رأي خاص- غياب تام للابداع في البرامج الترفيهية على شاشتنا الصغيرة ولا ينقص مقدّمي هذه البرامج سوى “علكة” ومشّاية بأصبع

سأبدأ حديثي عن البرامج الرمضانية حيث انتهى الاعلامي عمر أديب بالامس حين قال بكل بساطة “ما فيش واو في رمضان السنة دي” أي من خلال متابعته لبرامج ومسلسلات رمضان هذا العام لم يجد ما يثير الاعجاب والدهشة وعبارة “واو” او wow بالانكليزية نقولها عادة عندما نصاب بالذهول الايجابي لدى مشاهدتنا او سماعنا لشيء مثير ورائع ومدهش . ولو ان أديب تسرّع قليلاً بحكمه على هذه البرامج والمسلسلات لان الايام الاولى لعرضها ليست كافية لاعدام اي عمل درامي او برنامج ترفيهي ، الا انه عبّر صراحة عما يجول في خاطر ملايين المشاهدين في وطننا العربي وحول العالم ، ولاننا في الشرق نؤمن بمقولة “المكتوب بينقرا من عنوانو” فكان لا بدّ لاعلامي مخضرم كعمر اديب ان يبدي رأيه في ما اعتبره دون المستوى والتوقعات .

وان كان أديب قد ارتكز على الاعمال الدرامية في مصر ليحكم على كل الانتجات الرمضانية ، فنحن نرتكز اليوم على ما شاهدناه وسمعناه في لبنان في اليوم الاول من الشهر الفضيل، لنتحسّر على السنوات العشر الاخيرة ، حيث كانت البرامج الرمضانية أكثر زخماً وثقلاً وقيمة ورقيا. وحيث كان الوف المشاهدين يتسّمرون امام الشاشات مساءً لمتابعة برامج المنوعات والترفيه الخاصة برمضان التي كانت “واو” فعلاً من حيث الديكور والضيوف ومقدمي البرامج والاعداد والاهم من كل هذا، لناحية الجدّية والمسؤولية في العمل الذي كان سابقاً ذو قيمة فكرية وفنية وثقافية لا يستهان بها أبداً ، اما اليوم فالمذيعة تتشدّق على الهواء وكأنها في غرفة الجلوس مع اصدقائها ولا ينقصها الا ان تلبس “المشاية بأصبع” لتشعر بذلك تماماً و”تاخد راحتها”، والاخرى التي “بتمغط مغط” بالحديث وكأن الشمس لحست دماغها فابطأت بالكلام، والمذيع الذي يرتجل بالاسئلة “البايخة” وكأنه يلعب “المحبوسة” مع اصدقائه على القهوة ، او “يفّز” مثل “اليويو” مباشرة على الهواء وامام المشاهدين ويتحول الى كراكوز او مهرّج “تيخلق جوْ” ، وآخر يسأل و يضحك فلا تعرف متى يسأل ومتى يضحك، وبين السؤال والسؤال، “يتهاضم” لانه يعتقد ان الله خلقه وكسر القالب .

أسئلة سخيفة وسخيفة تطرح هنا وهناك وعلى اكثر من محطة ، افلاس في الاعداد لم يشهد له مثيل ويمكن اعتباره الاسوأ خلال الاعوام الخمس الماضية ، كلام بدون طعم او لون يشبه من ينطق به أصلاً وتتحمّل المحطة وحدها نتيجة استسهال واستخفاف فريق الاعداد ومقدمي البرامج بالعمل التلفزيوني والاستهتار بما يجب ان يقدّموه في شهر مميّز كرمضان حيث تحتدم المنافسة وتكون على أشّدها.

ومن قال لهؤلاء أصلاً ان برامج رمضان يجب ان تكون بهذه “السخافة” وهذا الاستهتار بعقول المشاهدين وثقافتهم ؟

ومن قال ان برامج رمضان يجب ان تتحوّل الى سيرك ويتحوّل مقدموها الى مهرّجين ؟

من قال ان سخافة وسذاجة و”هبل” بعض المقدّمات والمقدّمين تعني انهم Cool ؟؟ فأن تكون “كول” وتتشبّه بمقدمي البرامج في الغرب يجب ان تكون حقيقياً تشبههم بأخلاقهم وتصالحهم مع أنفسهم ومجتمعهم وان تكون مسؤولاً عن كل ما تقوله وتتفوّه به ، فهم ولو كانوا “كتير كول” ولكن ليسوا عشوائيين وسخيفين، ويعون أهمية الاعداد في برامجهم فيلتزمون بكل ما هو مكتوب مسبقاً لأن الشاشة الصغيرة ليست شرفة لتبادل الثرثرات مع الجارة ولـ”طبّ” فنجان القهوة والتبصير ، والشاشة الصغيرة ليست كافيه او مقهى “لترخيها” ولتدخين الارجيلة او الشيشة ، “فاركزوا “قليلاً و”روقوا على وضعكم” واذا بداتم تقديم برامجكم في اول ايام رمضان على هذا النحو من السخافة والاستهتار بالناس ، فماذا يا ترى نتوّقع في الايام المقبلة؟

لم نسّم برامج الترفيه والمنوعات اليوم بأسمائها لاننا بإنتظارالحلقات المقبلة لنجمع اكبر عدد من الهفوات ، ولكن نعدكم ان تكون لنا وقفة مع كل برنامج على حدى …ولكّل حادث حديث!

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com