حلقة ضعيفة من “ارابز غوت تالنت” بأولى مراحل التصفية النصف نهائية… فالحرفية غابت عن الجميع حتى عن لجنة التحكيم
انتظرنا مطولاً أن تمر بنا الأيام لنرى سريعاً ما يحمله لنا برنامج(Arab’s got talent) من مفاجآت في حلقات التصفية النصف نهائية والتي كانت حلقة الاسبوع الماضي أولها.. ولكن وبعد مشاهدتنا للحلقة أُصبنا بخيبة أمل كبيرة لا نعلم إن كانت في المشتركين أم في لجنة التحكيم أم في المستوى العام للحلقة والذي يتحمل مسؤوليته عدد ممن يعملون خلف الكاميرات والكواليس..
فالمسؤولية مشتركة والكل يحمل على عاتقه جزء من الفشل الذي أصاب الحلقة.
ولنبدأ بلجنة التحكيم التي تستحق النصيب الأكبر من العتاب كونها المشهد الأول الذي يهمنا أن يبدأ به البرنامج.. فمن المزعج جداً أن تشاهد برنامجاً بهذا المستوى لترى خصومة واضحة أو على الأقل عدم استلطاف بين أعضاء لجنته.. فكيف لعمرو أديب و علي جابر أن يطلبا دوماً من المشتركين وخاصةً أولئك الذين يأتون بشكل مجموعة أن ينتبهوا كثيراً لمستوى الألفةالتي بينهم ويجتهدوا أكثر على مستوى التوافق والإحساس والتناغم!!
كيف لهم أن يطلبوا ذلك من المشتركين بإصرار و صرامة وهم لم يبذلوا أي جهد ليخفوا عدم انسجامهما سوياً أو عدم استلطافهما لآراء بعضهما البعض.. ويجب أن يعلما جيداً أنه ومن غير المسموح ولو عن طريق العفوية البحتة أن يرمقا بعضهما بنظرات مشابهة لتلك التي استخدماها خلال الحلقة أو أن يبرقا بأعينهما للكاميرا بتعابير مستفزَة وغير مفهومة كلما نطق أحدهما برأي لم يلقى استحسان الآخر..
فإن كانا يقصدان بهذه المشاحنات العلنية تقليد سايمون كاول مثلاً وطريقته عندما رأس لجنة أمريكان آيدول لعدة سنوات فهما مخطئان تماماً لأن الأجانب يختلفون عن العرب فيما يخص الفظاظة وتقبلهم لها وللجدية المبالغ بها في التعامل مع الآخرين.. أما إذا كانا يقصدان إضافة روح جديدة للبرنامج تعتمد على تمثيل التنافر فيما بينهما فليعلما أن خطتهما لم تنجح لأنناوكمشاهدين لم نفهم مما رأيناه سوى انهما شخصان لا يحبان بعضهما ولايستلطفان آراء بعضهما ولم نشعر ولو للحظة أن هذه المشادة ليست سوى تمثيلية لأنها فعلاً لم تبد كذلك.
اما الفنانة نجوى كرم فهي لم تكن في أفضل حالاتها ، ولم تكن كما اعتدناها في الحلقات السابقة متحمسة وسعيدة ومشاغبة وشغوفة بل كانت في مزاج سيّىء وان لم نشأ ان نتطرّف بحكمنا نقول انها كانت منزعجة من شيء ما وهذا بدا واضحاً جداً وكانت طوال الحلقة منشغلة بتسريحة شعرها وهذا ان دلّ على شيء بلغة الجسد فيدّل على التوتّر والانزعاج …
ويبقى ان نشير ان لجنة الحكم تفاجئنا مؤخراً بتحليلها لمستوى المواهب فيأتي حكمها عشوائياً وغير موضوعي غير معتمد على ثوابت علمية وفنية وتقنية وهذا من ضرورات واسباب وجودها فإلا لا لزوم لوجود لجنة حكم فنحن الذين اعتدنا على تعليقات لجان تحكيم البرنامج بنسخته الغربية نتفاجأ من تعليقات اللجنة العربية التي لا تقدّم ولا تؤخّر في رأيها ولا تصوبّ الامور وتقدّم شرحاً وافياً للمشاهد العربي فنكاد نعتقد ان اللجنة هي فقط “ديكور” مضاف على الديكور الاصلي للبرنامج.
أما فيما يخص المشتركين فللأسف كان بادياً جداً أن اختيار هذه المواهب الثمانية بالتحديد مع بعضها البعض لم يكن موفقاً لأنها كانت دون المستوى،وكان من الأفضل أن يتم على الأقل جمع أربعة مواهب جيدة جداً أمام أربعة أخرى مثيرة للقلق ونجاحها غير أكيد.. لأن المواهب وللأسف كانت ضعيفة فيما عدا اثنين أو ثلاثة على الأكثر.. و أقول ضعيفة بقصد أنها ضعيفة جداً ولا تستحق أن تشارك في مرحلة متقدمة كهذه..
الفقرة الأكثر استفزازاً بين كل ما عُرض كانت فقرة الرجل الذي قام هو و ابنه بتكسير غرفة تم بناءها خلف الكواليس .. فما استفز المشاهد فعلاً بالأمس هو أن هذا الرجل بعرضه السيئ الذي قدمه لم يكن يستحق سوى الكثير من الاستهجان إلا أنه وفي المقابل سمع كلمات الثناء على قوته وشدته.. وكأن لجنة التحكيم بدت مستسهلة معه مراعاة لتقدمه بالعمر، ولكن هذا غير مقبول فهو رجل عاقل عليه أن يتحمل مسؤولية اشتراكه ومغامرته في برنامج جماهيري يشاهده الملايين وعليه أن يتحمل الانتقاد اللاذع بصمت إذا ما قدم عرضاً بهذا المستوى..
نحن بالفعل كنا بالأمس وكأننا ما زلنا نشاهد حلقة من حلقات المرحلةالأولى التمهيديّة .. فبرغم المستوى السيئ لبعض المشتركين إلا أن لجنة التحكيم لم تضغط على الزر الأحمر سوى مرة واحدة عندما قدم أحد المشتركين عرض النار والذي اعتبره بصراحة ليس بدرجة سوء بعض العروض الأخرى!!
نتمنى أن تكون الحلقة القادمة أكثر حرفية و أن تكون اللجنة على وفاق أكثر حتى ولو اضطروا للتمثيل والتظاهر ..
أما بالنسبة للمشتركين فكلنا أمل أن تشرف شخصيات متخصصة أكثر على اختيارهم وقبول ما سيقدمونه من عروض لأنه وبرغم أن العروض هي مسؤولية المشتركين إلا أنها يجب أن تخضع لرقابة تجبرها على تقديم مستوى أقل من الأخطاء ومستوى أعلى من الحرفية.