رأي خاص- نوال الزّغبي في دائرة الهجوم … هل يتطاول النّحّاس على الذّهب؟
تصدّرت الفنّانة اللبنانيّة، نوال الزّغبي، “التّراند” في لبنان والسّعوديّة ومختلف الدّول العربيّة في السّاعات القليلة الماضية، بعد أن أثارت الجدل بعدّة تغريدات كتبتها، ردًّا على متابعين لها طالبوها بإحياء الحفلات الفنّيّة بشكل أكبر.
في التّفاصيل، إنّ إحدى المعجبات بنوال الزّغبي، نشرت خبرًا مضمونه أنّ ألبوم “نوال”، الجديد سيكون من إنتاج وتوزيع شركة “لايف ستايلز ستوديو”، لتردّ عليها معجبة أخرى بأنّ الجمهور ينتظر حفلات جديدة لـ “الزّغبي” المقلّة بحفلاتها.
هذا التّعليق، كان سببًا كافيًا ليحتدّ النّقاش بين المتابعين حول قلّة حفلات الزّغبي ودور شركات الإنتاج. وهنا تدخّلت نوال الزّغبي بنفسها، لتضع حدًّا للنّقاش، إذ كتبت: “ليس هناك شركة إنتاج تؤمّن حفلات! خلاص تفلسف”.
وتابعت في تغريدة أخرى: “ليس مهمًّا أن نحيي الحفلات !! إدارة الأعمال تختار الحفلات “الصّحّ” وليس الحفل الذي ندعو النّاس لحضوره، بسبب عدم وجود حجوزات أو يَتِم إلغاؤه بسبب عدم وجود جمهور.حفل “بالزّايد أو حفل بالنّاقص” لن يؤثّر في مسيرة ثلاثين سنة”.
هذه التّغريدة، كانت كفيلة بإحداث جدل كبير بين روّاد مواقع التّواصل الاجتماعيّ، إذ علّق البعض عليها بطريقة غير لائقة، مُتّهمًا نوال بإحياء حفلات بسيطة لا تليق بتاريخها الفنّيّ بسبب قلّة الحفلات في حين دافع عنها كثيرون.
هذا الهجوم الذي نعتبره في غير مكانه الصّحيح، استدعى حملة دعم كبيرة لنوال الزّغبي، من إعلاميّين ونشطاء ومتابعين بوجه ما تعرّضت له من انتقادات، إذ أكّدوا أنّ نوال الزّغبي لم تُخطِىء بتصريحها ولها كامل الحقّ في التّعبير عن رأيها وأنّ تاريخها الفنّيّ الحافل أكبر من أغنية أو كليب أو حفلة.
الجدير بالذّكر، أنّه وبرغم الأخذ والرّدّ والجدل القائم عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ، تبقى مسيرة نوال الزّغبي الفنّيّة الطّويلة والمشرِّفة الحافلة بالنّجاحات والإنجازات والجوائز والألبومات ومشاركتها في أهمّ المهرجانات واحترامها لتاريخها الفنّيّ وجمهورها، هي الرّصيد الحقيقيّ والملموس لنجاحها وإستمراريّتها.
وفي المحصّلة، عدد الحفلات ليس دائمًا معيارًا لنجاح أيّ فنّان بل المعيار يكمن في نوعية الحفلات والجمهور الحقيقيّ الذي يتكبّد عناء شراء التّذاكر والتّنقّل بين مدينة وأخرى وأحيانًا بين بلد وآخر لحضور نجمه المفضّل، خصوصًا في ظلّ الأوضاع الصّعبة التي يعيشها لبنان والوطن العربيّ وتحديدًا أحداث غزّة التي أرخت بظلالها على صياغة التّرفيه في الوطن العربيّ بشكل عام، ممّا أدّى إلى انخفاض عدد الحفلات الفنّيّة لدى معظم فنّاني الصّف الأوّل ممّن يتقاضون أجورًا مرتفعة في حين يوافق بعض الفنّانين الآخرين على معظم الحفلات غير مراعين المعايير الفنّيّة أو آخذين بعين الاعتبار مستوى الحفلات والحضور أو قيمة الأجور، ما لن توافق عليه نوال الزّغبي فيعتقد الجمهور أنّها لا تتلقّى العروض أو لا يتِمّ دعوتها، هذا بالادإضافة إلى أنّه ليس عيبًا ألّا تحيي نجمة بحجم نوال الزّغبي أيّ حفل دون المستوى فتستبدل ببعض المتطفّلين على الفنّ أصحاب الأغنيات الهابطة والعروض الرّخيصة فهي بذلك تحيّد نفسها عن الفوضى الجنونيّة الحاصلة على السّاحة الفنّيّة احترامًا لاسمها ومكانتها وتاريخها وعدم مشاركتها في الحفلات لا يقلّل أبدًا من قيمة أو قامة نوال فهي لا تحتاج إلى تقييم بعد مسيرة يحلم بها كثيرون وقد يهدرون عمرهم دون تحقيقها.
نذكر أنّ نوال الزّغبي لم تتوقّف يومًا عن التّحضير لأعمال جديدة تُبهر الجمهور وهي تعيش مؤخّرًا حالة من النّشاط الفنّيّ، إذ أعلنت في وقت سابق عن تحضيرها لألبومها السّادس عشر، في مسيرتها الفنّيّة.
بهذه المناسبة، كتبت عبر “إكس”: “قدّمت كل شيء جميل ومميّز وسيكون بصمة لأجيال وأجيال، لكن هذا الشّيء لم يحدّ من الشّغف الفنّيّ الموجود بداخلي، أحضّر ألبومي السّادس عشر وكأني أحضر لألبومي الأوّل”. وأضافت: “أحبّكم كثيرًا وأقدّركم والأهم أنّنّي أحترم عملي ليصل إليكم بحُبّ”.
كما تتعاون نوال الزّغبي، مع شركة لايف ستايل ستوديوز قريبًا، لإعادة توزيع الموسيقي لأغنية (القدر والشّوق) مع الملحّن التّركيّ suat aydogan وسوف يتِمّ إخراج الكليب في تركيا.
إضافة إلى ذلك، تحضّر “الزّغبي”، أغنية جديدة بالتّعاون مع الفنّان اللبنانيّ مروان خوري، ستكون ضمن ألبومها الجديد، بعد العديد من الأعمال النّاجحة التي قدّماها معًا منها “دلعونا” و “يا رايح” و “تيا”.
تابعوا قناة bisara7a.com على الواتساب لتصلكم اخبار النجوم والمشاهير العرب والعالميين. اضغط هنا
وفي النّهاية وبالمقابل لا بدّ من الإضاءة على أمر أساسيّ، فمن يجهل كيف تجري الأمور في الحفلات، فلا بدّ من شرح ذلك. ثلاثة عناصر تكفل لأيّ فنّان حفلات كثيرة. أوّلًا أغنيات “ضاربة”، ثانيًا قاعدة شعبيّة كبيرة وثالثًا إدارة أعمال نشطة ومؤثّرة وذات علاقة قويّة مع منظّميّ ومتعهّديّ الحفلات وإدارة المهرجانات. وإن اختلّ التّوازن بين العناصر الثّلاثة أو وجد أحدها وانعدم الآخر خسر الفنّان فرصته في إحياء الحفلات، من هنا على كلّ النّجوم إعادة النّظر بمسيرتهم وإدارة أعمالهم وبما يقدّمون بين الفينة والأخرى ففي ظلّ الفوضى الحاصلة على السّاحة الفنّيّة لا بدّ من أخذ استراحات لأجل تقييم الأعمال والاعتراف بنقاط الضّعف وتصحيحها، فأذكى النّجوم على الإطلاق هم من يطوّرون أنفسهم ويجدّدونها ولا يراوحون مكانهم والأهمّ من يستمعون إلى منتقديهم مهما قسَوا عليهم شرط أن يكون الانتقاد بنّاءً ملؤه المحبّة والتّقدير والاحترام.
نذكر أنّ أحدث أعمال نوال الزّغبي، أغنية “من باريس” من كلمات خالد قرناس، ألحان ياسر نور وتوزيع عمر عبد الفتّاح.