خاصّ – هل يخرج حفل (ملكة جمال لبنان) هذا العام بشابة جميلة تعكس (لبنان) في نشاطاتها بعيداً عن زرع شجرة ودمعة فرح ومايوه؟
كلّنا نلاحظ ومع مرور السّنوات، تغيّر بعض المفاهيم والاعتبارات، في عالمنا العربيّ. ومن هذه التغييرات، تحوّل لقب “ملكة جمال لبنان” الى “برستيج” او مجرّد لقب جماليّ يعطى لشابة لبنانية ، مؤخرا لا تتمتّع بمواصفات جماليّة كبيرة، لتصبح شهيرة و صاحبة مركز اجتماعيّ فقط لا غير.
بينما ان عدنا الى السّابق قليلا، نلاحظ ان هذا اللقب لم يكن مجرّد حفل تتويج لشابة جميلة، تنتهي مفاعيله مع انتهاء السّهرة، بل كان عبارة عن رسالة اجتماعيّة و انسانيّة، تحملها حاملة اللقب، وتجول بها في مختلف الدول العربيّة والغربيّة، ناقلة أبهى الصور عن بلدها، الذي تمثّله، ومحاولة خلال عام كامل، انجاز المشاريع الاجتماعيّة والتي تعود بالخير والتطوير على المجتمع اللبنانيّ.
ولكن، هل سمعنا في السّنوات الأخيرة، بانشاء مشروع بيئيّ واحد، بتمويل أجنبي او محليّ، وبادارة ومتابعة حاملة اللقب؟ وهل سمعنا، بملكة قامت بانشاء مركز اجتماعيّ لحماية الأطفال المشردين في الشوارع؟ او مساعدة العجّز والفقراء في المناطق اللبنانيّة المنكوبة اجتماعيّا؟
هل سمعنا بملكة تقوم بأكثر من زيارة لرئيس الجمهوريّة بعد تتويجها مباشرة، ومن ثم تختفي لتظهر وهي تزرع شجرة صغيرة واحدة، لتختفي وترجع بتواجدها في السّهرات والعامّة والحفلات بأبهى طلّة؟
حتى أنّ بعض ملكات الجمال اللبنانيّات، لم يفعلن أي انجاز مهم جداً طوال تولّيهن تاج الجمال ، وحتى جماليا لم ينجزن أيّ أمر ملفت.اذا، لم نتوّج كلّ عام ملكة لجمال لبنان؟
وهل لا يزال اللبنانيّون يؤمنون بنظافة حيازة اللقب، وبعدم وجود أي “التواءات” لتخرج فلانة ملكة على جمال لا تتمتّع بادنى تفاصيله؟
وأكثر، نحن نسأل أين شابات لبنان فائقات الجمال من هذه المسابقة؟ لم لا يتقّدمن للمشاركة ومما هنّ خائفات؟ لم تقتصر المسابقة على الشابات العاديات ولم لا يقوم منظمو الحفل بزيارة كل محافظات لبنان من اجل الترويج للمسابقة واختيار المتسابقات تماماً كما يحصل في الزيارات التي يقوم بها برنامج ستاراكاديمي بين الدول العربية، وان كنا نعتبر ان برنامج “ستاراكاديمي” عربي يجول بين الدول ، فمسابقة ملكة جمال لبنان تعني لبنان فقط لذا يجب ان يصار الى خلق مناخ من الثقة بين المسابقة والشابات وتشجيعهن على المشاركة والذهاب اليهن ان كن مترددات ولا يستطعن القدوم الى بيروت للمشاركة لظروف عائلية اولاسباب لوجستية .
أخيرا، نتمنّى ان ترجع هذه المسابقة الى أساساتها، أي أن تعكس جمال نساء هذا الوطن، وثقافتهنّ غير “الركيكة”، وحضورهن الأكثر من راقي، وأن تخرج بشابة مثقفة تنجز ما لم تنجزه أيّ رابحة سابقا، وأن نراها تفتتح مركزا لمعالجة الادمان مثلا، او تؤسس لجمعية تحذّر من آفة ما وتكافحها، او تشارك في زيارات الى دول منكوبة، او الى مناطق منكوبة وأقلّه ان تكون مؤهلة للفوز بلقب جمالي عالمي لتمتعها بمواصفات جمالية عالمية.
على أمل أن تتخطى المسابقة هذا العام بضعة فساتين، وبضعة مايوهات و القليل من دموع الفرح، والكثير من الفضائح والكثير من الاستعراضات التي لا تعود بالفائدة على أحد…وأن نشاهد في السهرة المقبلة فتيات جميلات يعكسن أقلّه 20% من جمال اللبنانيّات الحقيقيّ.
أخيرا نشير الى أنّ الحفل هذا العام سيكون في أسواق بيروت التجاريّة لاول مرّة، وسيحييها النجم السوبر ستار راغب علامة.