خاص لبصراحة – طارق الشناوي: سقف التوقعات بالنسبة لبرنامج هالة سرحان جاء مرتفعاً جداً ولكن الواقع جاء أقل بكثير
عندما قررت الدكتورة الإعلامية هالة سرحان العودة من جديد بعد غياب قارب الأربع سنوات كانت تعلم جيداً أنها ستلقى هجوماً حاداً من بعض منافسيها أو بعض ذيول النظام السابق ..
ولكنّنا على قناعة تامة بأن ليس كل من هاجمها يمكن اعتباره من هاتين الفئتين، بل هناك من مازال مصدقاً تماماً للاتهامات القديمة التي تخصّ حلقة فتيات الليل الشهيرة و أنها لم تكن ضحيّة كما ادّعت عند دفاعها عن نفسها بعد تلك الحلقة التي أجبرتها على مغادرة وطنها فعاشت في حالة شوق وحنين وغربة حتى سقط النظام الذي ادّعت أنه (خصمها وغريمها) فعادت وأعادت معها نشاطها الإعلامي..
(ناس بوك) هو برنامجها الذي عادت به من بعد طول غياب. وكما نعلم جميعاً، فقد لاقى البرنامج هجوماً كبيراً حتى قبل أن يبدأ، حيث طالب أكثر من اسم بمنعها عن مزاولة نشاطها الإعلامي لحين الفصل في موضوع قضيتها العالقة و أبرز المطالبين بلا شك صياّد المشاكل المثيرة للإعلام نبيه الوحش الذي لم تلقَ دعواه أي استجابة وهذا ما حقق لهالة سرحان الظهور المطلوب في الوقت المخطط له دون أي عوائق…
ومع بداية البرنامج بدأت الآراء التقييمية تُطرح هنا وهناك.. ومن مراقبتنا لكل ما يُكتب عن البرنامج نستطيع أن نؤكد أن هالة سرحان استطاعت لفت نظر أهم الصحافيين والمهتمين إليها وحقّقت عدة (خبطات) في حلقتين فقط أقواها ما قامت بعرضه من تسجيلات أُشير إلى أنها مصورة بكاميرات مبنى التليفزيون المصري لحريق كبير داخل مبنى الحزب الوطني على الكورنيش والتأكيدات التي رافقت هذه التسجيلات بأن هناك عدد كبير من تسجيلات أخرى للحظات مهمة و أحداث فارقة حصلت خلال الثورة…
نبيل الطبلاوي رئيس قطاع الأمن باتحاد الإذاعة والتليفزيون نفى ما تمّ طرحه بهذا الشأن في برنامج (ناس بوك) وقال أنه كلام عار تماما عن الصحة، مشيرا إلى أن هناك لغة إثارة تستهدف خفض الروح المعنوية للعاملين بقطاع الأمن.. وأضاف أن قطاع الأمن بالتلفزيون يختص بتأمين منشآت اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والتي يبلغ عددها 160 موقعا في جميع أنحاء الجمهورية على مساحة 200 فدان وبعضها في مناطق نائية بالصحراء وأشار إلى أن الكاميرات الموجودة داخل التلفزيون لمراقبة المؤثرات الأمنية على المبنى والمنطقة المحيطة به مضيفا إلى أن كل كاميرا متصلة بجهاز DVR ليقوم بتسجيل كل ما يحدث تلقائيا ثم تقوم بمسحه ما لم يتم استرجاعه خلال 14 يوما.
وأكد الطبلاوي أن مسؤولية تصوير أحداث ثورة 25 يناير متعلقة بقطاع بالأخبار بما لديه من كاميرات متخصصة لهذا العمل وهذه التسجيلات موجودة بالأرشيف حيث أن كاميرات المراقبة التابعة لقطاع الأمن تتحرك بصورة بطيئة.
إذاً هالة سرحان استطاعت إثارة الجدل وتحقيق سكوب جذب المشاهدين إليها كما تحب أن تفعل دائماً رغم عدم التأكّد من صحته بعد، وهذا ما يدعونا للتساؤل عما دفع بهالة سرحان لمحاولة تفجير قضيّة رأي عام بهذه السرعة ومنذ الحلقة الثانية بدلاً من إعطاء الوقت الكافي لها وللمشاهد للتعوّد على بعضهما من جديد و إزالة الحواجز التي وضعتها أربع سنوات غياب بينهما.. لماذا لم تأخذ الأمور بهدوء شديد ولماذا لم تضع العمل على إرجاع صورتها الملائكية أولى أولوياتها بدلاً من أن تكون الحملة الإلكترونية والدعائية الضخمة والمادة الدسمة القوية النارية من أولوياتها فقط؟
هي فعلاً نجحت في جذب الانتباه إليها ولكننا لا ننسى انها فقدت نسبة كبيرة من محبيها وفقدت مصداقيتها عندهم على إثر مشكلتها التي غادرت بسببها. نعتقد أنهم كانوا يستحقون أن تصّب عليهم كل اهتمامها مبدئياً لاسترجاعهم واسترجاع ثقتهم بها بدلاً من التركيز فقط على تعويض سنوات الغياب واللحاق بركب من سبقوها من نجوم البرامج الحوارية الموجودين على الساحة الآن واستقطاب أكبر نسبة من جمهور الشباب بالذات.. فهي تعلم أكثر منا أن تلك المشكلة القديمة التي لم يُقدم فيها أي دليل إدانة لهالة سرحان لم يُقدم لها في المقابل أي دليل براءة وهو ما جعل بعض الجمهور الهشّ ينجرف خلف تلك الاتهامات لتهتز مصداقيتها عندهم.
في اتصال خاص لموقع بصراحة مع الناقد المصري الكبير طارق الشناوي، قمنا بسؤاله عن رأيه في البرنامج الذي عادت به هالة سرحان خاصةً و أن عدد البرامج التي تتحدث عن الثورة وتأخذنا إليها في كل حلقة أكبر من عدد أي نوع آخر من البرامج، كما سألناه عما إذا كان البرنامج جاء بحجم التوقعات فأكد بأن التوقعات جاءت أكبر وهو ما يعتبر أمراً طبيعياً جداً لأنه دائماً ،و بعد غياب طويل للإعلاميين أو الفنانين المهمّين عن الساحة، يكون سقف التوقعات مرتفعاً جداً بخلاف الواقع الذي يأتي أقل منها…
كما أكّد الأستاذ طارق أن غياب الدكتورة هالة عن تقديم البرامج الحوارية كل هذه الفترة هو ما صنع الإحساس عند البعض بأن عودتها جاءت مخيبة للآمال، فالغياب عادة يؤخر الإعلامي قليلاً ويحتاج منه بعض الوقت ليعود فيتعوّد على الكاميرا والأضواء والمفردات الجديدة فيكسر الحواجز التي بناها الفراق بينه وبين الجمهور..
أما في ما يخصّ المادة التي قامت الدكتورة هالة بتقديمها إلى الآن، قال الأستاذ طارق بأن تسجيلات مبنى الإذاعة والتليفزيون التي عرضتها على الشاشة و لأول مرة و إذا ما تأكدت صحتها ستكون بمثابة القنبلة لبرنامجها وهذا الأمر سيكون في صالحها وصالح البرنامج.
الأيام القادمة ستكون الفاصل في تقييم برنامج هالة سرحان الجديد (ناس بوك) ومصداقيته عند جمهورها المحب وبالأخص إذا ما ثبتت صحة التسجيلات المصورة بكاميرات مبنى الإذاعة والتليفزيون .. أما إذا ثبت العكس فأعتقد أنها ستكون ضربة قاضية ومبكرة جداً على برنامجها حديث الولادة..