خاص- الإعلام العربي أخذ القيمين على ستار أكاديمي بالشدة، ولكن نحن نقول خذوهم باللين بأخذوكم بالذوق فهذه رسالتكم و أنتم مطالبين بها كمسلمين
منذ أن عُرض البرايم الأول لبرنامج ستار أكاديمي والكثير من الأقلام العربية المهمة في الشرق الأوسط تنادي بمقاطعة البرنامج و أحياناً بمقاطعة القناة أيضاً!
كل هذا التحامل جاء بسبب أغنية أدّاها أحد المشتركين مع زميلة له على المسرح ردّد فيها الأذان على خلفية موسيقية …
طبعاً نحن نتفهم هذا التحامل جيداً، ولكن ولأن ليس كل العرب من معتنقي الدين الإسلامي فيجب علينا أن نأخذهم باللين ونشرح لهم وجهة نظرنا بهدوء وحيادية…
فكما نجهل نحن المسلمين الكثير من المحرمات والممنوعات عند المسيحيين، فهم بدورهم لا يفهمون دائماً كل خطوطنا الحمراء ومحرمات ديننا ولذلك يجب أن نشرح لهم أسباب غضبنا واعتراضنا قبل مهاجمتهم والتعدّي عليهم.
لن ندخل في أسباب تحفّظ الكثيرين على ما يتّم تقديمه خلال ستار أكاديمي سواء مما يحدث تحت أسقف الأكاديمية أو على مسرح البرايمات، إلا أننا نقدر لهم كثيراً حرص القيمين على هذا البرنامج على توحيد الكلمة واحترام جميع المشتركين باختلاف جنسياتهم وانتماءاتهم الدينية ، ولسنا نتهمهم أبداً بأنهم تقصدوا إهانة المسلمين والتعدي على محظوراتهم الدينية حين وضعوا الأذان على خلفية موسيقية ، لأننا نعلم جيداً أن جهلهم للأمر هو ما حال دون تجنّب ذلك ولو اننا نلومهم كثيراً لعدم توخيهم الحيطة والحذر فيما يقدموه خاصةً و أن هناك دائماً من ينتظر أي زلة ليسلط لسانه وسيفه على البرنامج بهدف عمل انقسام وخلق العداء..
ولو اننا نؤيد “عالعميانة” ما تحاول الاكاديمية فعله من خلال جمع شمل شباب الوطن العربي وبالتالي تذليل كل الحواجز التي خلقتها الاديان والجنسيات فيما بينهم، الا اننا كنا نتنمنى لو ان رولا سعد وكل فريق عمل ستار أكاديمي سأل عن الموضوع وبحث في كل جوانبه قبل القيام بتنفيذه مباشرةً على المسرح تفادياً لما حصل وقد يحصل في المستقبل ، فلا يؤثّر ما قد يقدمونه على روحية البرنامج ولا يشوه نوايا القيمين عليه…
وها نحن نوضح لكل من لم يفهم بعد أسباب غضب الكثير من المشاهدين الذين يعتنقون الدين الإسلامي (وأشدد على أننا قلب واحد ونبض واحد مسلمين ومسيحيين), حيث أنه وفي الإسلام قد حُرمت الموسيقى والمعزوفات وبنصوص شرعية ليس هناك أي مجال للجدل حولها منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم (ليكون في أمتي أقوامٌ يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، يمسون في لهوٍ ولعب، ويصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير( وهنا تحريم صريح للمعازف بكل أنوعها حيث لم يستثني الحديث أياً منها بل قال (يستحلون) أي يحللون شيئاً هو محرم أساساً..
اما قال الله تعالى في القرآن الكريم (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين(.. والمقصود طبعاً بلهو الحديث الأغاني والموسيقى.. لذلك وبرغم أن الكثير من المسلمين يسمعون الموسيقى والأغاني إلا أنهم يتجنبون سماعها أوقات الأذان والصلوات لما في ذلك من تحريم واضح وصريح في الدين الإسلامي.. فالمسلمون ومن شدة احترامهم لدينهم الإسلامي و إذا ما كانوا يشاهدون مسلسلاً به موسيقى تصويرية أو يسمعون أغنية أو أي شيء من هذا القبيل ونطق الأذان في نفس الوقت يقومون فوراً بإيقاف صوت الموسيقى وهذا بالضبط ما أزعجهم في البرايم.. و أقصد طبعاً أن البرايم كسر المحظورات ورفع الأذان مع الموسيقى في آن معاً ..
وللأسف كثيرون هاجموا البرنامج وطالبوا بمقاطعته ومقاطعة الـ LBC دون أن يفكروا ولو لوهلة بأن ما بدر مجرد خطأ غير مقصود من الممكن أن نلقى عليه اعتذاراً من أسرة البرنامج إذا ما كنا عاتبناهم بلين وشرحنا لهم الموضوع جيداً..
وأنا هنا لا أدعو لمتابعة البرنامج والالتفاف حوله لأنني شخصياً لست معه أو ضده و إنما ما يهمني هو أن نأخذ الموضوع بتعقل ونقدر أن البرنامج يستقطب فئة كبيرة من الشباب العربي مسلمين أو غير مسلمين على حدّ سواء و لذلك يجب أن نوصل الفكرة دون المساس بدواخل الناس وافتراض سواد نيتهم والتحدث باسم الجميع…
وطبعاً نتمنى من أسرة البرنامج أن تتوخى الحذر مرة أخرى في مثل هذه الأمور لأنها أمور شائكة تترك المجال للكثيرين حتى يصنعوا مشكلة ويزرعوا حقداً حولها.. ونقول لهم بأننا كمسلمين أو مسيحيين لن نسمح بأي تلاعب واستهتار في مثل هذه الأمور مرة أخرى لأنه وقتها سيصبح لدينا كل الحق للدفاع عن ديننا والمطالبة بأخذ موقف مع المعنيين.