سعد الصغير يساعد مصر بطريقته المتواضعة والحكيمة
تفاعل الفنانين المصريين مع ثورة الشعب المصري بطريقة مختلفة كل حسب مصلحته ومواقفه السياسية ومدى أنتمائيته لوطنه مصر.
آخر الذين اصطادتهم الصحافة وهو يعبر عن رأيه في الثورة وعن لذي سيفعله لمصر في سبيل اعادة اعمارها كان المطرب الشعبي سعد الصغير.
بصراحة وبرغم تحفظ الكثيرين على موهبة الصغير ومدى تقبلهم له كفنان أم مغني داخل الوسط الفني الا ان موقفه السياسي الذي اعترف بأنه تعلمه من شباب الفيس بوك كان ربما الأفضل بين كل ما قرأناه وسمعناه في الاونة الأخيرة من افواه الفنانين. مع العلم بأن الصغير هو الأقل ثقافة بينهم والأكثر تواضعا من ناحية مستواه التعليمي وبيئته التي خرج منها.
وربما هذا ما جعل كلامه الأكثر منطقية بين كل التصريحات التي أطلقها الفنانين خاصةً الآن ومصر في حاجة الى الكثير من المجهود لتعود كما كانت.
فعدد كبير من الفنانين دعا لاقامة الحفلات الخيرية التي يعود ريعها لاعادة اعمار مصر، فيما توجه اخرون للغناء للثورة، أو بتسجيل الأفلام الوثائقية وذلك كهدية لتاريخ مصر بتوثيق أهم ثوراتها وحفظها من التلاعب والتزوير. كما لجأ اخرون لتصوير الفيديو كليبات التي تعرض لقطات من مظاهرات ميدان التحرير وضحاياها تشجيعا للأثرياء على التبرع لمصر وأراضيها.
ولكن السؤال هل كل هذا سيجلب لمصر أكثر من كلفته؟
الاجابة أطلقها سعد الصغير عندما رفض مطلب من سألوه ان كان سيغني لمصر وأبناءها فقال الأفضل ان اتبرع بالمبلغ الذي سأصرفه على الأغنية والفيديو كليب للفقراء وللضحايا، وأشار الى ان ذلك ثوابه عند الله أكبر وأفضل.
واستطاع الصغير تلخيص الحكاية في كلمتين، فبأقل تقدير ان قلنا ان تسجيل الفيلم الوثائقي أو الأغنية والفيديو كليب سيكون متواضعًا فلن تقل كلفته عن 50 ألف دولار، إذاً فسعد الصغير حلّ المعادلة وقال ما يجب ان يُفعل.
كما وجه دعوة لكل من ينوي من أصدقاءه الفنانين ان يقدم على خطوة كهذه ان يفكر كثيراً ونصحه بأن يصرف تكاليفها بالتبرع لضحايا الثورة والخراب الذي حل بمصر مباشرة. لأن هذا هو الأهم والأكثر فعالية في الوقت الحاضر.
بصراحة فهذا فهذا رأي حكيم من شخص بسيط نحترمه عليه، فأي جمهور هو ذاك الذي سيضع قنوات الأغاني ويتابع كليبات الثورة بينما العالم العربي يغرق وسط المشاحنات والشغب والفساد، وأي نفس تلك التي ستشتهي مشاهدة أي نوع من الأفلام حتى لو كان وثائقي عن ثورة لم نستيقط بعد منها..
وفروا أموالكم يا فناني العالم العربي، ومن يريد المساعدة فليتبرع بصمت لأن الجمهور لم تعد له عين تهتم سوى بمتابعة الاخبار المشحونة بالأحداث هنا وهناك، ولا اذن ترغب إلا بسماع أخبار جيدة تنير ظلمة الاحباط التي نعيشها، وأعلموا ان حفلاتكم واغانيكم وفيديوهاتكم وأفلاكم تلك التي تصورونها بحجة اعمار بلد الثورة ليست سوى فن ليس في وقته ولن يكون له جمهور.