رأي خاص- طاش ما طاش بين سندان (القصبي) ومطرقة (السدحان)… والتوقف الآن للحفاظ على مكتسبات طاش، أفضل من الاستمرار وخسارة كل شيء
اظهرت الإطلالة التلفزيونية للنجمين السعوديين ناصر القصبي وعبدالله السدحان مؤخراً عبر قناة العربية من خلال برنامج (واجه الصحافة) مع الإعلامي داوود الشريان انقساماً واضحاً في آراء محبي النجمين بين فئة تقف ضد القصبي ومع استمرار طاش وفئة أخرى تؤيد القصبي في توقف طاش!!
فالقصبي عبر من خلال الحلقة عن مدى استياءه من حال الدراما السعودية و الخليجية و اعتمادها في أغلبها على الحكي بدلاً من الحوار الحقيقي..
وأكد القصبي أن الاستهبال والتهريج الذي أصاب الدراما السعودية لحق بالكثير من الأعمال الخليجية التي تعاني أزمة اسمها (أزمة النص).. وطالب بأن يتجه صناع الدراما لكتاب (النفس الطويل) الذين يملكون القدرة على توظيف قدرات الممثلين و إطلاق طاقاتهم للوصول بالدراما المحلية إلى طموحاتها التي سوف تدمرها قريباً حلقات الكبسولة الفنية الرائجة اليوم!
ولم يتردد القصبي أبداً في إبداء رأيه بصراحة في (طاش ما طاش) الذي أكد أنه وصل إلى نقطة معينة ويجب أن يتوقف، ووصف بعض حلقاته بالضعيفة وقال بأن رداءة النص أحياناً هي ما تجعلهم كممثلين يلجؤون إلى مشاغبة النص .. وأضاف أن الدعم الذي لطالما كان (طاش ما طاش) يلقاه في الماضي لم يعد كما كان الآن و أصبحت هناك الكثير من الصعوبات لتصوير الحلقات مما يؤدي في النهاية للخروج ببعض المشاهد الضعيفة… مؤكداً أنهم سيعانون كثيراً من الخروج من عباءة طاش و أن ذلك سيكلفهم كثيراً.
في المقابل رفض الفنان عبدالله السدحان المصادقة على ما قاله زميله ناصر القصبي ولم يرى أي أسباب لإيقاف (طاش ما طاش) وقال بأن أزمة النص التي تحدّث عنها القصبي لا تشمل طاش الذي يعتبر خارج هذا كله لتعدد كتّابه، و أكد أن طاش يعتمد على دراما الموقف.. و أيد القصبي في نقطة أن الأعمال الخليجية مليئة بشكل معيب بالاستهبال والتهريج.
أما بالنسبة للصعوبات التي واجهها فريق العمل لافتقادهم الدعم المطلوب رغم وجود تصاريح رسمية معهم فأكد السدحان أن هذا صحيح مئة بالمئة و أن الفريق قد تعرض للطرد لأكثر من مرة في عدة مواقع تصوير رغم وجود التصريحات الرسمية معهم ووجه انتقادات واضحة إلى جهات حكومية اتهمها بعدم التعاون وتوجسها الغير مبرر من طاش!
هذه الحلقة وبمجرد انتهاءها احدثت الكثير من الجدل و تسببت في انقسام غير مسبق بين جمهور (طاش) ومحبيه، وإن كنا على يقين تام بأن الجماهيرية الأكبر هي للثنائي الفني المكون من القصبي و السدحان وليس المسلسل و لكن في المقابل فلـ (طاش ما طاش) جماهيرية سعودية وعربية لا يمكن الاستهانة بها أيضاً..
وبين تأكيدات الكثيرين بوجود خلاف واضح بين الثنائي الفني، و تأكيدات البعض الآخر لأن الموسم الأخير من طاش هو النهائي انقسم الجمهور و صار الثنائي الذي توحد الجمهور على محبته و متابعته قوتين أحاديتين لكل منهما مؤيديها الذين على خلاف كبير مع مؤيدي الأخرى ..
فقوة تتمثل في القصبي وقرار توقف طاش، والقوة الأخرى تتمثل في السدحان وقرار الإبقاء عليه..
ولكن ومن مقياس نقدي ليس بمقدور كل الجماهير استيعابه فبالتأكيد من الأفضل لـ (طاش ما طاش) أن يتوقف لأسباب عديدة وأبرزها أن الزمن يمشي بينما عجلة طاش متوقفة تطرح مشاكل حقيقية بطريقة مسنة قديمة وبكاميرا باهتة و حوار إن كان يتحلى بشيء من الجرأة إلا أنه في مجمله لا يشبه حوار الزمن الحديث بمفرداته وطريقته و أفكاره..
ورغم تعلق الجماهير بفكرة استمرارية طاش إلا أن الأهم هو استمراره بنجاح وهو ما لن يحصل ويتحقق بسهولة طالما المشاكل معلقة لم يتوصل لها بعد فريق العمل إلى حل جذري وطالما طريقة الطرح تشبه نفسها لا تغيير ولا تطوير..
والأهم في رأيي هو بقاء الثنائي الفني بنفس قوته في انتظار عمل آخر هدفه أقوى و طرحه مبتكر لأن (طاش ما طاش) لم يعد حكراً على السعوديين فقط فالجميع من كافة أنحاء العالم العربي يتابعه ولو كان سيستمر في الخروج إليهم بمشاكل المجتمع السعودي فعليه أن يخرج بالصورة اللائقة والتي يصعب كثيراً حالياً الحصول عليها لأن فريق العمل والشركة المُتنجة غير مستوعبين بعد لكافة المشاكل الأساسية التي أخرجت كل تلك الحلقات الضعيفة هذا الموسم و لذلك فالضعف مازال سيستر طالما المشاكل ما زالت واردة..
وليس صحيحاً أبداً أن سبب فشل القصبي والسدحان في (كلنا عيال قرية) الذي قدماه قبل عامين هو أنهما لن ينجحا سوى في طاش، بل على العكس لأن الجميع كان في انتظار الثنائي الفني عبر العمل ولكن الصدمة كانت هي أن العمل مكرر والشخصيات تشبه لحد كبير شخصيات تم تقديمها من خلال طاش، كما أن العمل كان يعاني من مشكلة أساسية ومهمة يعاني منها طاش ويتراجع بسببها وهي الصورة القديمة والتقنية المتأخرة والصورة المسنة العجوز والحوار الغير محترف..
لذلك ولمصلحة سمعة (طاش ما طاش) ونجاحه الكبير و حجمه الذي بناه عبر سنوات وسنوات من الكد والجهد يجب على العمل أن يتوقف، فعجلة طاش ليست بسرعة عجلة الدراما الحديثة وصورته وطريقة طرحه أقدم كثيراً وعلى الثنائي السعودي الأكثر جماهيرية الحفاظ على قوة الرابط الفني و الإنساني الذي يجمعهما، والتريث والتمهل في اختيار العمل القادم الذي يجب أن يكون متكامل العناصر يجمع بين الصورة الحديثة والطرح المحترف وفريق العمل الاحترافي الذي يعمل بروح واحدة وفكر واحد..