خاص بالفيديو من الجونة- المخرجان اللبنانيان جوانا حاجي توما وخليل جريج في حوار مطوّل بعد تكريمهما في المهرجان… وهذه رسالتهما للفنانين
في اليوم السابع من فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، أقيمت جلسة حوارية مميزة تحت عنوان “حوار مع المخرجة اللبنانية جوانا حاجي توما والمخرج اللبناني خليل جريج”، الفائزين بجائزة الإنجاز الإبداعي لمهرجان الجونة السينمائي ٢٠٢٤، وأدار الحوار الناقد السينمائي جون ميشيل فردون.
بدأ الحوار بالحديث عن فيلم “صندوق الذاكرة”، حيث شاركت جوانا ذكريات من شبابها وجوانب ملهمة من رحلتها الشخصية، وتحدثت عن فكرة الفيلم المستوحاة من رسائل وتسجيلات قديمة تبادلتها مع صديقتها في فترة المراهقة، ثم أضافت قائلة: “هذه الوثائق هي مصدر إلهام الفيلم، فهي تمثل ثلاثة أجيال وتعرض قصصًا إنسانية حول تأثير ذكريات الأم على ابنتها وتأثر الأجيال.”
يناقش الفيلم حياة أسرة لبنانية عاشت خلال الثمانينات، حيث لم تكن الابنة على علم بماضي والدتها حتى اكتشفت “صندوق الذاكرة”، وهو صندوق يحوي قصصًا وصورًا من فترة شباب والدتها. أضافت جوانا أن الفيلم يلقي الضوء على العلاقة بين الماضي والحاضر، وفكرة ما نختار تذكره وما نختار نسيانه، خصوصًا أن عملية صناعة الذاكرة ليست نقلًا للحقائق فقط، بل هي عملية إبداعية تدمج بين الواقع والخيال.
تناولت الجلسة أيضًا فيلم “أريد أن أرى”، الذي يقدم رؤية عميقة للأحداث والصراعات في لبنان، حيث أوضح خليل أن الهدف من هذا العمل الفني هو إظهار الجانب الإنساني للأشخاص الذين يعيشون في ظل الحروب، بدلًا من اختزالهم إلى أرقام. واسترجع خليل لحظة تصوير تجربة الفيلم على الحدود اللبنانية، حيث أُتيحت له الفرصة لالتقاط مشاهد توضح قصص الناس وتحدياتهم، متجاوزًا بذلك القيود المحلية والرمزية من خلال الفن، ويُبرز الفيلم شخصياته بطرق تعكس واقعهم الإنساني المعقد، دون التركيز فقط على جوانب الحرب.
أما عن فيلم “الجمعية اللبنانية للصواريخ”، فتحدث الثنائي عن طموح الشباب اللبناني في الستينات لاستكشاف الفضاء بفضل أستاذ رياضيات كان يعلمهم. وعبر الفيلم، قدموا قصة تحمل رسالة حلم وسلام وأمل بعيدًا عن الأسلحة، مسلطين الضوء على قدرتهم على دمج الخيال بالواقع واستكشاف عوالم جديدة رغم محدودية الموارد.
بسبب نقص المساحات العامة في لبنان، بادر الثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج قبل عام ببناء سينما مؤقتة. صُممت السينما لتضم ثلاث قاعات بسعة مئة ومئتَي مقعد، إلى جانب سينما في الهواء الطلق. ولم يقتصر المشروع على العروض السينمائية فقط، بل تضمن أيضًا مركزًا تقنيًا وصالة “سينماتيك” Cinematech، بالإضافة إلى مكتبة تهدف إلى تعزيز الثقافة السينمائية ونشرها.
كما تحدثت جوانا حاجي توما وخليل جريج عن أنه رغم وجود العديد من المخرجين المبدعين في لبنان، إلا أن صناعة الأفلام هناك تواجه صعوبات كبيرة. وتطرقا إلى صعوبة إنتاج الأعمال السينمائية في ظل الأوضاع الراهنة، حيث يتطلب التعبير عن الواقع الحالي شجاعة وقدرة على تجاوز العقبات الفنية واللوجستية. ويهدف فيلمهما الجديد إلى تقديم رؤية صادقة ومؤثرة لما يعيشه لبنان اليوم.
في ختام الجلسة، أكد الثنائي أن إنجاز الفيلم يتطلب فريقًا متكاملًا يعمل بشغف لتحقيق الرؤية الفنية. وأعربا عن سعادتهما بمشاركة أعمالهما في المهرجان، معتبرين أن الفوز بالجائزة يمثل بداية لمسيرتهما الفنية.
في لقاء خاصّ مع موقع “بصراحة” على هامش ندوتهما في مهرجان الجونة السّينمائيّ، بدورته السّابعة، تحدّث المخرجان اللبنانيّان خليل جريج وجوانا حاجي توما، عن رسالتهما كمخرجَين لبنانيَّين في ظلّ الأوضاع الصّعبة التي يمرّ بها لبنان، إذ وجدا أنّه من المهمّ أن يشاركا في مهرجان “الجونة”، لتمثيل السّينما اللبنانيّة.
كما لفتا إلى أنّ تكريمهما في “الجونة”، مهمّ جدًّا لتوجيه رسالة لجميع صاغة أعمالهما وإعطائهم أملًا بأنّ لبنان سيكون أفضل، كما أنّها رسالة صمود في ظل هذه المحنة كي لا نخسر وجود لبنان وحضوره في المحافل العالميّة.
وعمّا في كواليس أعمالهما، قال خليل جريج، إنّ أفلامهما عبارة عن رحلة مختلفة وهما لا يكرّران أفكار أفلامهما بل يعكسان إيمانهما بأهميّة الصّورة وضرورة التّغيير.
تابعوا قناة bisara7a.com على الواتساب لتصلكم اخبار النجوم والمشاهير العرب والعالميين. اضغط هنا
وعن رأيهما بقوّة الفيلم العربيّ في المهرجانات العالميّة، قالت جوانا حاجي توما، إنّه بغض النظر عن ذلك من المهمّ أن تُنتج تلك الأفلام العربيّة وخاصّة التي توثّق الأحداث وتروي قصصنا كعرب، ليرى العالم أنّنا لسنا مجرد أرقامٍ وجميع صاغة السّينما معًا يصبحون أقوياء معًا.
من جانبه، قال خليل جريج، إنّ الممثّلة يسرا خلقت حالة خاصّة في السّينما وأنّ الممثّلة الرّاحلة سعاد حُسني لديها رمزيّة فنّيّة خاصّة في مصر ولبنان وجميع الدّول العربيّة.
كما كشفت جوانا حاجي توما، لموقع “بصراحة”، أنّهما يحضّران لفيلم جديد انتهيا من كتابته وأنّ عنوان الفيلم المبدئي سيكون “ثُريّا”.