مصيبة ان تخفوا عنا وتضعونا في موقف محرج للغاية تجاه اشقائنا العرب الذين دعوناهم ليشاركونا في التصويت لجعيتا فتبيّن اننا وارضنا وجعيتا والاكثرية ….آخر من يعلم !