بالصور والفيديو – مارسيل غانم العملاق المتألّم في (نغم في حياتي) وريما كركي أنقذت البرنامج

اانّها الحلقة الثالثة من برنامج “نغم من حياتي” الذي تعرضه الـ “ال بي سي” لتنقذ مكانة سهرة السّبت في ظلّ المنافسة الشرسة من قبل المحطات اللبنانيّة الأخرى التي تعرض برامجا مهمّة ليل كلّ سبت.
والحلقتان الماضيتان، كان بطلهما الاستاذ روميو لحّود و النجمة كارول سماحة.ولو ان الحلقتين كانتا مميزتين ولكنّ ومع احترامنا الكبير للمقدّمة “رانيا الكردي”، هذه النوعيّة من البرامج لا تليق بها، وحضورها غير محبّب في قيادة برامج الـ “توك شو” ولم تساهم في شكل او بآخر في انتشار البرنامج ونجاحه.

وكانت المفاجأة، أنّنا سمعنا خلال الأسبوع المنصرم أنّ “رانيا” طارت، وأنّ “رولا سعد” منتجة البرنامج ستعتمد نظاما جديدا، وهو أن يقدّم كل عدد من الحلقات اعلاميّ، او فنان لديه خلفيّة اعلاميّة على غرار برنامج “تاراتاتا”.
وحلقة الأمس، قدّمتها الاعلاميّة “ريما كركي” وكان ضيفها الاعلاميّ “مارسيل غانم”. ويقال أنّها ستقدّم أكثر من حلقة من البرنامج، في حين يتساءل الجميع عن أسباب موافقة ادارة قناة “المستقبل” على تقديم ريما لحلقات لصالح الـ “ال بي سي”، خاصّة أنّها انتهت مؤخرا من برنامجها الجميل الراقي “انا واياك” على المستقبل، وتعمل حاليا على برنامج جديد بعنوان “بدون زعل” لصالح المستقبل أيضا.

بعيدا عن كلّ ما يقال، فانّ اختيار “رولا سعد” لريما كركي أتى في المكان المناسب. وأخيرا بات منتجو البرامج يتنبّهون الى موهبة اعلاميّة نسائيّة ثمينة، تشعّ رقيّا و سلاسة في التقديم من على قناة المستقبل، المنبر الذي احتضنها وآمن بها فردّت له الخير بجعلنا نواظب حتى اليوم على مشاهدة القناة الأعرق في لبنان.

ونقول ذلك، لأنّ هناك أخبار تتداولها بعض الاوساط عن عرض يتحضّر لريما كركي من قبل قناة “الجديد” لتقدّم عبر شاشتها برنامجا جديدا. وعلى كلّ الاحوال، فانّنا، أي عشّاق هذه المراة المثقّفة، شاهدناها على المستقبل في “انا واياك”، وسنشاهدها في “بدون زعل” كذلك، وسنشاهدها أينما حلّت ومهما قدّمت، لأنّ ثقتنا بها كاعلاميّة عمياء، ولأنّها من القليلات اللواتي، يتمتّعن بكاريزما عالية، وشفافيّة في التعامل مع الكاميرا، اضافة الى عمق شخصها، وابتعادها عن كلّ الأنواع التكلّف و “التكتيكيّة” في التقديم، التي بتنا نملّها مؤخرا.

وبالعودة الى الحلقة، فانّنا اكتشفنا وجها آخر من شخصيّة مارسيل غانم، بعيدا عن هموم السياسة وتشنّجاتها، فرأينا رجلا يتمتّع بخفّة دمّ عالية، و حنكة في التجاوب مع المقدّم، كما عوّدنا وهو على كرسيّ التقديم مع ضيوفه.
غنّى مارسيل، وتكلّم عن مراحل حياته كاملة، ساردا بعض “نهفات” طفولته الشقيّة، بالاضافة الى دخوله عالم الاعلام، و أعلن أنّه يحلم أن يموت وهو في الاستوديو من كثرة ما أثّر به هذا الوسط ومن كثرة شغفه بكل ما يقدّم وانه وكما تروي أغنية الراحلة داليدا في أغنيتها “mourir sur scene” .يتمنى ان يوّدع هذه الدنيا وهو أمام البروجكتورات …

دمعت عينا مارسيل أكثر من مرّة خلال الحلقة وتأثّر بفقرات وأسئلة متعّددة منها وتجلّى عشقه للسيدة فيروز في أكثر من محطّة ولكن ما لم يتمكن مارسيل من اخفائه كان كمّ الحزّن الذي يسطّر حياته فهو يخفي خلف كل تلك الضحكات الرنّانة وجعاً ما ووحدة ما فعرّى هذا البرنامج مارسيل من كل مظاهر التماسك والقوّة و السعادة الزائفة ، فكان مارسيل ولأول مرّة حقيقياً جداً و الى أبعد الحدود …

كما بتنا نعلم، ففي كلّ حلقة، يستضيف البرنامج وبشكل متوال نجوما شابّة وخريجي برنامج ستار أكاديمي بمختلف مواسمه، ليغنّوا أغنيات الضيف المحبّبة الى قلبه.
وفي هذه الحلقة حلّت كلّ من تينا يمّوت، شاهيناز، بدريّة السيّد، وزينة أفتيموس من نجوم “ستار اكاديمي”، كما سمعنا كلّ من “غادة نعمة” ،”باسكال سكّر” و “باتريك خليل”.

هذا وحلّ الفنان “زين العمر” ضيفا ليغنّي أغنيته القديمة الشهيرة التي يعشقها مارسيل وهي “شو عملتلي بالبلد”. والتي علّق عليها مارسيل بحنكة :” كان بيار الضاهر أوّل من أصرّ على بثّ الأغنية في أوجّ الوضع الاستبدادي الذي كان يرزح تحته البلد، خلافا لبعض من يتشدّقون بأنّهم أسياد الحريّة بعد انتهاك تلك الوصاية”.

هذا وفاجأ مارسيل كلّ من الاعلاميّة “دولّي غانم” زوجة أخيه الاعلاميّ “جورج غانم”، و المهندس “عبود حمصي” صديقه المقرّب، مارسيل بتقديم أغنية “يا عاشقة الورد” مباشرة على الهواء. وأطلّت أيضا النجمة القديرة “جورجيت صايغ” مؤدّية أغنيتها الشهيرة “نطّرني عالشّباك” لأنّ مارسيل يفضّلها بين كلّ الأغنيات التي تذكره بمرحلة الشباب الا ان جورجيت غنّتها على طريقة البلاي باك وتفاعل مارسيل معها كثيراً.

وبالعودة الى الأساس، فريما كركي، برأينا المتواضع، أنقذت برنامج “نغم من حياتي”، وجعلتنا نتسمّر أمام الشاشة الصغيرة لنشاهد حلقة جميلة، راقية، خفيفة الظلّ، وومتعة في آن مع الاعلامي الاول في لبنان مارسيل غانم .