خاص- أفضل حالات الدراما تتجسد في (خاتم سليمان) والتألق يظهر بوضوح على كافة فريق العمل وأبطاله برغم كل المشاكل الإنتاجية الكبيرة
لا أعرف كيف أبدأ و أنا أتحدث عن مسلسل (خاتم سليمان)، ربما لأنني لا أريد أن تخذلني الكلمات في وصف تلك الحالة الدقيقة من التكامل في هذا العمل الرائع، فقد مرت سنوات وسنوات منذ أن شاهدنا أي عمل تلفزيوني بهذا القدر من الحرفية ولا نعلم من تفوق على من في العمل، ولكننا نعلم جيداً ان المسلسل تفوّق على الجميع، فظهر بالصورة المرجّوة من جميع الجوانب وحقّق كل أبطال العمل هدفاً قوياً في مرمى النجاح من خلال هذا المسلسل.
الأستاذ محمد الحنّاوي هو المؤلّف الوحيد الذي استطاع في مسلسل “خاتم سليمان” وبصورة غير مفتعلة، زجّ الثورة والأخطاء المفضوحة التي ارتكبها أمن الدولة في المرحلة الأخيرة قبل قيام الثورة ، فأصبح العمل قريباً جداً من الناس ولم ينجح أي مؤلف آخر منافسته في ذلك…
ولن أكتفي بهذا القدر في حديثي عن محمد الحناوي، بل يجب أن أقول أنه كان الأكثر بروزاً هذا الموسم، واستحق لقب المؤلّف الأفضل، لأن القصة متكاملة وليس فيها عيوب نافرة كما يحصل في الكثير من المسلسلات، طبعاً باستثناء بعض الصدف التي كان من الأفضل تفادي خلقها على صفحات السيناريو.
أبطال العمل كانوا في أفضل حالاتهم، فبين خالد الصاوي، رانيا فريد شوقي وفريال يوسف ضعنا و اختلط الواقع بالخيال عندنا لبعض اللحظات، من شدة اندماجهم وتفانيهم في سبيل الشخصيات التي يلعبونها، وأعتقد بان رانيا فريد شوقي كانت في أفضل حالاتها و بالتأكيد ستحقق نقلة كبيرة لنفسها بعد هذا العمل ..
ولن أنسى أبداً ما أخبرني إياه بعض الأصدقاء في بداية شهر رمضان عندما تحدث كل واحد منهم عن العمل الذي ينتظره بشدة لمتابعته فأكد الجميع أن (خاتم سليمان) هو خيارهم الأول لأنهم يثقون كثيراً في اختيارات خالد الصاوي الذي أصبح بطلاً، ليس فقط بحرفيته التمثيلية بل بذوقه واختياراته التي أكسبته ثقة الكثيرين.
المخرج أحمد عبد الحميد أيضاً تألّق وتفوق في (خاتم سليمان) والجميع أثنوا على قدراته وعلى ذكائه في إدارة المشاهد والانتقال بينها بطريقة منطقية مجارية للأحداث التي بدت منتظمة الإيقاع ومتوافقة مع القصة، ولو أن الإيقاع بدأ في التباطؤ الآن مع الحلقات الأخيرة، ولكنه أمر طبيعي خاصةً مع كل المشاكل التي تفاقمت بين فريق العمل وعدد كبير من أبطاله مع الجهة المنتجة.