رأي خاصّ- كنّا أوّل من استنكر فوزها بلقب ملكة جمال لبنان… ولكن ما يحصل معيب بحقّ يارا الخوري مخايل الانسانة… فاصمتوا رجاءً
كنّا أوّل من رفض وشجب واستنكر انتخاب ملكة جمال لبنان الحالية “يارا الخوري مخايل”، وذلك في مقال مفصّل مباشرة بعد انتهاء السّهرة، وعنوانه حينها كان “قالت: المراة تمثّل الأموميّة والرجل صخرة فنالت اللقب”.
وكنّا ولا نزال رافضين لأن ينحدر مستوى المتسابقات جماليّا، ونستنكر أن تكون الملكة حتى “عاديّة”، والاً فلتلغى المسابقة من أصلها.
ولكن ما يحصل مؤخرا على “الانترنت”، وعلى صفحات بعض المجلات “الصفراء”، غير مسموح ولا مقبول. ففي حين نطالب باحترام الآخر، وحقّه في الحياة والنّجاح والتعبير عمّا يشاء، نقوم باهانة الآخر، و “تهزيئه” و جَلده و ضربه و محاولة انهائه وتصفيته معنويّا….حتى نعبّر عن رأينا.
فيارا بحسب عدد كبير من النّاس “عاديّة ” الشكل، وللبعض الآخر لا تمتّ للجمال بصلة، وللبعض الآخر أيضا فهي رائعة الجمال. اذ أنّ الجمال نسبيّ، ولا يمكن لأي انسان أن يجمع من حوله كلّ النّاس وأن يكون المثل الاعلى لكلّ من يتعرّف عليه، فللنّاس أذواق مختلفة ومتضاربة.
واليوم، كلّ ما يحصل على الـ “فايس بوك”، كما على صفحات المجلات معيب بحقّ القيّمين عليها، ومهين بحقّ الانسانيّة.
فيارا انسانة، وامراة مثل كلّ النساء، ترى نفسها جميلة وتؤمن بينها وبين نفسها أنّها من “خلق الله” وأنّه يحقّ لها خاصّة أنّها تتمتع بقوام جميل خوّلها دخول عالم الموضة والجمال. كما أنّ محبيها وواالديها وعائلتها، يرونها من اجمل نساء الدنيا، كما نرى نحن نساءنا وأخواتنا وقريباتنا.
واليوم وبعد تتويجها، من المعيب أنّ “نسلخ” يارا معنويّا، ونشبهها بما لا يقبل الدين ولا تقبل الأخلاق، فهي انسانة لم تعجبنا شكلا ربما، في حين أنّها أعجبت كثيرين وكانت الأجدر بالنسبة لهم لحصد اللقب.
لذلك كفّوا عن التشهير بالصبيّة، و ضعوا أنفسكم مكانها، واسمحوا لكلّ النّاس أن تقذفكم بأبشع الكلمات، فهل تتحمّلون ذلك وتصمتون، كما فعلت؟
فلنتركها تعمل على تحسين شكلها، والأهمّ من ذلك، أن تثبت لنا أنّها جديرة بحمل اللقب، من خلال مشاركتها في أعمال مشرّفة و مساهمتها في تطوير المجتمع المحليّ، فعلا وليس قولا، وعندها نحكم.
أخيرا، ان أردنا أن نحاسب احدا، فليس يارا، بل اللجنة الحكم “العظيمة” التي اختارت 20 صبيّة لا يمثّلن الجمال اللبنانيّ، وعندما سئلوا عن الامر، عزوا الأسباب الى عدم تقدّم عدد كبير من الفتيات، كما أنّه لم يتقدّم أجمل من اللواتي تأهلن.
اذا، الم تتنبّه ال “ال بي سي”، كما وزراة السياحة، ومعالي الوزير ضمنا، كما اللجنة القيّمة على المسابقة، كما كلّ من يخصّه الأمر، أن المسابقة باتت مريبة، وباتت سمعتها “معفّنة” وعليهم أن يعملوا جاهدين على انقاذها وتنقية صورتها، وتحسين “صيتها”، حتى تتشجع شابات لبنان الى خوض غمار هذه التجربة، وحينها نرى جمالا لبنانيّا حقيقيا يستحق حمل اللقب، أمثال جورجينا رزق مثلا؟
لعّل بعض من يدعي الانسانية والشرف والكرامة يتخلّون عنها جميعها حين “تحّز المحزوزية” فيظهرون على حقيقتهم ويكشّرون عن أنيابهم ويكشفون للناس عن امراضهم النفسية المعقًّدة ، فهم صيف وشتاء في رأس واحد ، في دماغ مريض واحد ، ينقضون على الآخرين كما ينقض الناس عليهم ويدّعون الشهامة وهم ابعد الناس عنها .